تشن البوليزاريو وأصدقاؤها بإسبانيا حملة على حكومة ماريانو راخوي للدفاع عن الأطروحة الانفصالية، وذلك بعد أن أصبح الجار الشمالي منذ مطلع السنة ولمدة سنتين عضوا غير دائم بمجلس الأمن وتوالت البيانات والمطالب التي تدعو مدريد إلى اغتنام فرصة تواجدها بمجلس الأمن للدفاع عن « تقرير المصير» كما تتصوره البوليزاريو وحلفاؤها، خصوصا في سنة تعتبر جد مهمة بالنسبة للنزاع المفتعل حول الصحراء ، غير أن وزير الخارجية الإسباني وضع النقاط حول الحروف، حيث، وفي جواب على سؤال طرح عليه بالبرلمان، أكد على مواقف حكومته من هذا النزاع، مشددا على أن مدريد تدافع عن حل سياسي متوافق عليه بين الطرفين، وأنها ترفض أي حل يتم فرضه بالقوة، مؤكدا على ضرورة التفاوض للتوصل إلى هكذا حل. وفيما ستتوجه الأنظار إلى مجلس الأمن مع نهاية شهر أبريل، حيث سيتداول فيه أعضاء المجلس حول الموضوع، يبقى الغائب الأكبر هو المبعوث الشخصي للأمين العام كريستوفر روس، الذي لم يقم بزيارة للمنطقة منذ عدة أشهر وحسب أنباء متطابقة، فإن حالة الجفاء القائمة بين المغرب وروس، علقت زيارته إلى المنطقة، وتناقلت عدد من المصادر معلومات عن احتمال إقدام الأمين العام الأممي بان كيمون على تعيين مبعوث شخصي جديد يحظى بقبول الطرفين وليس طرف واحد، ويقدم تصورا أو مقاربة جديدة لإحياء المفاوضات الجامدة وإعطاء دفعة جديدة حول حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع المفتعل. وإذا كانت الأشهر الأربعة المتبقية من عقد اجتماع مجلس الأمن مدة كافية لاستشراف الآفاق الممكنة، إلا أن التطورات المتسارعة توضح أن الأرضية التي تقف عليها البوليزاريو آخذة في التآكل، فالجزائر التي تبنت هذه الحركة وتمولها تعيش أزمة غير مسبوقة بفعل التراجع الدرامي لأثمان المحروقات التي تشكل 97 في المائة من عائداتها، مما سيؤثر على تمويل الدعاية واللوبي المساند للبوليساريو في المحافل الدولية. نفس الوضع تعرفه جمهورية فنزويلا، أحد الداعمين الرئيسيين للبوليساريو، فالمحروقات تشكل 96 في المائة من عائدات هذه الدولة الأمريكية الجنوبية، وتؤكد التطورات المتعلقة بانخفاض أسعار المحروقات أن فنزويلا تصارع لحماية موازنتها من الانهيار ، حيث وصلت نسبة التضخم إلى 63 في المائة. دولة أخرى تعتبر من أكبر مساندي البوليساريو تشهد تطورات سيكون لها تأثير سلبي على البوليساريو، ويتعلق الأمر بكوبا التي فتحت قنوات اتصال مع الولاياتالمتحدة بوساطة من الفاتيكان، ويسعى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو إلى وضع حد للقطيعة مع الولاياتالمتحدة، التي تضع شروطا اقتصادية وسياسية لرفع الحظر عن الجزيرة الشيوعية، ومن بين ذلك انفتاح اقتصادي والتخلي وتغيير سياستها حول النزاع بعدد من المناطق.. ومن المتوقع أن يكون الموقف من النزاع حول الصحراء المغربية أحدها