قالت مصادر إسبانية إن خافيير سرقسطة المدعي العام لدى المحكمة الوطنية الإسبانية وهي أعلى هيئة جنائية إسبانية أجرى اتصالا مع المدعي العام للجمهورية في باريس، فرانسوا مولان، غداة الهجوم الإرهابي الذي استهدف صحيفة «شارلي إيبدو» مبديا استعداد السلطات القضائية الإسبانية للتوسط بين باريسوالرباط من أجل إعادة قطار التعاون ضد الإرهاب إلى سكته بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين في الآونة الأخيرة والتي كان من نتائجها تعليق التعاون القضائي بين الطرفين. وأضافت ذات المصادر أن خافيير سرقسطة أبدى استعداده للتوسط بين الطرفين لتقوية التعاون بين السلطات القضائية في الرباطوباريس من أجل مكافحة الشبكات الإرهابية المستقرة في شمال إفريقيا والتي تتغدى من مقاتلين قادمين من دول جنوب أوروبا. وكان خافيير سرقسطة قد حل بالمغرب في دجنبر الماضي حيث عقد اجتماعا مع حسن داكي وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وخصص الاجتماع لدراسة ظاهرة الإرهاب، كما التقى الاثنان قبل ذلك في أكتوبر الماضي بقرطبة التي احتضنت مؤتمرا حول الإرهاب حضره أيضا فرانسوا مولان بالإضافة إلى فريدريك فان لوف، المدعي العام الفيدرالي ببلجيكا مؤتمر قرطبة الرباعي بين المغرب، إسبانيا، فرنسا وبلجيكا عبر آنذاك عن قلق الاطراف الأربعة الشديد من تنامي التهديدات الإرهابية في المنطقة، وتم الاتفاق على الحفاظ على قنوات التعاون وتبادل المعلومات حول عمليات تجنيد المقاتلين للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق والساحل وتفيد معطيات رسمية أن ما يناهز 5 آلاف شخص من دول الاتحاد الأوروبي توجهوا للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية بسوريا والعراق في سنة 2014، وأن 80 في المائة منهم انضموا إلى تنظيم « الدولة الإسلامية» وتضيف نفس المعطيات أنه بين أهداف هؤلاء العودة إلى بلدانهم والقيام بأعمال إرهابية ضد الدول الغربية.. وتؤكد إسبانيا رسميا أن التعاون الوثيق مع المغرب مكن من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تنشط في البلدين، وأحبطت العديد من عمليات الاستقطاب وإرسال مقاتلين إلى سوريا والعراق، ويعتبر التعاون القضائي بين البلدين جزءا رئيسيا في هذا الإطار.