واصلت قيادة البوليساريو حملتها القمعية ضد النشطاء المعارضين بمخيمات تندوف، حيث تعرض المدون محمود زيدان، مساء أول أمس، إلى الاختطاف ولا يزال مكانه مجهولا. وكان المدون محمود زيدان تعرض بدوره للتهديد بقصد ثنيه عن الكتابة ضد فساد البوليساريو، وكشف عن ذلك في آخر تدوينة له عبر صفحته على الفيسبوك قائلا: «يريدون إفراغ المخيمات من كل صوت مخالف، أو يصمتوا بالسجن أوالترهيب. تروج البوليساريو بأن قائمة المستهدفين لا تزال مفتوحة، لحمل المدونين على مغادرة المخيمات، أو الصمت عن انتقاد قيادة الجبهة حتى تنهي مؤتمرها الذي سيبدأ التحضير له في غضون أيام». وقبل زيدان تعرض الناشط الصحراوي مولاي أبا بوزيد، وهو عضو في «المبادرة الصحراوية للتغيير» ومعروف بانتقاده لقيادة الجبهة على مواقع التواصل الاجتماعي، للاختطاف يوم الاثنين على يد عناصر تنتمي إلى ما يسمى بالدرك الوطني. وفي اليوم الموالي، الثلاثاء، تم اختطاف الناشط فاضل ابريكا، المنتمي بدوره إلى «المبادرة الصحراوية للتغيير» والناطق الرسمي باسم تنسيقية الكشف عن مصير الخليل أحمد، من طرف الأمن التابع لجبهة البوليساريو، حيث أفاد مقربون منه أن هاتفه توقف عن تلقي إشارة ولا تعرف أسرته وأصدقاؤه مكان تواجده. وأثارت موجة القمع هذه ردود فعل واسعة داخل المخيمات وعلى مستوى المواقع الإخبارية التي لا تتحكم فيها قيادة الجبهة وأيضا على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي. وقد وصل صدى هذه الحملة القمعية إلى الأممالمتحدة، حيث تم التنديد أمام لجنة ال24، الهيئة الفرعية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف والقيود المفروضة من قبل قيادات «البوليساريو» على حرية التنقل والتعبير بالمخيمات. وفي هذا الإطار كشفت الناشطة الجمعوية المغربية بالولايات المتحدة، ثورية حميين أن مخيمات تندوف عرفت، مؤخرا، حملة قمعية شرسة تميزت بالاستعمال المفرط للعنف والقمع ومصادرة الحقوق والحريات، خلفت العديد من الضحايا في صفوف سكان المخيمات الذين اضطرتهم الإجراءات التعسفية التي فرضتها «البوليساريو» إلى الخروج إلى الشارع والتظاهر رفضا للقيود المفروضة على حركة التنقل. وأبرزت الناشطة أن المخيمات تعيش جميع أنواع التضييق والمصادرة، التي تضرب بجميع المواثيق الكونية لحقوق الإنسان عرض الحائط. وذكرت أن هذه الإجراءات التعسفية دفعت مجموعات متفرقة من ساكنة المخيمات إلى تنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية للمطالبة بحرية التنقل، واجهتها مليشيات «البوليساريو» بالقمع عبر الاستعمال المفرط للقوة في حق مدنيين عزل وتخريب الممتلكات الخاصة لسكان المخيمات. بدورها نددت الفاعلة الجمعوية المغربية بالولايات المتحدة، زبيدة سعاد كريسكا، خلال اجتماع لجنة ال24 بالوضع «اللاإنساني الخطير» السائد في مخيمات تندوف، حيث يتعرض السكان الصحراويون المحتجزون للعديد من الانتهاكات. وقالت كريسكا، خلال اجتماع اللجنة بنيويورك، «لقد حان الوقت لإقرار المجتمع الدولي بشكل كامل بالانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان التي تقترفها «البوليساريو» في مخيمات تندوف، والتحرك بسرعة لوضع حد لهذه الانتهاكات التي تستهدف ساكنة محتجزة ضدا عن إرادتها». وشددت على أنه «يتعين السماح لهؤلاء السكان، الخاضعين لحصار عسكري، بالعودة بحرية إلى الوطن الأم، المغرب»، مشيرة إلى أن ميليشيات «البوليساريو» المسلحة تفرض مراقبة على مخيمات تندوف الأربعة من خلال عزلها وتطويقها بقواعد عسكرية. وأوضحت الناشطة الجمعوية أن سكان مخيمات تندوف لا يتمتعون بأي وضع ولا أحد يعرف عددهم الحقيقي بسبب منع أي إحصاء لهم، على الرغم من النداءات المتكررة من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن.