لم تندمل جراح شغب مباراة الوداد الرياضي أمام الجيش الملكي، في الدور سدس عشر نهائي كأس العرش، والتي ذهب ضحيتها مشجع من جماهير الجيش الملكي، وهي الأحداث التي فرضت لشكيل لجنة حكومية لبحث تطورات والتىفكير في آليات الحد من ظاهرة العنف المرافق لمباريات كرة القدم، حتى عاشت مدينة القنيطرة خلال مباراة الفريق العسكري ضد الدفاع الجديدي، برسم ثمن نهائي كأس العرش حالات من الفوضى والخوف، والترقب والترويع. وقد رهنت هذه المباراة أمن أربعة مدن هي بالإضافة إلى القنيطرة كل من الجديدة والرباط وسلا، فضلا عن التعزيزات الأمنية التي شهدها الطريق السيار الرابط بي الجديدةوالقنيطرة مرورا بالرباط وسلا . ويسائل استنفار العديد من الأجهزة الأمنية، ورهن اهتمامها بمراقبة تنقل جماهير كرة القدم، كل القطاعات الحكومية التي اجتمعت ولم تتمكن من إصدار قرار شجاع وصريح، قادر على الحد من الشغب والترويع، الذي تعيشه بعض المدن التي تحتضن مباريات ذات حساسية كبيرة، والتي كان من بينها مدينة القنيطرة، التي سمحت سلطاتها باستقبال الجيش الملكي لمنافسه الجديدي. وبالرغم من منع التنقل الجماعي بواسطة القطار، والسدود التي وضعت على طول الطريق بين الجديدةوالقنيطرة، وبالرغم من عمليات التفتيش الدقيقة التي كانت تقوم بها الأجهزة الأمنية، والتي تمكنت من مصادرة بعض الأشياء التي رأت فيها خطرا على مرتادي الملعب البلدي بالقنيطرة، فإن هذا الملعب عرف حرب "بسوس" أخرى، كان طرفاها إلتراس الدفاع الحسني الجديدي، وهو ما حير كل المسؤولين الأمنيين الذين تفاجأوا بصراع الإخوة الأعداء، في حين كانت كل ترتيباتهم قد وضعت تحسبا لاصطدام محتمل بين الألتراس العسكرية ومشجعي الدفاع الحسني الجديدي. وحولت فصائل الألتراس المناصرة لفريق دكالة المدرجات إلى حلبة للاقتتال بالعصي والكراسي التي اقتلعت من أمكنتها، ما دفع الكثير إلى الفرار بجلده. استعمال العصي والهراوات جعل الدماء تكسو المدرجات، حيث أصيب ثمانبة مشجعين محسوبين على الفريق الجديدي بجروح على مستوى الرأس، تطلبت نقلهم إلى المستشفى، فيما تم اعتقال 6 مشجعين دكاليين مع بعض محبي الفريق العسكري. وتوقفت المباراة بسب اقتحام أحد جماهير الجيش الملكي للملعب، الشيء الذي حول الاهتمام من مداعبة الكرة إلى عملية التمويه، التي كان يقوم بها المقتحم، وهو ما عرض بعض رجال الأمن الذين حاولوا إيقافه للسخرية. وتحسبا لأي اصطدام بين المشجعين العسكريين والدكاليين، فقد احتفظ الأمن بمناصري الدفاع الحسني الجديدي لأكثر من ساعتين داخل الملعب، مع التسريع بإفراغ المدرجات من مشجعي الجيش الملكي. وخارج الملعب كانت دوريات أمنية تجوب شوارع القنيطرة، التي عاشت يوم رعب بسبب مباراة في كرة القدم،كانت ستكون في منأى عنه لو تعاملت بالصرامة المطلوبة في مثل هذه الحالات، وفرضت لعب المباراة من دون جمهور، كما اشترطت الجهات الأمنية في مدينة الخميسات عندما رحبت بإجراء ديربي فاس بين المغرب الفاسي والوداد الفاسي في ملعب المدينة، لكنها استبعدت جماهير الفريقين.