حقق المنتخب الوطني فوزا مستحقا على كوت ديفوار مساء الجمعة الأخير بملعب السلام، في ثاني مباريات المجموعة الرابعة من بطولة كأس أمم افريقيا المقامة بمصر. وقدم عرضا مقنعا نال به استحسان وإعجاب من تابعه، خصوصا العدد الكبير من الجمهور المغربي الذي ملأ مدرجات الملعب وحل معظمه صبيحة يوم المباراة، كما عاينت الجريدة في مطار القاهرة الدولي. كما واكبت الجريدة أمام بوابات الملعب، و منذ الساعة الثانية ظهرا، أي قبل انطلاق اللقاء بخمس ساعات، توافد الجماهير المغربية التي واجهت صعوبة في الولوج، بعد أن رفض المنظمون السماح لمن لا يحمل بطاقة المشجع بدخول الملعب، علما بأن عددا كبيرا من مشجعي المنتخب الوطني تسلموا التذاكر في مطار القاهرة، مباشرة بعد مغادرتهم للطائرات التي أقلتهم، حيث وجدوا موظفي الجامعة الملكية المغربية في انتظارهم لتسليمهم التذاكر والأقمصة والرايات المغربية، إلا أنهم لم يكونوا يتوفرون على بطاقة المشجع ولم يتمكن بالتالي عدد منهم استخراج البطاقة لعطل طرأ في الموقع الرسمي لشركة " تذكرتي" المشرفة على عملية توزيع بطاقات المشجع. وعاينت الجريدة تدخل الأمن المصري، الذي تعامل مع احتجاج الجمهور المغربي بسلاسة متفهما موقفه، وانتظر الجميع قرابة الساعتين ليتم حل المشكل بعد تدخل الجامعة، التي أكد مصدر قريب منها أنه فتح نقاش بين رئيسها فوزي لقجع ومسؤولي الكاف خلص بالسماح للجمهور المغربي بولوج الملعب بالتذكرة فقط دون بطاقة المشجع "فان آيدي". داخل الملعب، وخلال عملية التسخينات، انخرط الجمهور الجزائري في تشجيع المنتخب المغربي ووقف إلى جانب الجمهور المغربي على المدرجات، ورفع العلمان المغربي والجزائري ومعهما العلم المصري، مما أضفى على الملعب أجواء احتفالية، كان واضحا أنها أثرت في لاعبي الفريق الوطني الذين أبدوا حماسا عاليا منذ انطلاق المباراة، كما أبدوا تركيزا وبصموا على حضور تقني جد متميز. وسيطر المنتخب الوطني على خط الوسط ما منحه التفوق على مستوى امتلاك الكرة وعلى بسط هيمنته والاندفاع نحو مرمى حارس الكوت ديفوار، وتكرار المحاولات الهجومية التي أثمرت واحدة منها عن تسجيل هدف التقدم بواسطة يوسف النصيري في الدقيق 23 من الشوط الأول، بعد عملية منسقة قادها نجم المباراة نورالدين امرابط، وختمها بتمريرة ذكية لزميله النصيري، لتنطلق احتفالات الجماهير الحاضرة. ولم تتوقف الاحتفالات خلال الشوط الثاني، بعد أن واصل لاعبو المنتخب الوطني تقديم العرض الجيد، الذي بدأوا به الشوط الأول، بالرغم من تقدم الفريق الإيفواري بحثا عن تسجيل هدف التعادل. تقدم الإيفواريين قابله هيرفي رونار بإجراء بعض التغييرات كان صائبة وفعالة، حيث ركز على إدخال لاعبين بطراوة بدنية جيدة، ما منح نفسا جديدا في صفوف المنتخب الوطني. لتنتهي المباراة بفوز ثمين وهام للفريق الوطني الذي أضحى على مسافة قصيرة جدا من ضمان الحضور في الدور الثاني من البطولة، شريطة تحقيقة لنتيجة إيجابية يومه الاثنين خلال المباراة الثاثلة أمام منتخب جنوب افريقيا. هذا الأخير، اتسعت دائرة طموحه ببلوغ الدور الثاني بعد تحقيقه للفوز بهدف لصفر أمام ناميبيا، في المباراة التي أجريت يوم الجمعة ومباشرة بعد نهاية لقاء المغرب وكوت ديفوار. فوز المنتخب الوطني وكما أسعد الجمهور المغربي، فقد أسعد في نفس الوقت المدرب هيرفي رونار، الذي عبر عن سعادته بتحقيق الفوز مؤكدا أنه محظوظ في وجود مجموعة من اللاعبين الجيدين. فيما قال مصطفى حجي، إن المنتخب الوطني استحق الفوز بعد أن قدم لاعبوه أداء رائعا. ولم يخف حجي أن الهدف هو الظفر بالكأس، معتبرا أن المنتخب الوطني يتوفر على على كل المقومات لبلوغ هذا الهدف.