ارتضى خليل الدمون لكتابه عنوان «أشلاء نقدية» ، والأشلاء في اللغة جمع شلو، ومثناها شلوان، والشلو هو العضو، وكأنّ الناقد يجمع أشلاء ما تناثر من قضايا سينمائية على مدى تاريخ السينما المغربية، ثم ينثرها من جديد على صفحات كتاب، تبلغ مئتين وثمان وعشرين صفحة من القطع المتوسط. ويشار هنا إلى أنّ الكتاب يحمل عنوان فيلم لحكيم بلعباس «أشلاء»، وهو الفيلم الذي سلط كاميراته على مشاهد حقيقية تلامس الواقع، وكأن خليل الدمون ينحو المنحى نفسه، حين يختار العنوان ذاته، ويقتسم مع بلعباس دلالاته، ويسلط قلمه النقدي على القضايا التي تؤرق السينما، من غير أن تتسم نظرته برضى المحبّ عن كل ما يفعل حبيبه، بل بسعي المحب إلى أن يرقى بحبيبه نحو مستويات من النضج والعمق والدلالة. وقد جاء في التقديم أنّ هذه الأشلاء» هي أشلاء نقدية كتبت في فترات متقاربة أحياناً ومتباعدة أحياناً أخرى، تبركت في عنونتها بسينما عفوية، لكنها زاخرة برؤى وصنعات تنبئ، وتبشر بظهور قوارب جديدة على شواطئ سينما هذا البلد» . صدر للكاتبة د. شميسة غربي كتاب جديد عن المنجز السردي لشعيب حليفي بعنوان « الذات والوعي بالتاريخ « عن دار تيميقاد للنشر سلسلة معالم نقدية ، وهو الكتاب الثاني للكاتبة بعد مؤلفها الأول « شعيب حليفي : أوراق في السيرة والرحلة « . في كتابها الجديد قدمت شميسة غربي إحدى عشرة قراءة نقدية في بعض مؤلفات حليفي وهي : «لا أحد يستطيع القفز فوق ظله « «تراب الوتد « «أسفار لا تخشى الخيال « «زمن الشاوية» « رائحة الجنة» .وقد قاربتها انطلاقا من مكون الذات وحضوره اللافت في « لا أحد يستطيع القفز فوق ظله « و « أسفار لا تخشى الخيال « وكيفيات تمظهره بين التسجيلي والتخييلي عبر لغة سردية ذات معجم استطاع أن يبني لغة خاصة بالكاتب .كما قاربت الكاتبة عنصر الوعي بالتاريخ وطرق تمثله في أيقونة الشاوية من خلال نصوص تراب الوتد وزمن الشاوية ورائحة الجنة .