علم لدى السلطات المحلية لولاية جهة درعة – تافيلالت أن سائق حافلة نقل المسافرين، التي تعرضت الأحد الماضي لحادث انقلاب بقنطرة واد دمشان على مستوى جماعة الخنك (إقليمالرشيدية)، والذي كان يعتبر من بين الأشخاص المفقودين، تقدم أمس الاثنين لدى المصالح الصحية بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، بعد أن لاذ بالفرار مباشرة بعد الحادث. وأضاف المصدر ذاته أنه تم وضع المعني بالأمر بجناح خاص لتلقي العلاجات الضرورية، تحت مراقبة المصالح الأمنية، في انتظار إخضاعه لبحث قضائي من طرف المصالح المختصة تحت إشراف النيابة العامة. وبذلك يكون عدد الناجين من هذه الحادثة، حسب السلطات، بلغ إلى حد الساعة 30 شخصا تلقوا الفحوصات والعلاجات اللازمة بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية. وفي سياق متصل، أفادت السلطات المحلية لولاية جهة درعة – تافيلالت أنه، وفي إطار الأبحاث التي تباشرها مختلف السلطات المختصة منذ يوم الأحد الماضي تم صباح أمس الاثنين العثورعلى جثث 3 أشخاص آخرين من بين ركاب الحافلة المفقودين لتصل الحصيلة إلى 17 قتيلا . وتتواصل تعبئة كافة الموارد والإمكانات بغاية البحث والعثور على باقي الأشخاص المفقودين المحتملين، حسب المصادر ذاتها. ومن جهته، سبق وقال خالد السالمي المدير الجهوي للصحة بدرعة تافيلالت، إن حالة 29 شخصا المصابين إثر حادث انقلاب حافلة لنقل المسافرين، أول أمس الأحد على مستوى «واد دمشان» بالجماعة الترابية الخنك (إقليمالرشيدية)، «مستقرة ولا تدعو للقلق». وأبرز خالد السالمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن 11 من المصابين سيظلون تحت المراقبة الطبية لمدة 24 ساعة أخرى، مضيفا أن عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم جراء الحادث قد بلغ لحد الآن 14 شخصا. واعتبر خالد السالمي أن التدخلات التي تم القيام بها بعد هذا الحادث كانت «ناجعة وسريعة»، مما مكن من إنقاذ الجرحى بعد انقلاب الحافلة. وشدد على أن المصالح الصحية قامت بالاتصالات اللازمة من أجل تجنيد جميع الأطر الطبية والتمريضية والتقنية التي انتقلت إلى عين المكان من أجل استقبال الحالات المصابة. وقام وفد رفيع المستوى، يضم عبد الوافي الفتيت وزير الداخلية، وعبد القادر اعمارة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، والجنرال دو كور دارمي محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، بزيارة ميدانية لإقليمالرشيدية لتفقد الوضع إثر السيول الفيضانية التي عرفها «واد دمشان» (جماعة الخنك)، والتي تسببت في انقلاب حافلة لنقل المسافرين بقنطرة الوادي، وسقوط عدد من الضحايا واعتبار أشخاص آخرين في عداد المفقودين. حيث قاموا بزيارة الموقع الذي يتم فيه البحث عن جثث المفقودين في هذا الحادث الذي أودى بحياة عدد من ركاب الحافلة، واطلع الوفد على الإجراءات الميدانية التي تقوم بها المصالح المختصة. وقام الوفد، الذي كان يتكون أيضا من والي جهة درعة تافيلالت وعامل إقليمالرشيدية يحضيه بوشعيب ورؤساء وممثلي المصالح المعنية، بعيادة جرحى هذا الحادث الذين يتلقون العلاجات الضرورية في المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية. وتفقد الوفد حالة المصابين في هذا الحادث، حيث قدمت له شروحات حول الإجراءات والتدابير المتخذة من أجل علاجهم. وقال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، في تصريح للصحافة، إن جميع السلطات الولائية والترابية ومصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المسلحة مجندة لإيجاد المفقودين، مضيفا أن هذه الزيارة التفقدية لهذه المنطقة التي وقع فيها هذا الحادث الأليم تدخل في إطار توجيهات وتعليمات جلالة الملك محمد السادس المتعلقة بالمواطنين والمواطنات. وأبرز أنها فرصة للتذكير بأن هذه المرحلة تعرف هطول زخات مطرية، مشيرا إلى أن الأرصاد الجوية تصدر بشكل منتظم العديد من النشرات التي يجب أخذها بعين الاعتبار والانتباه إلى الأمور التي يتطرق إليها المسؤولون الإقليميون والمحليون. واعتبر أن هذا المجال لا مكان فيه للتهور، خاصة أن بعض الوديان لم تعرف منذ عدة سنوات وقوع مثل هذه الحوادث، وأن إصدار نشرات الأرصاد الجوية يهدف إلى تنبيه السائقين وسائقي الحافلات إلى التغيرات المناخية التي تحدث، مؤكدا أن التعاون بين السلطات والإدارات المختصة هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه الآفات والتقليل منها. من جهته، أكد الصغير موسى، القائد الجهوي للوقاية المدنية بجهة درعة تافيلالت، في تصريح مماثل، أنه بعد وقوع الحادث، تم تجنيد كل الامكانيات المتاحة، مشيرا إلى قيام مصالح الوقاية المدنية منذ الساعة السادسة صباحا بعمليات الإنقاد والبحث عن الضحايا. وأعلن أنه سجلت عدة وفيات جراء هذا الحادث وإصابة 27 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مضيفا أن عمليات البحث متواصلة من أجل انتشال جميع المفقودين. إثر ذلك، تم عقد اجتماع بمقر ولاية جهة درعة تافيلالت حضره الوفد رفيع المستوى ووالي الجهة وممثلي المصالح والإدارات المعنية.