أوصى المشاركون والمشاركات في اليوم الدراسي الذي نظمته اللجنة الجهوية لدعم القيادة النسائية في مجال التربية والتكوين حول موضوع حفز المرأة لولوج مناصب المسؤولية بالمنظومة التربوية بآسفي بتفعيل مبدأ المناصفة في تولي المسؤولية الإدارية والتربوية بقطاع التعليم ، وذلك من خلال مراجعة التشريعات والأنظمة المؤطرة لولوج المرأة لمناصب المسؤولية بقطاع التعليم ، بما في ذلك تخصيص كوطا للنساء ووضع حوافز مادية لتشجيع المرأة على تولي مهام التدبير الإداري للشأن التربوي، واعتماد التمييز الإيجابي لفائدة النساء أثناء الترشيح للمناصب الشاغرة بمناطق الجذب.. كما أكدت توصيات اليوم الدراسي على إحداث منتدى إقليمي للمناصفة من أجل إشاعة ونشر ثقافة المساواة ، وتنفيذ برامج تكوينية لدعم القدرات التدبيرية للنساء ..اليوم الدراسي الذي توقفت ورشاته على المعيقات الثقافية والاجتماعية والإدارية والبدائل الممكنة لتجاوز المؤشرات الضعيفة لتولي المرأة للمسؤولية الإدارية بقطاع التعليم ، افتتح أشغاله حسن بلالي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بآسفي ، والذي أكد في كلمة له على عزم الوزارة على مأسسة وترسيخ مقاربة النوع الاجتماعي داخل المنظومة التربوية وتحفيز النساء للترشيح لمناصب الإدارة التربوية بمؤسسات التعليم العمومي، وأشاد في سياق تدخله بالمجهودات التي تقوم بها النساء في ميدان التربية والتكوين وبالآمال المعقودة عليهن للإسهام في أجرأة مشروع الإصلاح الذي تعتزم الوزارة تنزيله في إطار الرؤية الاستراتيجية لسنة 2030 والتي اتخذت لها كشعار»مدرسة جديدة لمواطن الغد» ..وذكر النائب الإقليمي بالسياق الذي ينظم فيه هذا اليوم الدراسي والذي يأتي تفعيلا للمخطط التنفيذي لمشروع تدبير المؤسسات التعليمية بالمغرب pagesm وتنزيل برنامج العمل السنوي الجهوي والإقليميPTAR لسنة 2014 وخصوصا المكون 400 المتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل ..النائب ختم كلمته بتحية مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة لما يوليه من اهتمام خاص لمشروعpagesm ، كما أثنى على الفريق الجهوي للمشروع .. ..المشاركات والمشاركون في اللقاء الدراسي تابعوا بالمناسبة ثلاث عروض تأطيرية ، الأول قدمته الأستاذة نورة قاسمي تمحور حول السياق العام و مرجعيات مقاربة النوع من خلال الدستور المغربي والتوجهات الملكية والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ذات الصلة ، والميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي ، و مخطط العمل الاستراتيجي المتوسط المدى و مشروع pagesm ، و قدمت المتدخلة بتفصيل السياق العام لهذا المشروع ، الذي يتمحور حول إعادة الثقة في المدرسة المغربية و جعل المؤسسة التعليمية في صلب الاهتمام المجتمعي ، كما ذكرت بالسياق الخاص لمشروع pagesm و الذي يتضمن منهجية الاشتغال بالمشروع من خلال المصاحبة الميدانية ، كما أشارت في سياق عرضها إلى المكون 400 وهو مكون المساواة بين الجنسين، و الذي يخص إدماج مقاربة النوع الاجتماعي و حفز المرأة لولوج لمناصب المسؤولية .. العرض الثاني قدمته الأستاذة لبنى أبي العلاء استعرضت من خلاله دراسة إحصائية لتقلد المرأة لمناصب المسؤولية معتبرة الإحصائيات والمؤشرات إحدى الأدوات الضرورية للقيام بمقاربات و تقييم وضعية المرأة و الرجل ، و تشكل أدوات إقناع قوية عندما تستعمل لدعم مطالب مرتبطة بتحسين وضعية المرأة ، المتدخلة ركزت بالأساس في هذه الدراسة على إحصائيات محلية تهم نيابة إقليمآسفي مصدرها مصلحة الموارد البشرية ، حيث تمثل النساء 44% من نسبة العاملين بالقطاع محليا ، غير أن هذا الحضور الوازن للنساء لا يوازيه تواجدهن في مواقع المسؤولية ، ذلك أن نسبة تمثيلية المرأة في تقلد مناصب المسؤولية تبقى جد ضعيفة بالنسبة لمناصب الحراسة العامة والإدارة التربوية بمختلف الأسلاك ، وللتدليل على ذلك ، كشفت الدراسة على أن نسبة مشاركة النساء في حركة إسناد منصب مدير للموسم الدراسي 2013/2014 كانت ضعيفة جدا و لم تتجاوز 3.64% بالنسبة للسلك الابتدائي و منعدمة بالنسبة للسلك الثانوي . . العرض الثالث قدمته الأستاذة مديحة المسعودي تحدثت فيه عن مفهوم المساواة ، والمكتسبات الدستورية الداعمة لمطلب المناصفة بين الرجل والمرأة ، كما توقفت المتحدثة عند العوائق الذاتية والموضوعية إلى جانب مختلف الكوابح التي تعيق تولي المرأة المسؤولية بمراكز القرار .. وطالبت النساء بتقوية الثقة في قدراتهن ، والانخراط في تقاسم المسؤوليات داخل منظومة التربية والتكوين .. الأستاذة آمال الفارسي المنسقة الجهوية لمشروع pagesm ، رحبت في كلمة لها بالحضور النوعي والكمي الذي عرفه اليوم الدراسي ، مما يعكس ? في تقديرها - درجة التفاعل الإيجابي مع انتظارات وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة دكالة عبدة ، مؤكدة على أن الفريق الجهوي يسجل من خلال هذه المحطة نجاحا مميزا في تفعيل المخطط التنفيذي لمشروع تدبير المؤسسات التعليمية بالمغرب pagesm ومن خلاله برنامج العمل السنوي عبر المكون المتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل ..واعتبرت المنسقة الجهوية أن هذه اللقاءات التواصلية بأبعادها التكوينية والبيداغوجية ستؤثر لا محالة إيجابا ، في الحاضر والمستقبل ، على تقاسم المهام والمسؤوليات التربوية بصيغة المؤنث ، فأين ما كانت المرأة ? تختم ? ثمة بوادر النجاح ...