نشرت مجلة »جون أفريك« الأسبوع الماضي، حواراً مع صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، تحدث فيه عن أهم الملفات العالقة بين المغرب وفرنسا، ولاسيما الخلافات التي طفت على السطح منذ حوالي سنة، وأثرت بشكل واضح على الطبيعة »المثالية« للعلاقات بين باريس والرباط. وبالنظر للتطورات التي عاشتها فرنسا مؤخراً بعد الهجمات التي شهدتها باريس، والأسئلة التي أثارتها، لاسيما في جوانبها الاستخباراتية والأمنية، وخاصة جوانب التعاون الأمني والاستخباراتي مع العديد من الشركاء وضمنهم المغرب، فإن أجوبة وزير الخارجية المغربي تكشف جوانب مهمة عن هذه العلاقة وضرورة إصلاح بعض الأخطاء وسوء الفهم من أجل إعادة هذه العلاقة إلى إطارها الصحيح والرقي بها إلى مستوى الشراكة المثمرة.... { يخلد المغرب هذه السنة، الذكرى 40 لاستعادة صحرائه، ورغم ذلك لم يسبق أن كان الوضع بهذا الانحسار على المستوى الدبلوماسي. قال جلالة الملك مؤخراً »»المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...»« في مثل هذه الظروف، عن أي شيء يمكن التفاوض؟ طيلة أربعين سنة،لم يسبق للمغرب أن انخرط في منطق التفاوض حول سيادته ووحدته الترابية. هدفنا هو الوصول إلى حل سياسي عادل، مقبول من الطرفين يضمن الاستقرار للمنطقة. وفي خطاب 6 نونبر الأخير الذي أشرتم إليه،أراد جلالة الملك إعادة النقاش إلى إطاره, فالكثير من الانحرافات والانزلاقات، لوحظت من جانب بعض الأطراف داخل الأمانة العامة للأمم المتحدة، تميل للأسف إلى الخروج عن حيادها فيما يتعلق ببعض القضايا الجوهرية مثل طبيعة النزاع، ودور الجزائر فيه أو محاولات وضع دولة ذات سيادة على قدم المساواة مع حركة انفصالية. كان لابد من التذكير بمبادئنا الأساسية مع التأكيد على مقترحنا للحكم الذاتي الموسع، الوحيد الكفيل بحل هذه القضية نهائياً. { في أبريل الماضي، تمكن المغرب من إحباط محاولة وضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء تحت إشراف الأممالمتحدة, هل تخشون من مواجهة محاولات مشابهة خلال سنة 2015؟ ليست لدينا أوهام, ستتم محاولات أخرى وسنعارضها دائماً لسبب بسيط, مادام المغرب اختار اختياراً واضحاً ومعترفاً به في مجال الحريات والديمقراطية، فإنه لن يقبل أي تدخل خارجي, لدينا آلياتنا لمراقبة احترام حقوق الإنسان، وسيكون قبول هذا النوع من المراقبة مخالفاً لمنطقنا، وقبول تدخل الأممالمتحدة عبر بعثتنا في العيون، سيعني القبول بالتنازل عن سيادتنا، وهذا شيء لا يمكن تصوره. { المغرب اعترض على المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس, أما بالنسبة للكندية كيم بولدوك، الممثلة الخاصة الجديدة للأمم المتحدة، فإنها لم تتمكن حتى الآن من تسلم مهامها في الصحراء, بعبارة أخرى، تطالبون بتغييرهما... لا، ما نطالب به السيد بان كيمون هو توضيح معايير علاقتنا,المغرب لا يرفض المسلسل الأممي، ولكن يجب التذكير بقواعده الأساسية واحترامها, وبعد تأكيد هذا التوازن وتثبيته، بإمكان كريستوفر روس وكيم بولدوك، استئناف عملهما. ويجب التذكير في هذا السياق بأنه تمت تسمية السيدة بولدوك دون استشارة المغرب وهذه سابقة. { جلالة الملك ذهب إلى حد التلويح بإغلاق بعثة الأممالمتحدة في العيون, هل هذا تهديد واضح؟ إذا ما أصرت المينورسو على الخروج عن إطارها، ما هو الحل الذي تريدون أن تتخذه الدولة؟ فالوساطة التي لم تعد محايدة تفقد سبب وجودها. { بالنسبة للمغرب، مفتاح حل النزاع يوجد في الجزائر، هل لديكم محادثات أو اتصالات مع السلطات الجزائرية في هذا الموضوع؟ لا، لا توجد اتصالات أو علاقات بخصوص دينامية حل هذا المشكل. المسلسل متواصل عبر الأممالمتحدة، ونأمل أن يصل إلى نتيجة لما فيه مصلحة المنطقة. { الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة موضوع انشغال, هل تعرفون من يحكم في الجزائر؟ هذه شؤون دولة ذات سيادة، ليس لدي أي تعليق حول هذه النقطة. { منذ ثلاثة أشهر، يتم تداول عشرات الرسائل الإلكترونية والوثائق الصادرة عن الدبلوماسية المغربية المقرصنة وبثها عبر حساب إلكتروني باسم كريس كولمان, الكثير منها تهم ملف الصحراء، وتم اختراق بريدكم الشخصي وكذا البريد الإلكتروني لكاتبة الدولة امباركة بوعيدة, هل تشكل هذه القرصنة تهديداً للدولة؟ ستتفقون معي بأن هذا العمل ليس من فعل هاو,نحن أمام أعمال قرصنة والتلاعب الإجرامي بالوثائق لا يمكن أن يكون منفذوها أو الذين يقفون وراءها إلا أطرافا معادية للمغرب, وأشير إلى أن الرسائل الالكترونية المكتوبة بالفرنسية وحدها والتي لم تتأكد صحتها، هي التي تهمهم، بينما أغلبية المبادلات داخل دبلوماسيتنا تتم بالعربية وألاحظ أيضا أن أغلبيتها تهم الصحراء، وبالتالي من الواضح أن كل ذلك يدخل في إطار المناورات الجارية الرامية إلى التشويش على موقفنا حول هذا الملف, والقول بأنها تشكل تهديدا للدولة، فلا أعتقد ذلك, فالمغرب يتعامل بشكل مسؤول وبكل شفافية، وبالتالي فهو لا يخشى شيئا مثل هذه المناورات. { حسب الصحافة المغربية, عبرتم خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان عن شكوك بوقوف المخابرات الجزائرية وراء هذه العملية. لم أقل ذلك بشكل مباشر، ولكننا نعرف بالتجربة أنه كلما أحست الأطراف المعادية بالضعف، فإنها تلجأ إلى هذا النوع من الأساليب. { هل تم اتخاذ إجراءات لمواجهة هؤلاء القراصنة؟ بطبيعة الحال، كل الدول المنفتحة مثل بلدنا مضطرة للتأقلم مع جرائم القرصنة الالكترونية من دون السقوط في الهلع. { تجري حاليا تحت إشراف الجزائر مفاوضات بين الحكومة المالية وحركات الطوارق, والمغرب الذي يدعم الحركة الوطنية لتحرير أزواد بزعامة بلال آج الشريف مقصي من هذه المفاوضات, هل ذلك يعني فشلا للدبلوماسية المغربية؟ بالتأكيد لا، علاقاتنا مع مالي كثيفة ومتنوعة وتاريخية، والمغرب عبر دائما عن تضامنه ومساندته للرئيس ابراهيم بوبكار كيتا وللشعب المالي، وجلالة الملك كان دائما حاضرا إلى جانب الماليين في أصعب الظروف, والمغرب قدم للشعب المالي المساعدة السياسية والعسكرية والانسانية الضرورية، وحضور جلالة الملك خلال حفل تنصيب الرئيس ابراهيم بوبكاركتيا له دلالة رمزية قوية، كما أن الزيارتين الملكيتين سمحت بإطلاق العديد من المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية وتم عقد منتدى لرجال الأعمال بين البلدين كما تم تكوين أئمة ماليين... إلخ، خطابنا لم يتغير, احترام الوحدة الترابية لمالي وتشجيع المصالحة الوطنية، ونفس الأمر ينطبق على الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، ما يفاجئني هو أن من يقفون وراء مفاوضات الجزائر استبعدوا منظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا رغم أن مجلس الأمن الدولي اعتبرها وسيطا ويجاولون التنصل من المسؤولية في أي فشل محتمل،واللعبة مكشوفة, وأشير مع ذلك إلى أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد مثل فصائل أخرى كانت حاضرة في بداية المفاوضات، وإذا ما فشل المسلسل الجاري حاليا، فلأن الأطراف الرئيسية في الملف لا يتفقون في حياد المنظمين، علينا أن نطرح بعض الأسئلة, هل الواقفون وراء مسلسل الجزائر هم جزء من الحل ,أم جزء من المشكل؟ من الذي أغرق الساحل وليبيا بالسلاح الذي يستخدم بشكل متناقض في خطف الرهائن الغربيين وخاصة الفرنسيين؟ هل الذين يقفون وراء هذا المسلسل لهم فعلا مصلحة في قيام مالي مستقر متصالح ومتجه نحو بناء مستقبله؟ { تقصدون الجزائر؟ نعم، ولكن كذلك فرنسا التي ترعى هذه المفاوضات بتهميش منظمة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا والفاعلين الآخرين، فمستقبل بلد واستقرار المنطقة لا يمكن لها لاعتبارات تجارية. { في حوار له مع جون افريك مؤخرا، حدد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان دعم باريس للوساطة الجزائرية مع الأمل ألا يشوش الصراع المغربي الجزائري على هذا المسلسل, ومعتبرا أن باريس غير ملزمة بمناقشة هذا الموضوع مع المغرب، ما تعليكم؟ قرأت هذه التصريحات وفاجأتني من حيث الشكل أولا، فالسيد لودريان وزير دفاع, ومثل هذا التدخل في المجال الدبلوماسي يجب مبدئيا أن يصدر عن نظيره في الشؤون الخارجية، وإلا فإن هناك مخاطر من حصول انزلاقات يصعب التحكم فيها، ومن حيث الجوهر, فالأمر يتعلق باتهامات لا أساس لها وغير مسؤولة يفندها المغرب كليا. { حتى الآن تبقى الجزائر هي صاحبة المبادرة باتفاق مع الرئيس ابراهيم بوبكار كيتا. لأن فرنسا تضغط في هذا الاتجاه,رغم انها لا ترى أن حل مشاكل الماليين لا توجد في الجزائر ولا في باريس؟ زمن الوصاية انتهى. الحل لن يأتي إلا من الماليين أنفسهم بمساعدة منظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا, التي يجب أن تستعيد دورها كفاعل رئيسي في مفاوضات السلام. { أصبح الحديث أكثر فأكثر عن تدخل عسكري مشترك في هذا المعقل الجهادي الذي أصبح يشكله جنوب ليبيا,رؤساء دول الساحل يطالبون بذلك، فرنسا لا تعارض ومصر كذلك. ماهو موقف المغرب؟ حل الحوار السياسي هو الحل الوحيد المتصور في ليبيا, حيث الوضع كما تعرفون جد معقد. علينا ألا نصب الزيت على النار, لنشجع الاطراف المتصارعة على الجلوس الى طاولة المفاوضات. لندعم ونشجع عمل برنادينو ليون الممثل الخاص للأمين العام الأممي, لن يكون هناك حل عسكري لهذا النزاع الداخلي، سواء في ليبيا أو في مالي, الحل لن يأتي الا من الشعوب المعنية, وزيادة العنف على العنف هو في نفس الآن خيار السهولة وخيار الأسوأ. { المغرب انسحب من منظمة الاتحاد الافريقي قبل 30 سنة، هل عودته مازالت ممكنة؟ الكثير من الدول الافريقية اكتشفت الخطأ التاريخي المرتكب من خلال الاعتراف بدولة وهمية على حساب عضو مؤسس وأساسي في المنظمة, يوجهون إلينا دعوات في هذا الاتجاه, ونحن لا نستبعدها هكذا.حتى الآن قناعتنا هي انه يجب أولا وقبل كل شيء تعزيز المنظمات الجهوية والإقليمية الافريقية. والمغرب يشتغل في هذا الاتجاه، ويثبت ذلك بالملموس من خلال مقاربة فعالة كما تترجم ذلك الزيارات الملكية لعديد دول القارة. { طالما استمرت الجزائرونيجيرياوجنوب افريقيا, الدول الثلاث الكبرى في القارة، في الاعتراف بالكيان الصحراوي, تبقى عودة المغرب غير ممكنة. أنا لا أضع هذه الدول الثلاث في نفس السلة, إذا جاز القول: فالجزائر في هذا الملف معادية بوضوح للمغرب. في جنوب افريقيا هذا العداء مرتبط بتشنج حفنة من القادة اكثر منه بسياسة ثابتة ومفكر فيها. ومثل نيجيريا. فجنوب افريقيا شريك للمغرب وخلافا للجزائر، فإن هاتين الدولتين ليست لهما قناعات وجودية معادية للمغرب. { عين الاتحاد الافريقي وسيطا مكلفا بالصحراء الغربية في شخص الرئيس الموزمبيقي الاسبق جواكيم شيسانو الذي سيقدم تقريره الاول خلال هذا الشهر، ماذا تنتظرون من هذا التقرير؟ أكيد لا ننتظر شيئا,السيد شيسانو بالتأكيد رجل محترم، ولكننا نعرف مسبقا محتوى تقريره, فلجنة الاتحاد الافريقي التي عينته كانت طرفا في هذا الملف ولا يمكنها ان تكون وسيطا.المغرب قدم مبادرة تاريخية باقتراح الحكم الذاتي الموسع لأقاليمه الجنوبية, إما ان تقبل والا سيستمر الوضع على ماهو عليه اربعين سنة اخرى ونحن قادرون تماما على تحمله. { الرئيس البوركينابي السابق بليز كومباوري كان صديقا كبيرا للمغرب, في دكار وعلى هامش قمة الفرانكفونية التقيتم خلفه الرئيس الانتقالي ميشيل كافاندو.. ماذا قلتم له؟ التغيير في بوركينا فاصو جرى بشكل مسؤول طبقا لتطلعات الشعب البوركينابي, قلت ذلك للرئيس كافوندو كما اكدت له دعم المغرب في هذه المرحلة الصعبة. واذا كان من مأزق يتوجب تفاديه في بوركينا فاصو، هو فخ تصفية الحسابات مع الماضي وفتح علبة باندور التي لا يمكن التحكم بمحتواها, يتعين إعادة تشغيل المؤسسات والدينامية الديمقراطية وهذا هو ما يجب ان تشتغل عليه المرحلة الانتقالية من أجل إعداد المستقبل وليس إحياء عفاريت الماضي. { بليز كومباوري توجه إلى المغرب بعد سقوطه, قبل أن يلتحق بالكوت ديفوار, هل هذا معناه أن المغرب لا يرغب في أن يستقربه بشكل دائم؟ أبدا، جاء الى المغرب لاستشارة طبيبه المعالج, ثم استأنف رحلته كما كان مقررا. { هل عبر عن رغبته في الاستقرار بالمغرب؟ لا { وماذا لو فعل ذلك؟ لم يفعل ذلك { منذ حوالي سنة، تجتاز العلاقات بين المغرب وفرنسا مرحلة اهتزازات بسبب تداخل عدة ملفات قضائيةتستهدف مسؤولين مغاربة كبار, تجري الأمور كما لو أن أحد الشريكين-المغرب- لايثق في الآخر، هل هذا صحيح؟ العنصر الذي أشعل هذه القضية، أي اقتحام رجال شرطة فرنسيين لبوابة مقر إقامة السفير المغربي في نويي ليس حدثا عاديا, كان ذلك عملا خطيرا, أضف إليها الاتهامات الباطلة الموجهة لمسؤولين كبار في الدولة المغربية, وعندما ندعي وجود علاقة استثنائية، لابد أن تكون مسؤوليتها متقاسمة, يتعين رعايتها والحفاظ عليها, بالفعل عنصر الثقة مهم، وعندما تهتز هذه الثقة فإن هناك مشكلا, لنكن واضحين، إحساسنا أنه ليس لدى الشريك الفرنسي رغبة سياسية حقيقية لمواجهة مناورات خصوم المغرب والتي تصدر عن أوساط معروفة بعدائها للمغرب. فغياب هذا الالتزام وهذا العزم، هذا التردد وهذا الاختراق الملاحظ في قلب السلطة تجاه ضغوط بعض اللوبيات، يلحق الضرر بهدوء علاقتنا. ليس من الطبيعي, بل وغير الودي ,أن يتمكن أشخاص لهم ماض قضائي معروف، أن يضعوا الشرطة والقضاء ووسائل الإعلام في خدمتهم من أجل أن يظهروا بمظهر المعارضين السياسيين المزعومين، و محاولة الدفع باعتقال شخصيات رسمية مغربية. هذا شيء لن يقبله المغرب أبدا، لا من فرنسا ولا من أي بلد آخر, وليس لفرنسا خيار آخر سوى استيعاب ذلك إذا أرادت إصلاح الثقة. { رد فرنسا على مؤاخذتكم بسيط, هناك في فرنسا فصل للسلط, السلطة التنفيذية لا تتدخل في القضاء، وقضاة التحقيق أحرار في تحركاتهم.. فعلا، نفس الشيء بالنسبة للمغرب الذي يطالب باحترام قضائه عندما يتعلق الأمر بأفعال وقعت فوق ترابه. ولكن هناك كذلك المسؤولية السياسية للحكومة التي يجب أن يفترض فيها تحمل تبعات شراكة نريدها مثالية، فلا يمكن أن نؤكد أن المغرب كما قال الرئيس هلاندوالوزير الأول فالس، بلد يشكل نموذجا في المغرب العربي، بلد منفتح وديمقراطي, وأحد المفاتيح الأساسية للأمن والاستقرار في الفضاء الأفرومتوسطي، وفي نفس الوقت نغض الطرف عن تحركات من يحلمون بزعزعة استقراره. هذا أمر غير منطقي، وهو شيء يعاكس تماما مصالح فرنسا. { ومع ذلك لازالت فرنسا تساند الموقف المغربي حول الصحراء؟ بالفعل، وهو موقف مسؤول لم يتغير، ونحن سعداء لذلك. { أنتم زعيم ثالث حزب سياسي في المملكة، هل أنتم مرتاحون داخل حكومة يقودها رئيس حاربتموه حتى أكتوبر 2013؟ حزب العدالة والتنمية حزب محافظ، بينما حزب التجمع الوطني للأحرار الذي أقوده حزب ليبرالي وحداثي، كان هناك تنافس في الأفكار والبرامج هذا صحيح، كان لابد من ثلاثة أشهر من المفاوضات من أجل تذويب خلافاتنا دون أن يتخلى أي طرف عن هويته، ومنذ ذلك الحين نحن نشتغل في جو من الثقة مع تفادي مجالات الاحتكاك والمواجهة,إنها عملية تمرين جماعي, ووزراؤنا الثمانية في الحكومة قاموا بدور حاسم في تجديد العمل الحكومي. { اشتغلت مع ثلاثة رؤساء حكومات إدريس جطو، عباس الفاسي واليوم عبد الإله بنكيران, أي منهم كان الأقرب إليك؟ إدريس جطو بدون شك، نحن ننحدر من نفس العالم، عالم الاقتصاد. مع عباس الفاسي، علاقاتنا كانت ودية وتتسم بالاحترام رغم بعض الخلافات حول وثيرة الإصلاحات, أما عن عبد الإله بنكيران، اكتشفت أنه ليبرالي مقتنع ,أو بالأحرى ليبرالي اجتماعي, وهذا لا يمكن إلا أن يسهل تعاوننا. الرجل مقتنع وله قدرة كبيرة على الانفتاح والتأقلم، هو رجل يحترم التزاماته داخل التحالف الحكومي، رجل براغماتي, عرف كيف يتطور وبذل مجهودا ذاتيا حقيقيا خلال أربعة عشر شهرا. لم تقع بيننا توترات, وهو شيء رائع.