تستعد الجمهورية الاسلامية الايرانية لإعادة فتح سفارتها بالمغرب واستئناف طهران لعلاقاتها الديبلوماسية مع الرباط. وكشفت "مرضية أفخم" في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، وهي تؤكد استئناف كل من طهرانوالرباط العلاقات الثنائية بين البلدين، أن المغرب بصدد إعادة فتح سفارته وتعيين سفير له في طهران. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية أن الاعلان عن استئناف العلاقات بين الرباطوطهران كان إثر المحادثات الهاتفية التي جرت العام الماضي ما بين وزيري الخارجية الإيراني والمغربي. وكانت الخارجية الايرانية أعلنت عن موافقة رئيس الجمهورية الايرانية، حسن روحاني، على تعيين محمد تقي مؤيد سفيرا لها لدى المغرب من بين عشرة سفراء اقترحهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، همت فضلا عن المغرب كل من بروناي، مدغشقر، بنغلاديش، البرتغال، شيلي، فلندا. وفي الوقت الذي جاء فيه إعلان محمد تقي مؤيد، الذي سبق وشغل مصب سفير لبلاده في كل من تونس وهولندا واليونان، سفيرا جديدا لإيران بالمغرب، لا تزال الخارجية المغربية تلتزم الصمت، ولم تعلن رسميا عن استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. ومن المنتظر أن يقوم المغرب بالإعلان عن سفيره لدى الجمهورية الاسلامية الإيرانية في القريب من الايام بعدما تنتهي السلطات الايرانية من دراسة ملف مرشح الرباط لشغل مصب سفير لديها في طهران والتأشير بالإيجاب على طلب اعتماد سفير جديد للمغرب على أراضيها. وكان المغرب وإيران قررا منذ حوالي السنة استئناف العلاقات الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ قرابة خمس سنوات بسبب خلاف بين البلدين حول الملف البحريني. واعتبر حضور ممثل إيراني الاجتماع الاخير في مراكش للجنة القدس التي أنشأها المغرب في 1975 للحفاظ على هوية القدس، مؤشرا على تحسن العلاقات بين البلدين. كما يأتي قرار المغرب بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في ظل التقارب الحاصل بين إيران والغرب، ومنها الولاياتالمتحدة في أعقاب التفاهم التاريخي حول المشروع النووي الإيراني وفي الوقت ذاته، في ظل الانفتاح الحاصل في الرئاسة الإيرانية مع وصول حسن روحاني. وكان المغرب قد قطع العلاقات مع إيران في بداية مارس من سنة 2009، وقدم وقتها عددا من الأسباب لهذا القرار أبرزها تصرف دبلوماسي غير مناسب من طرف وزارة الخارجية الإيرانية تجاه القائم بالأعمال في سفارة المغرب في طهران على خلفية تصريحات صادرة عن مسؤولين إيرانيين يعتبرون البحرين أراض تابعة لبلادهم. كما نددت الخارجية المغربية في مارس 2013 بنشاطات ثابتة للسلطات الايرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي»، مضيفة أن «هذه الاعمال تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة وتعارض قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي». ورفضت إيران هذه الاتهامات بالتدخل وقالت إن قرار المغرب فاجأها بعد أن أكدت أنها تحترم سيادة البحرين.