فقد المغرب أحد عباقرة الطب الوطني وأحد أساتذة البحث العلمي الذين عرفهم تاريخ المغرب المعاصر المرحوم الأستاذ الدكتور عبد اللطيف بربيش الذي ووري الثرى بعد صلاة عصر الخميس فاتح يناير 2015 بمقبرة الشهداء بالرباط. وكان رحمه الله قيد حياته أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية وعميدا لكلية الطب بالرباط، ورئيس قسم الطب الباطني بمستشفى ابن سينا، وسفيرا سابقا لدى دولة الجزائر الشقيقة. تميز بخصال نبيلة وسمو الأخلاق والتواضع والعلم والمهنية والكفاءة العالية، وبتشجيع البحث العلمي والمساهمة في تطوير العلاج وتكوين الكفاءات الطبية العالية. المرحوم الدكتور بربيش يعتبر من بين أربعة أساتذة أطباء الأوائل الذين عرفهم المجال الطبي والصحي بالمغرب، وهم على التوالي إضافة الى المرحوم الأستاذ الدكتور عبد اللطيف بربيش والأستاذ الدكتور عبد الهادي مسواك المختص في أمراض الجلد، والمرحوم الأستاذ الدكتور عز الدين العراقي المختص في أمراض الرئتين والجهاز التنفسي ووزير التربية الوطنية السابق رحمهم الله ، والأستاذ الدكتور عبد القادر التونسي مختص في الجراحة العامة أطال الله في عمره، وهي الثلة الأولى من الأطباء المغاربة الذين افتتح على أيديهم مستشفى ابن سينا سنة 1954 بجانب عدد قليل من الأطباء والممرضين المغاربة والفرنسيين، وساهموا في تطويره الى أن أصبح أول مستشفى جامعي بالمغرب كما يرجع لهم الفضل في في تأسيس أول كلية الطب والصيدلة بالمغرب في 5 شتنبر 1962. وجد الأستاذ الدكتور المرحوم عبد اللطيف بربيش ورفاقه أنفسهم أمام مسؤولية وطنية كبيرة، ورسالة إنسانية في تأسيس منظومة صحية وطنية مباشرة بعد حصول المغرب على استقلاله، وأمام مسؤولية عظمى لتكوين الأطباء والممرضين المغاربة لتغطية الفراغ الذي تركه الأطباء الفرنسيون من خلال القيام بالتدريس في كلية الطب بالرباط، وتأطير وتكوين الأطباء والممرضين أثناء التدريب السريرية والقيام بالتشخيص والعلاج والجراحة، ويرجع الفضل لهم في تكوين المئات من الأطباء والطبيبات والممرضات والممرضين والقابلات وتخصصات طبية متعددة . رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وأسرته الكريمة والأسرة الطبية والصحية بالمغرب جميل الصبر والسلوان وأصدق المواساة . وإنا لله وإنا إليه راجعون .