أعلنَ تنظيمُ القاعدة في جزيرة العرب، بشكلٍ رسمي، وقوفه وراء الهجوم الذِي استهدف صحيفة "شارلِي إيبدُو" الفرنسيَّة الساخرة، بباريس، في السابع من يناير الجاري، وأسفر عنْ مقتل اثني عشر شخص، لتليه سلسلة هجمات. المتحدث الرسمي باسم التنظيم، ناصر بن علي الآنسي، تبنَى الهُجوم في رسالةٍ مصورة، معتبرًا إيَّاهُ ثأرًا لرسول الله من الرسوم الساخرة، فيما وصفها بغزوة باريس المباركة". وأكد أن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أيمن الظواهري، هو منْ أمر بتنفيذ الهجُوم. وأوضحَ الآنسي أنَّ قيادة التنظيم هي التي اختارت الهدف ورسمت الخطة ومولت العملية، قائلًا عمَّن وصفهم ب"الفجرة" أنهم أساؤُوا "إلى أنبياء الله المصطفين الأخيار وتمادوْا بكفرهم حتى تمادوا على خليل الله..محمد بن عبد الله..فضجت أمَّة الإسلام وهاجتْ". في غضون ذلك، كان سعيد كواشي، الذِي قام بتنفيذ الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، مع شقيقه شريف، قدْ سافر إلى اليمن في 2011، حيث تلقى أسلحة وخضع للتدريب في معسكرات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأردف الآنسي في المقطع الذِي جرتْ مشاركته على الانترنت، دأبًا على نهج القاعدة الإعلامِي، أنَّ العمليَّة تأتي عندَ وصيَّة زعيم تنظيم القاعدة الرَّاحل، أسامة بن لادن، الذِي قتل في الثانِي من ماي 2011، وأفقدَ التنظيم كثيرًا من ديناميته. ويعود تنظيم القاعدة مع الهجوم الأخير في باريس، وفقًا لما أعلن عنه ليخطف الأضواء من منافسه تنظيم "الدولة الإسلاميَّة"، الذي صار الأكثر حضورًا وترويعًا في الشرق بسيطرتها على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وطرقها أبواب دُول الجوار. في غضون ذلك، كان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالسْ، قد أكد، أمس، في البرلمان بباريس، أن الحرب ستجري ضد الإرهاب لا الإسلام، مشددًا على وجوب عدم الخلط بينهما، فيما كان قد أكد في بداية الأسبوع الجاري، تأييده لعزل المعتقلين الجهاديين في السجون، والاتجاه إلى تضييق الخناق عليهم، في الأيام المقبلة.