تنظم دار الشعر بتطوان حلقة جديدة من برنامج «توقيعات»، بإشراف وزارة الثقافة والشباب والرياضة. وستقيم دار الشعر حفل تقديم وتوقيع كتاب «الدراسات العربية بإسبانيا» لمحمد العمارتي ومحمد القاضي، وكتاب «النفحات الأرجية» لابن زاكور الفاسي، بتحقيق محمد الفهري، يومه الخميس 21 نونبر الجاري، بفضاء المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، ابتداء من السادسة والنصف مساء. الكتاب الأول صدر عن منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، ويقدمه محمد رضى بودشار، والثاني صادرعن منشورات «أم سلمى» بتطوان، ويقدمه محمد سعيد البقالي. يقترح علينا كتاب «الدراسات العربية في إسبانيا: جذورها وأبرز أعلامها» دراسة وافية وضافية عن اتجاهات البحث العلمي في حقل الدراسات العربية في إسبانيا، أو تلك الدراسات الاستعرابية التي جعلت من التراث الأندلسي مادة للبحث، إلى جانب الأبحاث التي جعلت من الثقافة العربية أفقا للقراءة والتحليل، ممثلة في الدراسات الاستشراقية. مثلما يكشف هذا الكتاب عن أهمية الدراسات الاستعرابية في تنبيه الباحثين إلى ذخائر التراث الشعري والأدبي الأندلسي في إسبانيا المسلمة. وقد توقف الكتاب عند ذاكرة الأندلس، فضاء للديانات والحضارات، ومحضنا للثقافات والشعريات الإنسانية، خاصة مع مدينة طليطلة، التي شكلت بيتا ثانيا من بيوت الحكمة في ثقافتنا العربية، لما كانت شاهدة على ترجمة أمهات النصوص العربية واليونانية. وهي الحركة الثقافية الهادرة التي استلهمها الملك ألفونصو العاشر غداة القرن الثالث عشر، وكان بمثابة «ترجمان الثقافة العربية»، لما دفع في اتجاه ترجمة سلسلة من الكتب والمدونات العربية الكبرى. ثم يأتي الكتاب على ذكر أبرز المستعربين والمستشرقين الإسبان، من خوصي أنطونيو كوندي، مترجم الشريف الإدريسي، إلى آنخيل غونثالث بالنثيا وإميليو غارثيا غوميث، وصولا إلى خوان غويتصولو… ومن خلال تحقيق أنيق ودقيق لمحمد الفهري، يكشف لنا هذا الباحث العروضي عن نص غميس وأثر نفيس في علم العروض لدى المغاربة، ممثلا في كتاب «النفحات الأرجية والنسمات البنفسجية لنشر ما راق من مقاصد الخزرجية» لابن زاكور الفاسي، أحد كبار العلماء والشراح في مغرب القرن الثاني عشر. وهو شارح ديوان الحماسة ولامية العرب و»قلائد العقيان»… أما «النفحات الأرجية» فهو من الشروح التي أتت على تفسير وتفحص سائر القضايا العروضية التي ظلت مستغلقة وعصية على الأفهام في الشروح السابقة للقصيدة الخزرجية، أو «الرامزة الشافية في علمي العروض والقافية»، كما أسماها مؤلفها ضياء الدين الخزرجي الأندلسي. في هذا الكتاب، يقيم ابن زاكور حوارا مع مختلف الشروح السابقة للخزرجية، وخاصة شرح ابن مرزوق الشهير «المفاتيح المرزوقية لحل الأقفال واستخراج خبايا الخزرجية»، ليعيد التدقيق في عدد من المقولات والقضايا العروضية، مثلما فعل محمد الفهري في هذا العمل، حين دقق في سائر تفاصيل المتن، وحين حقق هذه الذخيرة العروضية المغربية.