لم تكن نهاية مباراة أولمبيك خريبكة والوداد البيضاوي، في قمة الجولة 15 من الدوري الاحترافي، التي جرت مساء أول أمس بمركب الفوسفاط بمدينة خريبكة، عادية وهادئة. فقد اندلعت أعمال عنف وشغب بجماعة ثلاث لولاد، التي تبعد بحوالي 24 كلم عن مدينة الفوسفاط، أسفرت عن اعتقال 17 من مشجعا، كشفت مصادر من عين المكان، على أنهم من عشاق فريق الوداد، عقب تراشق بالحجارة مع مجموعة من الشبان، مما تسبب في كسر زجاج سيارات للقوات المساعدة والمشجعين. وتسببت هذه الأحداث في إصابة أكثر من 15 مشجعا، بعدما فوجئ أنصار الفريق الأحمر، في طريق عودتهم إلى مدينة الدارالبيضاء، بمجهولين أمطروا سياراتهم بوابل من الحجارة، ليرد عليهم الأنصار الوداديين بالمثل، كان من بينهم حسب مصادر أمنية فرد يتحوز سلاحا أبيض. هذا التراشق بالحجارة أصاب سيارات العديد من المشجعين الوداديين بخسائر فادحة، كما نتج عنه انقلاب سيارة من الحجم الكبير، كان على متنها 15 فردا، بعد اصطدامها بعمود كهربائي. وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى المحلي لمدينة ابن أحمد لتقلي العلاجات الضرورية، في حين نقل خمسة منهم إلى مدينة الدارالبيضاء، نظرا لكون الإصابات التي تعرضوا لها كانت على مستوى الرأس، وتستدي تدخلا عاجلا وإمكانيات ليست متوفرة بمستشفى ابن احمد. وخلفت هذه الأحداث حالة كبيرة من الرعب، خاصة بالنسبة لسائقي السيارات، الذين قادتهم الصدفة والقدر إلى استعمال هذه الطريق. وكانت أعمال استفزازية بين جماهير الوداد وأنصار أولمبيك خريبكة، سبقت هذه الأحداث، ودعت المصالح الأمنية إلى فتح تحقيق، كما فرضت مرافقة أمنية لتنقل أنصار الفريق الأحمر إلى مدينة خريبكة. وهي المرة الثانية التي تقع فيها أحداث من هذا القبيل، وعلى مستوى نفس المنطقة، بعد تلك التي أعقبت نهاية مباراة الوداد وشباب أطلس خنيفرة، التي احتضنها مركب الفوسفاط، بسبب إغلاق مركب محمد الخامس من أجل الإصلاح. وفي سياق متصل، عبرت جمعيات محبي الفريق الفوسفاطي عن استنكارها لهذه الأحداث، مؤكدة أن الجمهور الخريبكي لا مسؤولية له فيما وقع، خاصة وأن السلطات الأمنية أخلت كل الشوارع بالمدينة، قبل أن يتم إخراج الجمهور الودادي من الملعب. واعتبرت بيانات من جمعيات محبي الفريق أن السبب في وقوع هذه الأحداث يعود بالأساس إلى عمليات انتقام وتصفيات حساب، من طرف شباب هذه الجماعة، نتيجة أحداث سابقة وقعت بالجماعة المذكورة، أعقبت لقاء الوداد وشباب خنيفرة.