لم تفلح قيادة البوليساريو في تجميل الوجه القبيح لانتهاكاتها الصارخة ضد معارضيها في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، رغم المحاولات المتتالية آخرها عقد ما يسمى بمؤتمر الجبهة. فعلى غرار المؤتمرات السابقة، التي يصفها معارضو البوليساريو في تندوف بالمسرحية، جمعت قيادة البوليساريو الموالين لها من المجندين للتصفيق لقرارات معدة مسبقا، هدفها التمديد لقيادة كشفت ممارساتها في مختلف المنتديات الدولية، في حين تم تغييب الأصوات المعارضة وكل من يختلف في الرأي مع القيادة، كما أن ملفات التنكيل بالمعارضين وانتهاكات حقوق الإنسان غيبت عن قصد في محاولة لتجميل واقع بشع، ما فتئ ضحاياه من سكان المخيمات يدينونه كل يوم. وفي هذا الإطار، وجه ضحايا سجن الرشيد الرهيب بالقرب من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف جنوب غرب الجزائر، وقعها 126 من الضحايا، رسالة مفتوحة إلى هذا المؤتمر المزعوم، بعد أن سدت في وجوههم كل إمكانيات للتعبير عن مواقفهم. وجاء في الرسالة “نحن ضحايا سجن الرشيد الرهيب بالقرب من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف جنوب غرب الجزائر، فإننا نحن الموقعون أسفله وعلى إثر هول ماتعرضنا له من انتهاكات، نخاطب الرأي العام الصحراوي و الدولي والجهوي والقارئ، لنشاطركم معاناتنا لسلوك جهنمي بل بربري فاق التصور في العنهجية والحقد من طرف اللجنة التنفيذية لجبهة البوليساريو”. وحملت الرسالة قيادة الجبهة كامل المسؤولية للجرائم التي ارتكبت من قتل وتعذيب نفسي وجسدي، وتطليق زوجات المعتقلين وتزويجهم مع بعض الجلادين، مطالبة بفضح الجرائم التي تعرضوا لها في سجن الرشيد. بدوره كشف الفاضل ابريك، الذي سبق أن تعرض رفقة اثنين آخرين من المعارضين إلى الاختطاف والتنكيل قبل أن تضطر الجبهة إلى إطلاق سراحهم بعد ضغط دولي، كشف عن معطيات كثيرة تدين الانفصاليين والجزائر، وذلك في حوار مع ” أخبار الوطن” الورقية وآخر خبر الإلكترونية، حيث أكد وجود 650 مختطفا صحراويا، بالإضافة إلى أزيد من 84 تم قتلهم ولا يعرف ذويهم مكان قبورهم، ناهيك عن حالة الخليل أحمد مفقود لدى المخابرات الجزائرية، بتآمر مع قيادة البوليساريو منذ أكثر من 10 سنوات، مضيفا أن الملف الحقوقي في المخيمات رهيب وفضيحة ولا بد من تدخل المنظمات الحقوقية الدولية وزيارتها للمخيمات للتأكد من سوداوية هذا الملف في المخيمات تحت إشراف القيادة الخاضعة للجزائر. وكان الفاضل ابريك ومحمود زيدان وأبا بوزيد، وهم نشطاء معروفون بمعارضتهم لقيادة البوليساريو، قد تم اختطافهم واعتقالهم بشكل وحشي ومخالف لكل الأعراف والقوانين، وقال الفاضل ابريك، تم “تعذيبنا وسجننا في زنازن أقل ما يقال عنها إن أكواخ الكلاب أفضل منها، لا لشيء إلا لأننا عارضنا الفساد والمفسدين ورشوة القيادة ومتاجرتها بأموال اللاجئين المقدمة كدعم من طرف المنظمات الإنسانية، والدعم الدولي والإعلامي معنا هو الذي فرض على هذه القيادة إطلاق سراحنا”. هذه الممارسات التعسفية، وصل صداها إلى مختلف المنظمات والهيئات الدولية، حيث سبق للمبادرة الصحراوية للتغيير، وهو تنظيم معارض للبوليساريو بمخيمات تندوف، أن وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس كشفت العديد من المعطيات عن المعتقلين المعروفين بنشاطهم المعارض للبوليساريو، والذين جرى اختطافهم في شهر يونيو الماضي والزج بهم في السجن في ظروف مهينة. وطالبت الرسالة الأمين العام الأممي، بالتدخل لدى البوليساريو وحثها على احترام حقوق الناشطين المعتقلين، وتمتيعهم بمحاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم. وكانت المبادرة الصحراوية للتغيير قد وجهت رسالة مماثلة إلى الاتحاد الإفريقي تعرضت خلالها للانتهاكات التي تقوم بها البوليساريو في حق المعارضين. وسبق أن أثير تنكيل البوليساريو بمعارضيها أمام لجنة ال24، الهيئة الفرعية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، في يونيو الماضي، حيث كشف العديد من الناشطين الحقوقيين عن الأوضاع المزرية بالمخيمات وما تشهده من قمع ومصادرة الحقوق والحريات، مما خلف العديد من الضحايا في صفوف السكان الذين اضطرتهم الإجراءات التعسفية إلى الخروج إلى الشارع والتظاهر، مبرزين أن المخيمات تعيش مختلف أنواع التضييق والقمع، التي تضرب بجميع المواثيق الكونية لحقوق الإنسان عرض الحائط.