مايكل بومبيو يجدد تأييد الولاياتالمتحدة لحل سياسي لقضية الصحراء بوريطة:المغرب يعمل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار تعاون وثيق شكلت زيارة العمل التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، أول أمس الخميس، للمغرب مناسبة لتجديد الولاياتالمتحدةالأمريكية التأكيد على موقفها بخصوص قضية الصحراء، الداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب والذي وصف ب”الجدي وذي المصداقية والواقعي”. وكشفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أكد أن ملف الصحراء المغربية، الذي “يمثل أولوية بالنسبة للمغاربة” كان محور المباحثات التي جمعت رئيس الديبلوماسية الأمريكية بمناسبة زيارته هاته، مع نظيره ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وأوضحت مورغان أورتاغوس أن رئيس الديبلوماسية الأمريكية أعرب بمناسبة زيارته هاته، عن تأييد الولاياتالمتحدة، التي كانت دائما منخرطة مع الأممالمتحدة من أجل الدفع بحل سياسي في إطار الأممالمتحدة يمكّن من إنهاء هذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده. هذا وقد أعطت الزيارة، زخما جديدا لعلاقات الصداقة العريقة والشراكة القوية التي تجمع البلدين، وأكدت الدينامية القوية التي تطبع العلاقات المغربية – الأمريكية، وكذا الإرادة المشتركة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية متعددة الأوجه بين واشنطن والرباط، والمشاورات المستمرة حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وجدد الجانب الأمريكي تأكيد عزمه على العمل مع المغرب من أجل الاستفادة على أكمل وجه من إمكانات جميع مواطني البلدين لضمان أمنهما وازدهارهما. ويعد المغرب حاليا، البلد الإفريقي الوحيد الذي يجمعه اتفاق تبادل حر مع الولاياتالمتحدة، والذي مكن منذ دخوله حيز التطبيق سنة 2006 من زيادة حجم الصادرات المغربية إلى الولاياتالمتحدة بأكثر من الضعف ورفع حجم المبادلات الثنائية بخمسة أضعاف. وبالنسبة للولايات المتحدة، يظل المغرب شريكا في العديد من القضايا الأمنية، كما يؤكد ذلك التعاون العسكري الوثيق بين البلدين من خلال التمرينات العسكرية المشتركة وبرامج التدريب. وبخصوص الجانب الأمني على الصعيدين الإقليمي والدولي، أبرزت واشنطن المساهمة المحورية للمغرب، “الذي يضطلع بدور رائد في المجال الأمني إفريقيا”. وسجلت وزارة الخارجية الأمريكية أن “المغرب يعد، بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس، فاعلا رئيسيا في المواجهة العالمية ضد الإرهاب”، مذكرة بأن المملكة رئيس مشارك للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، كما ترأس مجموعة العمل التابعة للمنتدى المعنية بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب. ونوهت الولاياتالمتحدة بالمغرب بوصفه “رائدا إقليميا في تعزيز التعايش الديني والحوار بين الأديان”. وتؤكد زيارة بومبيو نهج التنسيق والتشاور الدائم بين بلدين صديقين وحليفين عازمين على تعزيز تعاون قائم على المصالح المشتركة يخدم التنمية والحفاظ على السلام والأمن. وفي سياق متصل، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة أن المغرب يعمل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار تعاون وثيق في العديد من القضايا الثنائية والاستحقاقات الإقليمية والدولية. وقال بوريطة في تصريح بخصوص زيارة العمل التي يقوم بها كاتب الدولة للولايات المتحدة، مايكل بومبيو، للمملكة، إنه تأسيسا على المكتسبات التي تحققت في إطار العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة، «يعمل المغرب، وفق رؤية جلالة الملك، نصره الله، مع الولاياتالمتحدة كشريك وحليف، في إطار تعاون وثيق في العديد من القضايا الثنائية والاستحقاقات الإقليمية والدولية». وأبرز بوريطة أن المغرب سيحتضن، في هذا السياق، الدورة 13 لقمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية، في يونيو 2020 بمراكش، والنسخة 17 لمناورات الأسد الإفريقي 2020 (في النصف الأول من 2020)، وهي الأكبر في إفريقيا مقارنة بما عرفته مناورات السنوات الماضية، مضيفا أن المملكة ستحتضن أيضا اجتماع فريق العمل المعني بمكافحة الإرهاب في إطار مؤتمر وارسو (شهر مارس 2020). وقال الوزير إن الزيارة التي قام بها بومبيو «في إطار تعزيز العلاقات القوية والتاريخية والمتجددة التي تربط بلدينا الصديقين والشريكين»، تكتسي «طابعا متميزا على أكثر من مستوى. فهي الزيارة الأولى لبومبيو إلى المغرب وإلى منطقتنا، ككاتب للدولة»، مبرزا أنها «تؤكد الدينامية الإيجابية التي تعرفها العلاقات الثنائية، بإرادة من جلالة الملك محمد السادس نصره الله. تلك الدينامية الإيجابية التي أبانتها زيارة جاريد كوشنر، وإيفانكا ترامب، المستشاران الخاصان لرئيس الولاياتالمتحدة». وحسب الوزير، فإن زيارة كاتب الدولة الأمريكية تعد بمثابة «تجديد لمتانة العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والولاياتالمتحدة»، مبرزا أن نوعية هذه العلاقات، المترسخة في أسسها والواضحة في معالمها، تجسد «حرص جلالة الملك، نصره الله، على تعزيز الشراكات التاريخية للمملكة، في إطار تنفيذ الرؤية الملكية السامية لسياسة خارجية دينامية وفاعلة، مكنت العلاقات المغربية-الأمريكية من تحقيق قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، وتفعيل آليات التعاون التي أثبتت فعاليتها وقدرتها على فتح آفاق أرحب للشراكة الثنائية». واعتبر بوريطة أن إرادة الولاياتالمتحدة في تعزيز علاقاتها مع المملكة المغربية تشكل «اعترافا بما يميز المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، حفظه لله، من استقرار ومصداقية وإصلاحات، وهو ما أكده البيان المشترك للدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة، الذي حيى ريادة جلالة الملك في إرساء إصلاحات قوية وبعيدة المدى، وأثنى على دعم جلالته الموصول في قضايا ذات اهتمام مشترك، منها السلام في الشرق الأوسط والاستقرار والتنمية في إفريقيا، وكذا الأمن والسلم في المنطقة». وإلى جانب الزخم الذي تعرفه العلاقات على المستوى السياسي، يضيف الوزير، فإن الشراكة بين المغرب والولاياتالمتحدة استطاعت أيضا أن تحقق تعاونا اقتصاديا وثيقا. حيث تخطى حجم المبادلات التجارية الثنائية عتبة 51 مليار درهم، أي بزيادة قدرها 28 في المئة بالمقارنة مع 2017. وأشار في هذا الصدد إلى أن الولاياتالمتحدة تعتبر ثالث مستورد للسلع المغربية، ورابع مورد للمغرب، مضيفا أن الاستثمارات الأمريكية تأتي في المرتبة السابعة ضمن الاستثمارات الخارجية المباشرة في المغرب، كما أن حوالي 160 شركة أمريكية اتخذت من المغرب مقرا لها. وقد زار المغرب هذه السنة أكثر من 300 ألف سائح أمريكي، أي بزيادة قدرها 20 في المئة بالمقارنة مع 2017. من جهة أخرى، يضيف بوريطة، شكلت زيارة كاتب الدولة الأمريكي فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقا من «الدور الريادي لجلالة الملك، نصره لله، على المستوى الإفريقي ومساهمة المغرب المعترف بها في عدد من القضايا». فبخصوص الوضع في الساحل، أبرز الوزير أنه تم تسجيل توافق بين وجهات نظر البلدين، مذكرا بأن منطقة الساحل تعد منطقة استراتيجية، تستوجب تنسيقا مشتركا على العديد من الأصعدة. حيث يعتبر المغرب أن المقاربات الانفرادية قد أثبتت عدم فعاليتها، ويدعو إلى تبني مقاربة شاملة وجماعية قائمة على التنسيق بين بلدان اتحاد المغرب العربي، ودول الساحل (CEN-SAD) وغرب إفريقيا (CEDEAO). وبعدما أشار إلى أن التحديات الأمنية في منطقة الساحل تبقى مرتبطة بالأساس بتنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة، التي تهدد الاستقرار والتنمية في المنطقة، قال بوريطة إنه بحث مع المسؤول الأمريكي «سبل مواصلة التعاون لتعزيز الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك دحر الجماعات الإرهابية والتنظيمات الجهادية». وفي ما يتعلق بليبيا، تبادل الطرفان وجهات النظر بخصوص السبل والوسائل الكفيلة بتمكين هذا البلد الشقيق من إرساء أسس سلم وأمن دائمين، في إطار حل سياسي يتوافق عليه الفرقاء الليبيون بناء على الأسس التي وضعها مسلسل الصخيرات. وخلص بوريطة إلى أن الطرفين ناقشا أيضا التهديد الذي تشكله إيران وحلفاؤها، والجهود المبذولة لمواجهة محاولات نشر النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك شمال وغرب إفريقيا، وكذلك الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا من خلال تعزيز قدرة الأجهزة الأمنية في المنطقة، خاصة بواسطة وضع منصة مشتركة للتعاون في المجال الأمني.