أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أول أمس السبت في طوكيو، على أهمية العلاقات بين المغرب واليابان، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس يولي أهمية خاصة لتطويرها بما يخدم مصالح البلدين. وأبرز بوريطة، عقب غداء عمل مع وزير الخارجية الياباني كونو تارو، أن توجه جلالة الملك يتمثل في الدفع قدما بهذه العلاقات في كافة المجالات، مذكرا، في هذا الصدد، بالوشائج التاريخية الوثيقة التي تجمع بين العائلة الملكية والأسرة الإمبراطورية اليابانية. ونوه الوزير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالطابع المتفرد للعلاقات بين اليابان والمغرب الذي أضحى يتجسد بشكل واضح على أكثر من صعيد، مضيفا أن «التنسيق بين البلدين أصبح قويا أكثر من أي وقت مضى». وقال بوريطة «إنه في مواجهة التحديات والمناورات فإن العلاقات بين المغرب واليابان ما فتئت تتقوى بشكل أكبر»، مضيفا أن البلدين «يشتغلان يدا في يد في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، كما أنهما يهيئان في الأسابيع المقبلة لإجراءات ملموسة تشمل، بالأساس، المجال الاقتصادي». وأبرز أنه تم، خلال هذا اللقاء، استعراض تطور العلاقات الثنائية والاستحقاقات المقبلة بين البلدين. وبخصوص القضية الوطنية، أعرب بوريطة عن ارتياح المغرب لموقف اليابان بشأن قضية الصحراء المغربية «وهو موقف واضح عبر عنه كونو تارو في أكثر من مناسبة» كما كان عليه الشأن أثناء قمة (تيكاد 7). وكانت اليابان قد أكدت، على لسان وزير خارجيتها، تارو كونو، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بإفريقيا (تيكاد 7)، أمام قادة دول ورؤساء حكومات إفريقيا، ومسؤولي منظمات وهيئات دولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على موقفها الثابت من القضية الوطنية وعدم اعترافها ب»الجمهورية الصحراوية» الوهمية. وكان تارو قد جدد موقف الحكومة اليابانية بأن «الحضور في مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بإفريقيا لأي كيان لا تعترف به اليابان كدولة لا يؤثر في شيء على موقف البلاد بخصوص وضعية هذا الكيان». كما عبر بوريطة عن دعم المغرب للمصالح الاستراتيجية اليابانية، سواء على المستوى القاري أو متعدد الأطراف، كما تم الاتفاق على العمل معا لتطوير آليات التشاور السياسي والتعاون الاقتصادي بين البلدين. وذكر بوريطة، في هذا السياق، بأن المغرب يعد ثاني وجهة للاستثمارات اليابانية في إفريقيا وأيضا ثاني بلد من حيث عدد المقاولات اليابانية في القارة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز هذا البعد، مع الانفتاح على مجالات أخرى خاصة التعاون الثلاثي في مجال الأمن، إضافة إلى مجالات أخرى تخدم مصالح القارة الإفريقية. وفي هذا الصدد، أكد الوزير أن الجانبين سيعملان على تعزيز حوار سياسي صريح وشفاف ومثمر، مذكرا أنه التقى نظيره الياباني أربعة مرات خلال هذه السنة مما يظهر انتظامية التواصل والحوار الدائم بين البلدين. من جهته، عبر وزير الخارجية الياباني، كونو تارو، عن امتنانه الشديد لتمثيل جلالة الملك محمد السادس في أشغال مؤتمر (تيكاد 7) من طرف بوريطة. كما صرح تارو، الذي أقام هذه المأدبة على شرف بوريطة، بأن الشعبين الياباني والمغربي يتبادلان احتراما مستمدا من العلاقات التاريخية والعريقة بين الأسرة الامبراطورية اليابانية والعائلة الملكية. وبخصوص الدورة السابعة من مؤتمر (تيكاد 7)، ذكر تارو أن هذه القمة أولت أهمية كبيرة للاستثمارات الخاصة اليابانية في إفريقيا، كما شهدت حوارا مهما بين القطاع الخاص الياباني من جهة ونظيره الإفريقي من جهة أخرى. وفي ما يتعلق بالشراكة الاقتصادية بين المغرب واليابان، أكد تارو أن استثمارات الشركات اليابانية في المغرب في تزايد مستمر، معربا، في هذا الإطار، عن أمله في تعزيز الإطار القانوني لدعم هذه الدينامية. كما عبر وزير الخارجية الياباني عن إرادته في تعميق التعاون مع المغرب وخاصة ما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين البلدين وإفريقيا بما يخدم تطلعات الشعوب الإفريقية.