يحتفي المسجد الأعظم محمد السادس بسانت ايتيان الفرنسية، يومي السبت والأحد، بفعاليات أيام التراث الأوروبي، رغبة منه في تحقيق مزيد من الانفتاح على ساكنة المدينة رافعا شعار “ماذا لو تعرفنا على بعضنا البعض؟”. ويفتح المسجد الأعظم محمد السادس، بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتعاون مع الكاتب والمصور فابريس فيرير، يومي السبت والأحد 21 و 22، أبوابه للزوار الفرنسيين من مختلف الأطياف، معلنا انخراطه للسنة السادسة على التوالي في احتفاليته بالتراث المعماري بطعم روحي مفعم ببعد إنساني يشكل رسالة للسلام. ويحضر هذه الفعاليات شخصيات مغربية وفرنسية يمثلون مؤسسات دينية، ومن عالم الثقافة والإعلام والسياسة، على رأسها عمدة المدينة ورئيس سانت ايتيان الكبرى ” Gaël Perdriau”، الذي أشاد، خلال زيارته في يوليوز المنصرم إلى المغرب، بأهمية المسجد الأعظم محمد السادس، الذي تحتضنه المدينة في التعريف بالدين الإسلامي وبشعائر المسلمين وأيضا كصرح معماري يؤثث الطابع العمراني للمدينة. وقد تحول المسجد الأعظم محمد السادس بمدينة سانت ايتيان، الذي أصبح جزءا من معالم المدينة ومفخرة لساكنتها، منذ تشييده سنة 2012، منارة تساهم، على الأراضي الفرنسية، في نشر إسلام وسطي متسامح ومنفتح يعد صمام أمان لمواجهة التطرف والإرهاب والتعصب الديني. واختار المسجد الأعظم محمد السادس بمدينة سانت ايتيان هذه السنة موضوع “الحضور المسيحي في المغرب: العيش المشترك”، عنوانا له للاحتفال بأيام التراث، الذي سوف يتجسد من خلال معرض فوتوغرافي يقترح سفرا عبر الزمن منذ عهد الموحدين، وذلك لاستكشاف جانب من تاريخ المملكة من خلال مجموعة غير منشورة من الوثائق والظهائر والصور، وهي فرصة للخوض في فصول غير معروفة من تاريخ مشترك يتسم ببصمة قوية لقيم السلام والتعايش. هذا وقد سبق للمسجد الأعظم محمد السادس أن نظم، قبل سنتين، معرضا فوتوغرافيا حول العيش المشترك، عرضت فيه عشرات الأعمال الفوتوغرافية لمظاهر العيش المشترك بين اليهود والمسلمين في المغرب منذ عقود. وللإشارة فقد تميزت صلاة الجمعة بالمسجد الأعظم محمد السادس بإقامتها من قبل الإمام والخطيب طارق أبو النور متناولا موضوع “العيش المشترك في مجتمع تعددي”، كما نُظم عرض مساء ذات اليوم حول “حوار الأديان”، بحضور محمد رفقي مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ومحمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وحميد حماني، مدير مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، وعبد الفتاح بوكشوف محافظ خزانة القرويين بفاس.