بدأ وفد إعلامي مغربي، الثلاثاء، زيارة للصين بدعوة من جمعية الصحفيين لعموم الصين، للاطلاع على التجربة الاعلامية الصينية والتحولات الرقمية للمشهد الاعلامي بهذا البلد. ويضم الوفد الإعلامي، الذي يترأسه مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق الرسمي باسم الحكومة السابق، كل من المهدي علابوش، مؤسس ومدير عام موقع «أنفو»، وعبد الحميد اجماهري، مدير نشر وتحرير صحيفة «الاتحاد الاشتراكي»، ومرية مكريم، مديرة موقع «فبراير.كوم»، ويوسف شميرو، مدير نشر مجلة «زمان». كما يضم الوفد عبد العزيز مسعودي مدير القطب الاقتصادي لمجلة «تشالانج» وإذاعة «إم إف إم»، وحاتم قوسيمي، مدير نشر صحيفة «البلاد الأخرى»، وعبد العزيز الرماني، عن قناة «ميدي 1 تي في» ومستشار الفيدرالية المغربية للإعلام، وأوقاسم مراد، المدير العام المساعد لإذاعة «هيت راديو». وقام الوفد الإعلامي في بكين بزيارة لمقر صحيفة «الشعب» ومركز مجموعة «علي بابا» عملاق التجارة الالكترونية. وأشاد اجماهري، مدير نشر وتحرير صحيفة «الاتحاد الاشتراكي»، بنجاح نموذج التحول الرقمي الذي حققته يومية «الشعب» في بلد يعتبر من كبار منتجي الورق، مشيرا إلى أن هذا التحول الجذري وبالأساس لهذه الصحيفة تم التفكير فيه منذ 1997، وهو ما يبرز تقدمها في هذا المجال، الأمر الذي مكنها من تحقيق رقم معاملات يضمن لها استقرارا ماليا بعدما بلغت الأرباح ما يعادل 20 مليار يوان في 2018. وأبرز أن مسؤولي الصحيفة كشفوا للوفد أن المغاربة يحتلون المرتبة الخامسة على المستوى العربي في ما يخص القراءة الالكترونية للمحتوى العربي لصحيفة «الشعب»، والمرتبة الثانية على منصتي «فايسبوك» و»توتير»، مشيرين إلى أن الأخبار المتعلقة بالمال والأعمال والتكنولوجيا تشكل أحد عناصر الجذب الأساسية للصحافة الالكترونية الصينية بالعربية ولاسيما صحيفة «الشعب». وأضاف اجماهري أن زيارة مركز مجموعة «علي بابا» مكنت أيضا من الوقوف على القفزات التي حققتها المجموعة في السنوات العشر الأخيرة وخاصة ما يتعلق بتنوع الخدمات واتساعها وما يفتحه التعاون في هذا المجال من فرص مهمة، مشيرا إلى أنه تم خلال كافة هذه اللقاءات استحضار كيفية الاستفادة من هذا الأفق الجديد في الصين من أجل تطوير ودعم التعاون بين البلدين. وصرح الخلفي لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن هذه الزيارة، التي تأتي بدعوة من جمعية الصحافيين لعموم الصين، تتيح الفرصة لوفد من الاعلاميين المغاربة من صحف ورقية ومواقع إلكترونية واذاعات، فرصة التعرف على المشهد الصحفي والاعلامي في الصين، والتحولات التي عرفها بفعل الثورة التكنولوجية للمعلومات والسياسات والاجراءات التي اتخذت من أجل إنجاح التحول الرقمي للاعلام الجديد وكذا التحديات التي يعرفها. وأوضح أنه تم، خلال زيارة الوفد لصحيفة «الشعب»، الصحيفة الأولى في الصين، والتي تعتبر رائدة في التحول الرقمي ب 280 مليون زائر يوميا وبسلسلة تضم صحيفة وطنية وصحف محلية وعدد من المواقع الالكترونية بست لغات، الوقوف على إشكالية التحول الرقمي للاعلام والآفاق المرتبطة بها من خلال التجربة الصينية. وأضاف أن الوفد المغربي عقد لقاء مطولا مع مسؤولي القسم العربي في الصحيفة تمحور حول عدد من المواضيع من ضمنها النموذج الاقتصادي للمقاولة في العصر الرقمي وما يفتحه من آفاق، مشيرا إلى تجربة صحيفة «الشعب» التي تشغل ازيد من 3000 صحافي، والتي تحقق توازنا ماليا من خلال شبكة متنوعة من الخدمات الرقمية التي تضمن لها عائدات مالية كبيرة مكنتها من التسجيل في البورصة. وأشار الخلفي إلى أنه تم أيضا خلال هذا اللقاء التأكيد على أن تطوير خدمات المحتوى والخدمات الرقمية الموازية لتنمية خدمات التسويق والاشهار عبر المنصات الرقمية يفتح آفاقا للتكيف مع التحول الرقمي، مضيفا أنه أثير كذلك مشروع منتدى صحفي صيني عربي بين الصين وجامعة الدول العربية ليشكل فضاء للتكوين والتواصل بين الصحافيين. وبخصوص زيارة الوفد لمركز مجموعة «علي بابا» ببكين، أبرز السيد الخلفي أنه جرى خلالها أيضا التركيز على كيفية استثمار الثورة التكنولوجية للمعلومات في تطوير الخدمات الرقمية، خاصة أن هذه المجموعة، التي تخلد الذكرى ال20 لتأسيسها، استطاعت أن تصل إلى رقم معاملات يصل إلى 5,4 تريليون دولار، فيما تمكنت في يوم «11/11» الذي تتم فيه تخفيضات كبيرة، تعبئة أكثر من 180 ألف شركة وماركة بمبيعات فاقت 30 مليار دولار في يوم واحد. وأشار إلى أن ذلك يستند على استثمار مكثف في تكنولوجيا المعلومات وما تتيحه على مستوى تحليل البيانات وتخزين المعطيات وإرساء المنصات وما تفرضه أيضا من تحديات تتعلق بالأمن السيبراني، وضمان أمن المعطيات وخاصة المعطيات ذات الطابع الشخصي، وهو ما شكل فرصة للتوقف عند هذه الثورة التكنولوجية للمعلومات وانعكاساتها. من جانب آخر، ذكر الخلفي أن الوفد الإعلامي المغربي عقد أيضا لقاء مهما مع مسؤولي جمعية الصحافيين لعموم الصين، وهي جمعية وطنية يبلغ عدد الصحافيين المنضوين في إطارها مليون صحفي، وتستوعب ما يناهز 3 آلاف جريدة على المستوى الوطني، منضوية في إطار ما يناهز 250 مؤسسة إعلامية. وأضاف أن اللقاء مع مسؤولي هذه الجمعية، التي تعتبر بمثابة هيئة لتنظيم المهنة، كان مفيدا من حيث التعرف على التحولات والتطورات الأخيرة على المستوى الاعلامي في الصين. وتندرج زيارة الوفد المغربي للصين في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل الخبرات والتجارب مع نظرائهم الصينيين. ويشمل برنامج الزيارة، التي تستمر إلى غاية 10 دجنبر الجاري، لقاءات مع مسؤولين صينيين وزيارات لمؤسسات اعلامية وطنية ومحلية.