ترأس الأمير مولاي رشيد، مساء أول أمس الإثنين، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد لله بالرباط، حفل افتتاح دورة الألعاب الإفريقية الثانية عشرة، التي يستضيفها المغرب إلى غاية 31 غشت الجاري. ولدى وصوله إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد لله، استعرض صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد تشكيلة من القوات المساعدة أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على سموه السيد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، والسيد موسى فاكي محمد، رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي (تشاد)، إلى جانب شخصيات أخرى من عالم الرياضة. إثر ذلك، التحق سموه بالمنصة الشرفية حيث تم عزف نشيد الاتحاد الإفريقي والنشيد الأولمبي والنشيد الوطني المغربي، ثم تلاوة الكلمة الترحيبية من طرف رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي، قبل أن يعلن سموه عن انطلاق الدورة ال 12 للألعاب الإفريقية. كما تم أداء أغنية الألعاب الإفريقية، قبل أن يؤدي بطل مغربي (البلد المنظم) وأحد الرسميين الأفارقة (غانا) القسم. بعد ذلك، تم أداء أغنية المسيرة الخضراء «نداء الحسن»، قبل أن ينطلق الحفل الذي نظم بهذه المناسبة، ويتضمن مقدمة للعرض وعشر لوحات، ثم أغنية بمناسبة الذكرى 56 لميلاد جلالة الملك محمد السادس . وفي ختام هذا الحفل سلمت جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس قلادة الاستحقاق الأولمبي الإفريقي. وتسلم هذه القلادة الأمير مولاي رشيد من طرف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية ورئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية السيد مصطفى براف. وسلمت هذه القلادة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس اعتبارا للمجهودات التي يبذلها جلالته للنهوض بالرياضة.
رئيس الإتحاد الإفريقي: إنها مناسبة ملائمة لنعبر عن امتناننا لهذا البلد الجميل في كلمته الترحيبية، قال رئيس الإتحاد الإفريقي «موسى فقيه محمد»: «تحتفل إفريقيا هذا العام 2019 بالذكرى الرابعة والخمسين للألعاب الإفريقية، التي أجريت أطوار النسخة الأولى والأخيرة منها ببرازفيل بالكونكو….النسخة 12 تقام على تراب المملكة المغربية، العضو في الإتحاد الإفريقي،وهي المناسبة الملائمة لنعبر عن إمتناننا لهذا البلد الجميل، الذي سهر على أن يمنح لكل القارة الإفريقية الظروف المثالية ليتمكن رياضيونا من صقل مواهبهم وإظهار مكانتهم الإبداعية، وفي نفس الآن، هي مناسبة كذلك لإستكمال الإستعداد للتظاهرات الدولية ومن بينها الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020».
حفل من عبق التاريخ والحاضر في افتتاح الألعاب الإفريقية بالرباط
لم يربح المغرب رهان تنظيم الألعاب الإفريقية ، في نسختها 12، فقط بل ربح رهان إبهار العالم،عامة ،وقارة إفريقيا خاصة، بحفل افتتاح لهذه الألعاب سيظل شامخا كما هو شموخ صومعة حسان ،التي توسطت ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ،مساء أمس الإثنين ،بالرباط وكشفت الكثير من الأسرار،والإبداع،والتاريخ المغربي الذي كتبه بعبقرية أبنائه،ومع أشقائه في قارتنا "ماما أفريكا". حفل إفتتاح الدورة 12 ،من الألعاب الإفريقية، كان مناسبة لمحو تلك الصورة البئيسة لحفل افتتاح كأس العالم للأندية في كرة القدم،والتي سارت بمهازلها الركبان. ومقابل هذه الصورة البئيسة، والمهينة لقدرة المغرب على الإبداع،تنبعث صومعة حسان، لتبهر، لتشد العالم ،بالتاريخ،والتكنولوجيا،وتلاقح الحضارات،ولتحول الشعب المغربي من شعب منبهر بإنجازات الآخرين، إلى شعب قادر على جعل الآخر ،مسحورا،مشدودا، مابين السماء والأرض،بين الريح والرمال،ولكن في جدلية جديدة اسمها البناء وليس التعرية،في علاقة بين الماء والنار،لتصبح النار نبراسا،والماء مصدرا للخير والنماء،في علاقة لا تخبو ولا تنطفئ فيه النار بالماء،ولينتهى بها المطاف لتتحول إلى شعلة للألعاب الإفريقية،أضاءت سماء المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله ،والمغرب كله بل إفريقيا جميعها. حفل افتتاح الألعاب الإفريقية في نسختها 12، والذي ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد،جعل كل من شاهد الحفل ،يسافر عبر تاريخ المغرب،من خلال 12 لوحة فنية رائعة تحتاج إلى سيمائيين لتحليل عمق دلالاتها،وإلى نقاد للفن التشكيلي لفك رموز الألوان،خاصة وأن مشهدا قدم لوحة مشهورة للفنان المرحوم "حسن لكلاوي" وحدائق ماجوريل"." وجعلت قوة المؤثرات الصوتية والضوئية ،المشاهد والمتتبع يستحضر تلك التقنيات العالية التي توظف في الأفلام العالمية،خاصة تلك التي تستحضر الأساطير"زيوس»محاطا بالنار،"حورس" مثلا،حيث تحملك المشاهد والمؤثرات ،إلى عمق التاريخ وتجعلك مشدودا إليه بتقنية ثلاثية الأبعاد. وهكذا ،جعل الحفل الفني الرائع لافتتاح الألعاب الإفريقية،المشاهد يدخل تاريخ المغرب من خلال باب صومعة حسان،من خلال تلك "الكوريكرافيا" الرائعة التي مزجت بين نغمة آلة العود،وصوت ماء المحيط الأطلسي،والبحر الأبيض المتوسط،وبين نغمات الآلات الموسيقية الكهربائية وطبول إفريقيا. لقد عاش المتتبع للحفل لأكثر من ساعة ،وهو يجتهد لتتبع نجمة العلم المغربي، وهي تطير في السماء،مضيئة مشعة،لتغطي كل السماء،ولتؤكد بأن العلم الوطني لا يعلو بيوتنا فقط، ولكنه أصبح فوق كل سماء إفريقيا،بمبادراته،وعلاقاته وذلك منذ أن عاد إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي. وحتى يغوص المتتبعون في جنوح المغرب دائما إلى السلم ،هز طائر كبير،كله ألوان جناحيه لنشر السلم والدفاع عنه في كل العالم،ولتتبعه في عنفوان خريطة إفريقيا،متلألئة براقة،وكأنها تريد أن تقول"هكذا يجب أن أكون،جميلة بهية الألوان من دون حروب،من دون خلافات" وفي قمة الإبداع، كانت هناك تقنية "فلاش باك" ذلك أن الحفل ابتدأ بالعد العكسي من العدد20 كدلالة على سنوات تربع الملك محمد السادس على العرش،وانتهى بأغنية قدمها الفنان العالمي "ريدوان" صحبة مجموعة من الفنانين تمجد لعيد العرش،وعيد الشباب. يذكر بأن حفل الافتتاح بتاريخه المغربي،أشرف على تنفيذه طاقم كبير من تقنيين ومخرجين من إسبانيا،وفرنسا،ولبنان،وأن وزير الشباب والرياضة تابعه من بداية رسم فكرته إلى تقديمه.