أفاد مكتب الصرف بأن تدفقات الاستثمارات الخارجية المباشرة نحو المغرب ناهزت 10.5 مليار درهم متم شهر يوليوز 2019، عوض 12.7 مليار درهم مسجلة بذلك انخفاضا بنسبة ناقص 17.2 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وعزا المكتب، في مذكرته حول المؤشرات الأولية للمبادلات الخارجية لشهر غشت 2018، هذه النتيجة إلى ارتفاع نفقات الاستثمار الخارجي ب 1.2 مليار درهم لتستقر في حدود 8.8 مليار درهم عوض 7.6 مليار درهم ، وتراجع المداخيل بأزيد من 963 مليون درهم. وعلى الرغم من أن المغرب لا يزال من أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر في القارة الأفريقية ، مقارنة بمصر والجزائر وتونس وغيرها ، إلا أنه أصبح يشهد في الأونة الأخيرة تباطؤا ملحوظا لوتيرة الاستثمارات الأجنبية. وأثر تراجع استثمارات دول الخليج على الاستثمارات الجمالية المباشرة نحو المغرب وقد سجلت الاستثمارات العربية المباشرة في المغرب تراجعا للعام الثالث على التوالي، حيث لم يجاوز حجمها 7.9 مليار درهم، مقابل 8.6 مليار درهم في 2017 و 9.7 مليار درهم في 2016 و 13.7 مليار درهم في 2015 . وبذلك تقلصت هذه الاستثمارات بنسبة 41.4 في المئة مقارنة مع عام 2015. وبعدما كانت حصة الاستثمارات العربية تمثل 30 في المئة من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب سنة 2015 تراجعت هذه الحصة إلى 12.6 في المئة في عام 2018 . وتفيد إحصائيات مكتب الصرف أن أكبر بلدين عربيين رفعا يديهما عن الاستثمار في المغرب خلال السنوات الأخيرة، هما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فالسعودية تراجعت استثماراتها المباشرة بالمغرب ب68.5 في المئة سنة 2018، وهو ما يعد تراجعا منتظما للاستثمارات السعودية في المغرب للعام الرابع على التوالي والتي هبطت من 3.9 مليار درهم سنة 2014 إلى 505 ملايين درهم في 2018. وانخفض نصيب المملكة العربية السعودية من إجمالي الاستثمارات العربية في المغرب إلى 8.5 في المئة وانخفض من المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة. أما دولة الإمارات العربية المتحدة وإن كانت قد حافظت على موقعها باعتبارها المستثمر العربي الرئيسي في المغرب خلال عام 2018 ، حيث ساهمت بنسبة 65 في المئة من إجمالي الاستثمارات العربية في البلاد، كما شهدت استقرارا بين 2017 و2018 في حدود 3.9 مليار درهم، فإن استثماراتها مع ذلك قد تراجعت ب 41.4 في المئة مقارنة بمستواها الذي كانت عليه سنة 2015 حيث فاقت حينها 6.6 مليار درهم . في مقابل ذلك، تحسنت استثمارات دولة قطر بالمغرب بمعدل 68 في المئة – نفس معدل تراجع الاستثمارات السعودية – حيث فاقت العام الماضي 1.2 مليار درهم، أي أكثر من ضعف الاستثمارات السعودية في المغرب والتي لم تتجاوز نصف مليار درهم. وبغض النظر عن ذلك ، تحسنت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الدولية في المغرب 38 في المئة في نفس الفترة. وبلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب عام 2018 حوالي 34 مليار درهم ، مقارنة ب 26 مليار في عام 2017 و21 مليار في عام 2016.