قضت غرفة الجنايات الاستئنافية باستئنافية الجديدة، مؤخرا ، في الملف المتابع فيه قاتل والده الأستاذ الجامعي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، بإعفائه من العقاب وإيداعه مستشفى الأمراض العقلية، على إثر نتيجة الخبرة الطبية التي أوضحت أنه كان يعاني مرضا عقليا ونفسيا لحظة ارتكابه الجريمة. ونقضت محكمة النقض الحكم الصادر في حقه والقاضي ابتدائيا واستئنافيا بإدانته بالإعدام من أجل القتل العمد في حق أحد الاصول مع سبق الإصرار. ونفى المتهم المنسوب إليه أثناء مثوله أمام هيأة الحكم ابتدائيا واستئنافيا، متظاهرا بأنه فاقد لقواه العقلية، إذ لم يجب عن أسئلة رئيس الهيأة، إلا بعد الإلحاح عليه مرات متعددة ، بعدما نفى اعتداءه على والده ، مشيرا إلى أنه تركه نائما وغادر بيته. وأنه أشعر بمقتله من خلال الصحافة. قبل أن تتم مواجهته بتصريحاته أمام الضابطة القضائية، ولم يستطع الإجابة عن أسئلة رئيس الهيأة. وكانت جريمة القتل قد تزامنت مع عيد الأضحى، اذ لفت انتباه جيران الأستاذ الجامعي الهالك خلال اليوم الموالي للعيد، وجود كبش العيد بمنزله بعدما وجدوا الباب مفتوحا ، واكتشفوا جثة الضحية غارقة في الدماء، فتم إشعار المصالح الأمنية حيث توجهت الفرقة التقنية والعلمية، ووجدت الضحية نائما فوق سريره، وعاينت آثار الضرب على رأسه، وتبين للمحققين أن الهالك تعرض للاعتداء بواسطة أداة أثناء نومه. ولاحظت علامات جر الجثة على الأرض، وخلصت إلى أن الجاني قام بفعلته بغرفة النوم قبل أن يعمد إلى محاولة التخلص من الجثة بجرها نحو الحمام. وواصلت الضابطة القضائية التابعة لمصالح الشرطة القضائية بالجديدة تحرياتها ،وحصلت على عدة معطيات حول الضحية وأقاربه ، وكشفت أنه يعيش لوحده بالجديدة، فيما تعيش زوجته المطلقة بالمحمدية رفقة أبنائها. وصرح أحد الشهود حينها أنه شاهد ابنه يتردد على المنزل ذاته. وانتقلت الضابطة نفسها إلى المحمدية، وبعد بحث دقيق، تمكنت من إيقافه بتراب جماعة مولاي عبد الله ، ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، واستمعت الضابطة القضائية للمتهم، فصرح أنه كان يعيش مع والدته بالمحمدية، إلا أنه ، ونظرا لسوء معاملتها له وتفضيلها لإخوانه، اضطر إلى التوجه إلى الجديدة للعيش مع والده، الذي يشتغل أستاذا لمادة العلوم الفيزيائية بكلية العلوم التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، مضيفا أن والده كان يعامله معاملة سيئة، وكان يأمره بالقيام بأشغال المنزل وكان يعاتبه دائما على عدم نجاحه في حياته، و يوجه له السب والشتم ويصفه بالفاشل، و دوما يهدده بالطرد، بل عمل على طرده عدة أيام وتوجه عند والدته التي طلبت منه العودة عنده. واعترف أنه يوم الحادث، انتظر دخول والده إلى غرفة نومه وقرر الانتقام منه وتصفيته بعدما تتبع خطواته، ولما تأكد من خلوده إلى النوم، عمل على حمل قنينة غاز من الحجم الكبير وهوى بها على رأسه وأعاد الكرة عدة مرات إلى أن فارق الأب الحياة ؟