أرجع مراد فلاح، مدرب رجاء بني ملال، الخسارة أمام المغرب التطواني إلى كون الفريق الملالي لا يتوفر على ميزانية مالية كبيرة لانتداب لاعبين من مستوى عال. وأضاف فلاح، في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة التي جمعت الفريقين بالملعب البلدي بمدينة وادي زم، برسم الدورة الثانية من الدوري الاحترافي الأول، أن فريق عين أسردون يعيش أزمة مالية، وهو غير قادر على الاستفادة بشكل أحسن من «سوق اللاعبين»، مردفا أن لاعبيه يعانون من قلة الانسجام، و هو في انتظار التحاق لاعبين جدد من بينهم نبيل الجعدي لتعزيز الفريق، علما بأنه «غير راض على النتيجة لكن أداء الفريق كان مستحسنا». وإذا كان من حق المدرب فلاح أن يبحث عن مبررات لهزيمة فريقه في أول خرجة له بالبطولة الإحترافية، علما بأنه انهزم قبل ذلك في مباراة سدس عشر كأس العرش أمام فريق الراك بهدفين مقابل هدف واحد، فإن بعض أعضاء المكتب المسير الملالي، الذين حضروا الندوة الصحفية لم يقتنعوا بهذه التبريرات وخرجوا بمعية البعض من الجمهور الملالي غاضبين من القاعة. وحقيقة فإن الجمهور الملالي، الذي تابع المباراة، خرج مستاء من أداء الفريق، وعبر بعضهم على ذلك باحتجاج بصوت مرتفع أمام بوابة الملعب. وبنظرة موضوعية وبعيدا عن أي تحامل على أية جهة، فإن أداء فريق عين أسردون كان ضعيفا جدا. فباستثناء تضييع فرص قليلة وكذا بعض الفرديات أهمها تسديدة قوية للمهاجم المعطي علالي، ارتطمت بعمود مرمى الزوار، فإن الأداء الجماعي كان منعدما ولاحظ الجميع الفراغ القاتل الذي كان على مستوى وسط الميدان والجهة اليسرى من الدفاع، التي استغلها الفريق الضيف ليسجل هدفي الفوز في د17 بواسطة المهاجم عبد اللاي سيسيكو الذي توغل داخل الدفاع وراوغ أربعة لاعبين ثم نقل الكرة فوق الحارس نور الدين بلكميري. وفي د65 بتسديدة مركزة من رجل عدنان الوردي، بعد تلقيه كرة ذهبية من سيسيكو. وإذا كان المدرب فلاح قد اعترف بانعدام الانسجام بين لاعبيه، فقد كان عليه أيضا أن يعترف بأنه أخطأ في اختيار المهاجم سيدي محمد كيتا، الذي ظل طيلة المباراة يركض بدون فائدة وأفسد عدة هجمات على رفاقه، في حين تحسن أداء هجوم الفريق بعد إقحام متأخر للمهاجمين عبد السلام بنجلون، الذي كاد أن يسجل هدفا لحظة دخوله بتسديدة قوية تصدى لها الحارس التطواني خالد علوي بصعوبة في د56 ، وزهير الواصلي الذي خلق عدة متاعب لدفاع فريق الحمامة البيضاء بتوغلاته ومراوغاته السريعة، التي كانت تتكسر بوصول الكرة إلى سيدي محمد كيتا. وبخصوص ضعف الانسجام الذي برر به فلاح الخسارة، فإن الفريق الملالي شرع في تداريبه منذ شهر يوليوز ووفر له المكتب المسير عدة تربصات داخل وخارج مدينة بني ملال، وتمكن الفريق من إجراء حوالي 12 مباراة ودية قبل مباراة كأس العرش أمام الراك، وأعطى للمدرب فلاح جميع الصلاحيات في انتداب اللاعبين. ومن حق المدرب أن يطلب من الجمهور الملالي المزيد من الصبر، في أفق إعداد فريق جيد، وحدد ذلك في الندوة الصحفية في ست مباريات مستحضرا كمثال على ذلك الانطلاقة المتعثرة التي عرفها الفريق الموسم الماضي، لكنه حقق بعد ذلك الصعود إلى قسم الصفوة وهذا صحيح. وفعلا ليس للجمهور الملالي من ملاذ سوى الصبر، أما مستقبل الفريق فسيحاسب عليه المكتب المسير، الذي من واجبه أن يحرص على مصلحته العليا. وبالعودة إلى المباراة التي أدارها باقتدار الحكم جمال بلبصري من عصبة الوسط الشمالي، أمام حوالي 2000 متفرج، من بينهم 300 مناصر تطواني، شجعوا فريقهم بشكل متواصل طيلة اللقاء وشكرهم المدرب الإسباني أنخيل فياديرو في الندوة الصحفية، بقوله إنهم فعلا دفعوا الفريق لتحقيق الفوز الثاني، الذي مكنهم من احتلال مقدمة الترتيب برصيد ست نقاط. في حين سجل فريق عين أسردون ثاني خسارة بعد مباراة الإقصاء من منافسات كأس العرش.