بعد أخذ ورد وشد وجذب، وفي ظل ترقب شديد من متتبعي الشأن الرياضي بمكناس، انتخب الجمع العام المنعقد صباح أول أمس الأحد بمركز الاستقبال التابع للنادي المكناسي جواد باحجي رئيسا جديدا لكوديم كرة القدم، خلفا لرضوان مرزاق الذي قدم استقالته. وقبل ذلك صادق الجمع العام على التقرير الأدبي الذي تلاه الرئيس المستقيل رضوان مرزاق بإجماع المنخرطين المشاركين في الجمع، الذي غاب عنه الكاتب العام حسام قاسمي الذي قاد حركة انقلاب على الرئيس. وقبل تلاوة التقرير المالي الذي اعتبره مفخرة بالنظر إلى المرتبة 6 التي احتلها الفريق، ذكر رضوان مرزاق الحضور بالشكاية التي تقدم بها إلى قسم الجرائم المالية لدى محكمة الاستئناف بفاس ضد أمين مال الفريق علاء السعداوي، الذي غاب بدوره عن الجمع، وذلك إثر سحبه من حسابه الخاص لمبلغ 28 مليون سنتيم من مالية الفريق دون موافقة أعضاء المكتب. وفي كلمة مؤثرة انتزع معها تصفيقات حارة من الجمع قال رضوان مرزاق إنه مر من امتحان عصيب خلال توليه فترة قيادة سفينة الكوديم، مع انقسام أعضاء المكتب وقلة الموارد، لكن بالمقابل عبر عن اعتزازه بكونه فتح باب الانخراط على مصراعيه في وجه المحبين والغيورين على الفريق، حيث لقي استجابة واسعة نتج عنها انخراط أطر من مستوى عال ووضع اجتماعي واعتباري يؤهلها لقيادة السفينة إلى بر الأمان. ويمكن القول إنه وبعد سنوات عجاف، التأمت ثلة من المنخرطين من نخب المدينة من فعاليات رياضية وكفاءات اقتصادية في جمع أكدوا فيه العزم على الانخراط الإيجابي في إعادة هيكلة الفريق لاستعادة وهجه وأمجاده. إثر ذلك ترأس أشغال الجمع العام محمد قدري الرئيس السابق للكوديم، باعتباره الأكبر سنا وحاتم بن عبد الكريم باعتباره أصغر سنا، ليعلنا عن توصل إدارة الفريق بلائحة واحدة فريدة وكيلها جواد باحجي، وتمت المصادقة عليها بالإجماع أيضا. وفي كلمة مقتضبة للرئيس الجديد، شكر الحضور على الثقة التي حضي بها لقيادة سفينة الكوديم، وشدد على الصرامة والنزاهة في ذات الوقت، مؤكدا أن المشكل الأساسي بالنسبة للكوديم لا يكمن في نقص الموارد المالية بقدر ما يشكل عامل الثقة والتدبير، حجر عثرة في عملية إقلاع حقيقي للفريق. وفي هذا الصدد أوضح أن المسؤولية مرتبطة بالمحاسبة التي لا مناص منها، وأنه سيعمل رفقة الفريق الذي دعمه واختاره لقيادة فارس الإسماعيلية من أجل إرجاع الثقة لدى الفاعلين والشركاء. يشار إلى أن جواد باحجي الرئيس الجديد، ابن عاصمة المولى إسماعيل يبلغ من العمر 50 سنة، ويشغل منصب مدير عام المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية. جدير بالذكر أنه مباشرة بعد نهاية الجمع أوقف رجال الأمن رضوان مرزاق ورافقهم إلى مخفر الشرطة، وتم إخلاء سبيله بعد تسديد مبلغ 16 مليون سنتيم نظير شيك كان قد وقعه لفائدة اللاعب القاسمي، أقرضه للفريق خلال فترة التربص والاستعداد للموسم الكروي الذي ودعناه. وبعد هذا المخاض العسير يتساءل المتتبعون للشأن الرياضي عموما والكروي على وجه الخصوص من محبي وأنصار وعشاق النادي المكناسي عن مدى صمود الفريق الجديد المخضرم، الذي سيقود السفينة في وجه الإكراهات المالية.