عرفت مستشفيات أكاديروإنزكَان،ليلة ثاني العيد،توافد عدد من الضحايا الجرحى المصابين بطعنات مختلفة في أطراف أجسامهم من طرف مشتبه فيهم،في احتفالات بوجلود،يتنكرون وراء أقنعة وجلود الماعز والغنم، وذلك في سياق الفرجة التي خرجت هذه المرة عن سياقها إلى أعمال النهب والسرقة والإعتداء بالسلاح الأبيض على عدد من الضحايا. وتحولت أقسام المستعجلات في الليل إلى ما يشبه المجزرة حين استقبلت عددا من الجرحى ملطخين بالدماء من جراء من الطعنات التي تلقوها بغتة من قبل متنكرين في جلود الأضاحي،حيث عملت الأطقم الطبية على رتق جروحهم الغائرة وتضميد ندوبهم وإخضاع بعضهم للعناية المركزة فيما تم توجيه ضحية على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بمراكش. وشهد شارع عبد الرحيم بوعبيد بأكادير،صباح يوم الأربعاء 14 غشت 2019،اعتداءا شنيعا على شاب من طرف عصابة وصفت بالخطيرة و كانت مدججة بالسيوف تربصت بالضحية بالقرب من إحدى المصحات الخاصة بالشارع المذكور،وانهالت عليه بالضرب والرفس والركل،مع توجيه طعنات خطيرة له في أنحاء مختلفة من جسده،ليسقط بعدها أرضا مضرجا في دمائه وهو بين الحياة و الموت. وعلى إثر هذه الأحداث المؤلمة طالت فيما بعد اعتقالات العشرات من المتنكرين والمعتدين ممن تعرف عليهم الضحايا في احتفالات بوجلود بأكَادير وإنزكَان والدشيرة وعدد من مناطق سوس،حيث تم تقديم صباح يوم الجمعة 16غشت 2019 ستة أشخاص لدى النيابة العامة لدى ابتدائية أكادير،بتهمة السكرالعلني والسرقة والإعتداء على المارة بواسطة السلاح الأبيض،فيما اعتقلت النيابة العامة بابتدائية إنزكَان حوالي 8 أشخاص في هذه النازلة. وكانت المصالح الأمنية بولاية أمن أكادير،قد شددت من خلال حملات أمنية موسعة بكل من مدينة انزكان والدشيرة وحي تيكيوين بمدينة أكادير،ومناطق أخرى تزامنا مع احتفالات بوجلود مساء أيام الثلاثاء، الأربعاء والخميس ،حيث تمكنت من اعتقال العديد من الأشخاص والمشتبه فيهم ممن كانوا في حالة سكر. وأوقفت من تنكروا في لباس الجلود وقاموا بالإختلاط بالسكان في أماكن مزدحمة للقيام بأعمال السرقة والنهب تحت التهديد بالسلاح الأبيض،بحيث حول الفرجة التقليدية إلى حالة من الشغب والفوضى من قبل ذوي السوابق القضائية وهم يحملون مختلف الأسلحة البيضاء ويمتطون دراجات نارية مسروقة. ولعل تسجيل هذه الإنفلاتات هوما دفع مصالح الأمن إلى تكثيف حملاتها الأمنية على أكثرمن مستوى بنصب سدود وتنقيط العديد من المشكوك فيهم بالأمكنة التي جرت فيها هذه الإحتفالات الأمر الذي جعل هذه الإحتفالات تمرفي عدد من الأحياء الأخرى في جو من الهدوء بعدما أبدى الكثيرمن المواطنين تخوفهم من بعض السلوكات الغربية المنحرفة التي يقوم بها بعض الشباب المتنكرين في جلود الماعز والغنم. وكان حريا على السلطات العمومية أن تشدد المراقبة الإستباقية قبل وقوع مثل هذه الأحداث المؤلمة،وذلك بمنع تنظيم هذه العادة التي ألفها المغاربة إلا إذا حصلت الجمعية المنظمة على ترخيص مسبق يكون مقننا بمكان محدد وزمان معين،مع إجبارها على تحمل مسؤوليتها في التنظيم بوجلود كما حدث ببعض المناطق بسوس التي تميزت بكرنفالها التنكري المنظم سنويا بإحكام. فنحن لسنا ضد هذه العادة الكرنفالية الموروثة منذ القدم،بل ضد ما يرافقها من عنف واعتداء وسرقة من قبل منحرفين ذوي سوابق قضائية في السكر والسرقة والإتجار في المخدرات،حيث يستغلون هذه المناسبة ليمارسوا أفعالا إجرامية وهم متنكرون في جلود الأضاحي بعد أن يكونوا قد وضعوا على وجوههم مساحيق وأقنعة لإخفاء وجوهمم حتى لا يتعرف عليهم ضحاياهم.