تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة مؤكدا انه نفذ بأمر من زعيم الشبكة المتطرفة ايمن الظواهري ثارا للنبي محمد. وقال المتحدث باسم التنظيم نصر بن علي الإنسي في رسالة مصورة نشرت عبر الانترنت تحت عنوان «ثأرا لرسول الله، رسالة بشأن غزوة باريس المباركة»، «إننا في تنظيم قاعدة الجهاد نتبنى هذه العملية ثأرا لنبينا صلى الله عليه واله وسلم». وشدد الإنسي على أن «الذي اختارا الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها هم قيادة التنظيم استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله وتنفيذا لأمر أميرنا العام الشيخ المفضال ايمن بن محمد الظواهري»، زعيم الشبكة المتطرفة في العالم، و»لوصية» مؤسس القاعدة أسامة بن لادن. وكان الشقيقان سعيد وشريف كواشي اقتحما في السابع من يناير مقر صحيفة شارلي ايبدو الساخرة في باريس وقتلا 12 شخصا. وتبع الهجوم عملية احتجاز رهائن دامية نفذها احمدي كوليبالي الذي قال إنه بايع تنظيم الدولة الإسلامية. وسبق أن أثارت صحيفة شارلي ايبدو مرارا غضب المسلمين بنشرها صورا كاريكاتورية للنبي محمد. واختار «الناجون» من الهجوم أن يصدروا العدد الأول بعد الهجوم يوم الأربعاء مع صورة كاريكاتورية جديدة للنبي محمد في الصفحة الأولى، ما أثار مجددا استنكار الهيئات الإسلامية عبر العالم. وقال الإنسي في الشريط المصور «انتدب الأبطال فلبوا ووعدوا فوفوا فشفا الله بهم صدور المسلمين». واعتبر الإنسي الذي نشرت رسالته على موقع يوتيوب وعبر تويتر «أساء أولئك الكفرة الفجرة إلى أنبياء الله المصطفين الأخيار وتمادوا بكفرهم حتى تمادوا على خليل الله ... محمد بن عبد الله ... فضجت امة الإسلام وهاجت». وأضاف «اليوم يأخذ المجاهدون بثأر نبيهم الكريم» ويوجهون «أبلغ رسالة لكل من يتجرأ على مقدسات المسلمين». وهنأ الإنسي المسلمين «بهذا الثأر وهذا الانتقام الذي شرح الصدور»، معتبرا أن العملية تشكل «نقطة تحول جديدة في تاريخ الصراع». وأضاف «هؤلاء إخواننا جاهدوا بأنفسهم نصرة لنبينا ... فلننصر نبينا وديننا». وانتقد الإنسي وضع ما قامت به الصحف من خلال نشر رسوم اعتبرت مسيئة للنبي محمد في إطار الحرية، وحمل على «تلك الحرية الزائفة التي لا تفتح أفاقها إلا لمن ينشر الرذيلة ويحارب الله ورسوله». وإذ توجه إلى الغرب قائلا «كفوا إساءتكم»، ذكر بقول مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن «إذا كانت حرية أقوالكم لا ضابط لها فلتتسع صدروكم لحرية أفعالنا». ورحب الإنسي بكون أحد قتلى الهجوم على الصحيفة من «المطلوبين» الذين نشرت صورهم في مجلة التنظيم الالكترونية الصادرة بالانكليزية «انسباير»، في إشارة إلى مدير الصحيفة ستيفان شاربونييه المعروف باسم شارب. وكان سعيد كواشي الذي نفذ مع شقيقه الهجوم الدامي على مجلة شارلي ايبدو الساخرة، سافر إلى اليمن في 2011 حيث تلقى أسلحة وتدريبات من قبل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. وقال شقيقه شريف كواشي للتلفزيون الفرنسي قبل أن يقتل برصاص الشرطة ، أنه تحرك نيابة عن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» المتحصن في اليمن. كما قال شريف كواشي للشخص الذي صادر الشقيقان سيارته بعد الهجوم إنهما يعملان لحساب تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. وتأسس هذا التنظيم مطلع العام 2009 مع دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة، وتمكن في السنوات التي تلت من بسط نفوذه في جنوب وشرق اليمن خصوصا مستفيدا من ضعف السلطة المركزية والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. كما يستفيد التنظيم من تركيبة قبلية تؤمن له الحماية في بعض الأحيان ومن الطبيعة الصحراوية أو الجبلية التي تؤمن له ملاذا آمنا. وسبق أن اعتبرت واشنطن أن تنظيم القاعدة في اليمن هو أنشط فرع للتنظيم المتطرف، وهو قادر على تشكيل خطر جدي على الأمن القومي الأمريكي. وتنفذ طائرات أمريكية من دون طيار باستمرار غارات تستهدف التنظيم وقياداته في اليمن. وارتبط اسم التنظيم بمحاولة تفجير طائرة متجهة إلى مدينة ديترويت الأمريكية يوم عيد الميلاد في 25 ديسمبر 2009. كما ارتبط بإرسال طرود مفخخة إلى الولاياتالمتحدة في أكتوبر 2010. وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الثلاثاء أن بلاده ليست مصدرة للإرهاب، بل إنها تعاني منه، وذلك خلال لقاء مع السفير الفرنسي لدى بلاده. وسبق أن هنأ تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي «فرسان غزوة باريس الثلاثة» محذرا فرنسا من أنها تعرض نفسها لهجمات جديدة إذا تمادت في «عدوانها» على الإسلام. كما نشرت في الأيام الأخيرة عبر الانترنت مقاطع فيديو تظهر جهاديين يتحدثون بالفرنسية ويرحبون بالهجوم ضد صحيفة شارلي ايبدو ويدعون إلى هجمات جديدة.