بعدما اصطادوا أكثر من 1490 طائر يمام في يوم واحد بمنطقة الحوز بعد موجة الاستنكار والتنديد التي عمت مواقع التواصل الاجتماعي إثر نشر صور وفيديوهات لمجموعة من الصيادين السياح وهم يعرضون الكم الهائل من طيور اليمام التي قاموا بقنصها، الأسبوع الماضي نواحي مراكش، في انتهاك للقوانين الجاري بها العمل وتحد للتشريعات التي تقنن هذا النوع من الصيد، قامت المندوبية السامية للمياه والغابات بفتح تحقيق حول هذه الواقعة التي ارتكبها سياح تبين أنهم من دول الخليج والذين «أبادوا» أزيد من 1490 طائرا من صنف اليمام القميري خلال الفترة الصباحية فقط حسب ما صرح به أحد هؤلاء القناصة، وأوفدت لجنة لتقصي الحقائق تتكون من مديرية المياه والغابات والسلطة المحلية والجمارك إلى المنطقة بهدف الوقوف على ظروف الواقعة، ومن المنتظر أن يتم رفع تقرير إلى المسؤولين بالرباط. وجابت صورة الصيادين رفقة الكم الهائل من الطائر المصطاد مواقع التواصل الاجتماعي مخلفة إدانة واستهجان نشطاء البيئة والمواطنين الذين طالبوا بوضع حد لمثل هذه السلوكات التي تدمر البيئة وتقضي على أحد مكوناتها الأساسية، متسائلين عن من يحمي تلك الطيور بصفة خاصة والثروة الحيوانية المغربية. يذكر أن صيد اليمامة يتم في هذا الوقت من السنة وكل حامل رخصة صيد عليه ألا يتجاوز 50 طائرا في اليوم الواحد، فوفقًا للتشريع الجاري به العمل يحق لكل صياد الحصول على 50 يمامة يوميًا، لكن ومع ذلك، فإن 11 سائحا قاموا بصيد 1490، أي أكثر من 134 طائرا لكل صياد، وارتباطا بالموضوع عبرت التنسيقية الوطنية لجمعيات القنص بالمغرب، في بلاغ لها، عن استنكارها لما و صفته ب»الجريمة الإيكولوجية» التي قام بها سياح خليجيون بجماعة ايت سيدي داوود قيادة أيت فاسكا دائرة أيت اوريرعمالة تحناوت بإقليم الحوز مؤكدة أنها، «وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي الذي فتحته الجهات المسؤولة، فإنها تخبر جميع القناصة المغاربة بأنها ستلجأ إلى القضاء لسلوك المساطرالقانونية الكفيلة بحماية الثروة الحيوانية بالمغرب». ورغم أن التشريعات الوطنية صارمة في هذا المجال إلا أنها نادراً ما تطبق، إذ في حالة صيد هذا النوع من الطيور يتم تغريم الصياد 4000 درهم لكل طائر إضافي عندما يتجاوز حصته المحددة في 50 طائرا، وهي نفس الغرامات التي تسري على باقي أنواع الطرائد والوحيش مثل صيد طائر الحجل الذي حدد صيده في (4 في اليوم)، الخنازير البرية (1 في اليوم)،الأرانب (1 في اليوم). وذلك احتراما للخصائص البيولوجية لكل صنف وكذا فترات توالده وهجرته. هذا وتزخر منطقة الحوز بوفرة الطرائد حيث يتم تنظيم رحلات قنص من طرف جمعيات أو شركات خاصة بسياحة القنص والتي تستقبل أكثر من ألفي قناص أجنبي كل سنة، غير أن هذا الميدان يعاني من الصيد الجائر والعشوائي من طرف قناصة، سواء مغاربة أو أجانب، لا يبالون بالمحافظة على الثروة الحيوانية للإقليم حيث يعمد عدد منهم إلى الفتك بها ضدا عن القانون المنظم للميدان مما يدعو إلى دق ناقوس الخطر لمحاربة مثل هذه السلوكات الخطيرة التي ستكون لها عواقب وخيمة على الثروة الحيوانية بالمنطقة إن لم يبادر المسؤولون إلى التصدي لها.