على إثر الأحداث المؤلمة التي عرفها، مساء الثلاثاء، الطريق السيار الرابط بين الرباطوالدارالبيضاء، على مستوى منطقة الهراويين، والتي أسفرت عن وفاة أحد مشجعي فريق الجيش الملكي وإصابة آخرين، بعد مهاجمتهم من طرف محسوبين على جماهير الوداد، اجتمعت لجنة وزارية ضمت كلا من وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير الداخلية ووزير العدل ووزير الشباب والرياضة، إضافة إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وقررت اتخاذ اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة والتدابير الحازمة حتى لا تتكرر هذه الممارسات، التي وصفها بلاغ لرئاسة الحكومة بالإجرامية. وأكد وزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي في اتصال هاتفي مع الجريدة، أن هذه اللجنة مازالت اجتماعاتها مفتوحة، وأنها تعكف على دراسة مجموعة من المقترحات للحد من ظاهرة الشغب والعنف الذي أصبح ملتصقا بمباريات كرة القدم. وعن نوعية هذه التدابير، قال الطالب العلمي إنها متعددة من بينها منع تنقلات الجماهير في المباريات التي تكتسي طابع الحساسية المفرطة. وأشار بلاغ رئاسة الحكومة إلى أنه «بعد الوقوف على تفاصيل الأحداث وخطورتها، وكذا بعض الأحداث المشابهة التي عرفتها سابقا بعض مناطق المغرب، فقد تقرر اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، والتدابير الحازمة حتى لا تتكرر هذه الممارسات الإجرامية». وكانت منطقة الهراويين قد شهدت مساء الثلاثاء مصرع شخص، إثر سقوطه من أعلى سيارة من الحجم الكبير كانت تقل مشجعين لفريق الجيش الملكي، بعد اعتراضهم من قبل مجموعة من المحسوبين على أنصار فريق الوداد البيضاوي. وحسب بلاغ للسلطات المحلية لإقليم مديونة، فإن المحسوبين على مشجعي الوداد اعترضوا مناصري فريق الجيش الملكي ورشقهم بالحجارة، قبل أن يتطور الأمر إلى مواجهات بين الجانبين، نجمت عنها إصابة 5 أشخاص بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. وأضاف المصدر ذاته، أن القوات العمومية تدخلت لفض هذه المواجهات وتحرير حركة السير والجولان التي تمت عرقلتها أثناء أعمال الشغب هاته، كما جرى توقيف 6 أشخاص يشتبه في تورطهم في هذه المواجهات، حيث تم الاحتفاظ بهم رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفي سياق متصل، أسفرت العمليات الأمنية الاستباقية التي باشرتها مصالح ولاية أمن الدارالبيضاء، تحضيرا للمباراة ذاتها، عن توقيف 22 شخصا، من بينهم خمسة قاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في حيازة شهب نارية اصطناعية وأسلحة بيضاء بدون سند مشروع وفي ظروف من شأنها تهديد أمن المواطنين وسلامة المنشآت الرياضية. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه تم توقيف المشتبه فيهم على متن أربع سيارات خاصة، وبحوزتهم 21 شهابا ناريا، وسكينا من الحجم الكبير، علاوة على كميات كبيرة من الحجارة والقنينات الزجاجية الفارغة والعصي والأدوات الضارة التي كانوا يحاولون تسريبها إلى داخل الملعب الذي يحتضن المباراة. وأضاف المصدر ذاته أنه تم إيداع جميع الموقوفين الرشداء تحت تدبير الحراسة النظرية، بينما تم الاحتفاظ بالقاصرين تحت المراقبة، وذلك على خلفية البحث الذي تباشره المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد جميع ظروف وملابسات هذه القضية، والكشف عن كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة لكل واحد من الأشخاص الموقوفين. وأشار إلى أن ولاية أمن الدارالبيضاء كانت قد وضعت مجموعة من الترتيبات الأمنية في محيط الملعب الذي احتضن المباراة، كما عززت دوريات الشرطة ونقط المراقبة الأمنية في جميع منافذ المدينة، وذلك ضمانا للأجواء الملائمة لإجراء المباراة من جهة، وتفاديا لتسجيل أية حوادث مرتبطة بالشغب الرياضي داخل الملعب من جهة ثانية.