شهد الحي المحمدي بالدار البيضاء، بعد ظهر أول أمس الإثنين، احتفالات بطعم الفخر والاعتزاز ، بمناسبة إحراز فريق الاتحاد البيضاوي ( الطاس ) لقب كأس العرش (2018-2019) لأول مرة في تاريخه. فبمجرد إطلاق دوي الصافرة معلنة نهاية هذا النزال الكروي، وتسليم الكأس، حتى انطلقت احتفالات عفوية في مناطق متفرقة من الحي المحمدي، كتعبير عن فرحة بهذا الإنجاز غير المسبوق لفريق ( الطاس)، عقب تغلبه على فريق حسنية أكادير (2-1)، في المباراة النهائية التي جمعتهما يوم الإثنين على أرضية ملعب المركب الشرفي بوجدة ويحظى (طاس) بشعبية كبيرة على مستوى العاصمة الاقتصادية إلى جانب فريقي الرجاء والوداد، بيد أن هذه السنة تميزت بالنسبة للاتحاد البيضاوي، بنجاحه في وضع حد لسنوات عجاف عكستها فترات من النسيان. وما دام الأمر يتعلق بفريق له صلة وثيقة بالحي المحمدي ، الذي ينضج بعبق التاريخ ، فقد ساد شعور من الفخر والبهجة على سكان هذا الحي ، وهو ما عكسته الاحتفالات المتنوعة التي حملت توقيع كل الفئات خاصة الشباب منهم. واختلطت في هذه الاحتفالات، منبهات السيارات والدراجات النارية والهتافات، التي عمت مختلف شوارع وأزقة الحي المحمدي، الذي شكل فضاء لميلاد مجموعة ناس الغيوان، التي ما تزال أغانيها وأهازيجها تسكن ، على نطاق واسع، الدروب والقلوب . وبالرغم من التساقطات المطرية التي شهدها الحي المحمدي خاصة ، والدار البيضاء عموما ، فإن المئات من مشجعي (طاس) تحدوا هذا الطقس الممطر ، والجو البارد ، من أجل الاحتفال بهذا الفوز ، وكذا الاستمتاع بلحظة من السعادة ، مع الإشارة إلى أن الكثير من مشجعي (طاس) حزموا أمرهم، وتأبطوا عزمهم ، ففضلوا التنقل إلى شرق البلاد لمتابعة هذا المقابلة المهمة بعين المكان . وقد ارتفع منسوب فرحة مشجعي وعشاق ( طاس) وفخرهم، لأن هذا الإنجاز حمل بصمة لاعبين مغمورين ، لكنهم موهوبين وشجعان ، ويؤمنون بحظوظهم كاملة ، خاصة وأن كل التخمينات كانت ترجح كفة فريق حسنية أكادير ، الذي يتوفر على عناصر مجربة وتملك الخبرة في مثل هذه المواجهات ، بما فيها تلك التي تجرى على مستوى منافسات القارة الإفريقية . ففي لحظات الفرح هذه ، لا يسع كبار السن إلا أن يستحضروا جميع الأسماء الكبيرة التي لعبت لهذا الفريق ، علاوة على مؤسس هذا النادي العربي الزاولي ، الذي ضحى بكل شيء خلال حياته من أجل مجد الاتحاد البيضاوي . وتجدر الإشارة إلى أن فريق الاتحاد البيضاوي كان يعد خلال فترة طويلة من أفضل فرق كرة القدم المغربية ، لكن أي جيل من الأجيال التي تعاقبت على الفريق لم يتمكن من الظفر بلقب وطني ، حيث عاش ( طاس ) في الظل ، مع استمرار بروز نجم فريقي الوداد والرجاء . واتخذ هذا الفوز طعما خاصا بالنسبة لأطفال الحي المحمدي ، الذين كانوا لفترة طويلة يجدون تعويضا في مجالات أخرى ( عشيق في الملاكمة). ويأمل مشجعو ( طاس ) وعشاقه ، في أن يؤدي الانتصار في كأس العرش ، إلى إيجاد مكانة مرموقة للفريق ضمن نخبة كرة القدم الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن أبناء المدرب مصطفى العسري، بلغوا المباراة النهائية بعد تجاوزهم في نصف النهاية فريق الدفاع الحسني الجديدي (1-0)، فيما تأهل فريق حسنية أكادير بتغلبه على فريق المغرب التطواني (3-0). يذكر أن فريق نهضة بركان كان قد أحرز لقب كأس العرش 2017-2018 للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على وداد فاس بالضربات الترجيحية (3-2).