قال العربي بنشيخ، المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ، إن مؤسسته ستتعهد بتكوين 405 ألاف متدرب ومتدربة خلال الموسم القادم 2015- 2016 موضحا أن استراتيجية عمل المكتب لسنة 2015، ستتسم بتفعيل المرحلة الخامسة من المخطط التنموي في أفق 2017 والرامي الى تكوين مليون شاب وشابة. وحول إمكانية بلوغ هذا الهدف أكد لنا إطار مسؤول من داخل المكتب الوطني للتكوين المهني ، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه من المستحيل بلوغ مليون متدرب في أفق 2017 نظرا للخصاص الكبير الذي يعرفه القطاع سواء على مستوى البنيات التحتية أو على مستوى الموارد البشرية اللازمة لتحقيق هذا الهدف. وكشف مصدرنا أن إشكالية الخصاص في المنشأت و المكونين جعلت المكتب يلجأ الى اعتماد أسلوب التكوين في المقاولة وهو ما جعله يسقط في إشكالية أعمق هي إشكالية الجودة ومحتوى التكوين، ففي ظل الخصاص المسجل على مستوى المكونين بدأت عملية الضغط على الأطر العاملة في التكوين المهني من أجل إنجاح المشروع ، حيث تم إرهاق تلك الأطر، بتكليف كل مكون بتدريب 4 مجموعات في زمن قياسي يستحيل معه الوصول الى الأهداف التكوينية المبتغاة، فبدل أن يستفيد المتدرب خلال مساره من 400 إلى 900 ساعة من التكوين حسب اختلاف الشعب، بات اليوم لا يستفيد سوى من 25 في المائة من المحتوى الحقيقي للمقرر التكويني، وهو ما يضع جودة التكوين على المحك. ويذكر أن هذا العدد المليوني هدف قديم كان العربي بنشيخ قد أعلن عنه منذ 2010 حين قال إنه يسعى إلى أن يصل إلى عدد مليون متدرب في أفق 2012، بزيادة سنوية تتراوح بين 15 و20 في المائة، غير أنه وإلى حدود اليوم مازال حلم بنشيخ الذي يتربع على رأس مكتب التكوين المهني منذ سنة 2000 أبعد ما يكون عن الواقع في ظل وتيرة نمو تتراوح سنويا بين 6 و9 في المائة، وهي وتيرة ضعيفة لا يمكن أن ترفع أعداد المتدربين بمؤسسات المكتب الى عتبة المليون، على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في القطاع و التي ارتفعت وتيرتها نسبيا خلال السنوات الأخيرة ، غير أن ذلك ما زال غير كاف لسد الخصاص في قطاع التكوين ولاسيما في التخصصات المطلوبة من طرف أرباب المقاولات الصناعية . ولرفع هذا التحدي أوضح بنشيخ خلال تقديمه للمخطط الاستراتيجي خلال انعقاد المجلس الاداري للمكتب الوطني للتكوين المهني ، يوم الجمعة الماضي، أن الطاقة الاستيعابية للمكتب ارتفعت الى 370.000 متدربة ومتدرب كما ارتفعت وتيرة نمو أعداد المتدربين لتبلغ أزيد من 9 في المائة مقارنة مع الموسم المنصرم، كنتيجة لمواكبة البرامج الاقتصادية المهيكلة والمخططات الوطنية الكبرى، حيث سيرفع المكتب الطاقة الاستيعابية الى 405 ألاف مقعد بيداغوجي ، عبر شبكة مكونة من 353 مؤسسة، مقابل 370 ألف مقعد بيداغوجي و337 مؤسسة سنة 2014/2015.