في الندوة الصحفية التي كان قد عقدها مدرب المنتخب الوطني، وحيد خليلوزيتش بالملعب الكبير مراكش، قال إنه سينهي الفوضى والتسيب، وسيكون صارما في فرض الانضباط داخل المنتخب الوطني ومحيطه. كل المغاربة كانوا ينتظرون مثل هذه الوعود بتطبيق الصرامة، خاصة وأنهم طالبوا بها منذ زمان ، سواء في عهد المدرب «غيريتس» أو «هيرفي رونار» وذلك منذ صور «الشيشة» في مراكش ودخان معسكر «ماربيا»، وأيضا منذ صور التسيب في نهائيات كأس العالم بروسيا، حيث اجتاح محيط اللاعبين مجموعة كبيرة من الفنانين والمنشطين التلفزيين، التقطت صورهم من داخل فندق المنتخب الوطني، وهي الصور التي كانت قد أثارت غضب رئيس جامعة كرة القدم، وكان من بينها صورة للمدرب هيرفي رونار وعارضة الأزياء ليلى حديوي ونببل العياشي، خبير التغذية المتعاقد مع الجامعة، إضافة إلى العديد من الصور التي فضحت ذلك. وكان آخر صور التسيب خوض التداريب بالهاتف النقال في اليد (فيصل فجر)، وغيرها من الأشياء التي كانت تؤشر على شيء واحد، عنوانه الفوضى داخل المنتخب الوطني. بين وعود المدرب وحيد خليلوزيتش والواقع، لازالت هناك بعض النقط التي تطرح عدة تساؤلات، خاصة وأنها تدور في المنطقة الضيقة للناخب الوطني، ومن السهل الوقوف عليها مباشرة، ومنها تواجد المختص في التغذية نبيل العياشي في دكة إحتياط المنتخب الوطني في المباراة الودية ضد بوركينا فاصو. وهنا نتساءل عن سر تواجد هذا الشخص في دكة احتياط المنتخب خلال المباريات، وهو المختص في التغذية، وأحد منشطي برنامج تلفزيوني في القناة الثانية. وقد أكد لنا أكثر من مصدر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بأن تواجد نبيل العياشي، وبحكم اختصاصه، غير مفهوم بكرسي الاحتياط، لأن مكانه لا يتطلب تواجده بالأماكن المخصصة للطاقم التقني والطبي والإداري، فهو لن يقدم للاعبين الأكل خلال المباريات، والحصص التدريبية. وأضافت مصادرنا بأن مسؤولية هذه الفوضى تتحملها الإدارة. وهنا نتساءل، من أين يستمد هذا الشخص قوته لكي يتواجد خلال الحصص التدريبية، ويسافر في حافلة الفريق الوطني، ويحضر التداريب ويلبس مثله مثل مرافقي المنتخب، ويتقاضى تعويضات التنقل؟خاصة وأننا نعلم جيدا مهام مختص التغذية في منتخب وطني، فالأمر لا يجب أن يتجاوز حدود المطبخ، وذلك خلال معسكرات المنتخب الوطني فقط، كما أن دوره هو التواصل مع الطباخ «الشيف» التابع للفندق الذي يقيم فيه المنتخب الوطني، لكي يضعه في الصورة عن نوع الوجبات الرياضية، بهدف اختيار ذات السعرات الطاقية المناسبة، والقليلة من حيث الكالوريهات، حتى يتجنب اللاعبون السمنة. وإلحاحا في السؤال: هل لاعبو المنتخب الوطني، المنتمين لأندية أوروبية تطبق الاحتراف في كل تجلياته، في حاجة إلى مثل نصائح» نبيل العياشي»، خاصة وأنهم يعيشون ذلك يوميا ويعرفون بأنه ليس هناك في أوروبا مدرب صديق للسمنة؟. وهل أصبح مال الجامعة سائبا يتقاضاه شخص عن مهمة محدودة في الزمان والمكان، لأن لاعبي المنتخب الوطني المغربي لا يجتمعون إلا في مناسبات محدودة. نعم المدرب وحيد خليلوزيتش ورث هذا الوضع، ولكننا نتساءل عمن فرض عليه نبيل العياشي في دكة الاحتياط، لأن هذا الأخير لا علاقة له بالجانب التقني أو حتى الطبي، لأن ذلك له ضوابطه، اللهم إذا كانوا يحتاجون إليه في عد عدد جرعات الماء التي يجب أن يشربها اللاعب خلال المباراة، أو خلال التداريب. وبعيدا عن» التشيار» فإن المسؤول الأول عن هذا الوضع الشاذ هو رئيس اللجنة التقنية، الذي هو رئيس الجامعة، فوزي لقجع، الذي كان قد أعفى العديد من الأسماء وفسخ عقودهم مع الجامعة الملكية، بعد الخروج المبكر من نهائيات كأس إفريقيا، إلا أن غضبته لم تمس الخبير في التغذية الذي يستفيد من عدة امتيازات بالرغم من أن دوره يبقى محدودا داخل المنتخب. الانضباط الذي وعد به خليلوزيتش يجب أن يطبق في شموليته، لأن الكثير من الثقوب الصغيرة تدخل منها رياح كثيرة قد تبعثر كل ما تم ترتيبه داخل البيت، والتي سيحاسب عنها وحده من طرف من سمح بتواجد الغرباء داخل الطاقم التقني والطبي والإداري.