أجمعت كلمات المتدخلين في اللقاء الجهوي التواصلي الذي ترأسه بمدينة أكَادير وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي محمد ساجد، مساء يوم الاثنين 10يونيو2019،على كون هذه الوجهة السياحية تعيش ركودا سياحيا ملحوظا انطلاقا من عدة مؤشرات من أبرزها: تراجع عدد السياح الأجانب، إغلاق عدة وحدات فندقية لأسباب مختلفة، تراكم الديون والضرائب على معظم المؤسسات السياحية، ضعف الترويج والتسويق للمنتوج السياحي بالأسواق العالمية، ضعف الدعم المادي المقدم للمهنيين من طرف الدولة من أجل تأهيل الوحدات السياحية المختلفة، عدم مواكبة النقل الجوي لطموحات مهنيي القطاع، التنافسية الشديدة التي يعرفها القطاع وطنيا ودوليا. وكانت كلمة والي جهة سوس- ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، أحمد حجي، ملخصة لكل المعيقات التي تحول دون النهوض بالقطاع، بحيث ذكرت بالتفصيل كل الإكراهات والمعيقات، التي كانت لها آثار سلبية على السياحة بالمدينة، على كافة المستويات، بحيث وضعت كلمته الأصبع على مكامن الداء كما يقال. كما تكلم بإسهاب عن المعيقات التي تحول دون تحقيق القطاع للطفرة التي عرفتها وجهات أخرى، على الرغم من كون جهة سوس- ماسة تمتاز بغنى مؤهلاتها وثراء عروضها التي تشمل جميع أنواع السياحة: الشاطئية والجبلية والأيكولوجية والصحراوية والثقافية والعمرانية… بل أكثر من ذلك قام والي الجهة بتشخيص الوضعية الراهنية للسياحة بالمدينة والجهة والتي تحتاج إلى رجة قوية وتدخل تشاركي من كافة المتدخلين للخروج من هذه الأزمة واسترجاع ريادة المدينة وطنيا بعدما تراجعت رتبتها منذ عدة سنوات لأسباب كثيرة، بعضها يرجع إلى غياب التنشيط السياحي والبعض الآخر يعود إلى سوء التسيير للوحدات الفندقية وعدم تأهيلها وتجديدها وتراجع إقبال البواخر السياحية على المدينة وتراجع الخطوط الجوية المباشرة. وإذا كانت جل كلمات المتدخلين من المهنيين والمنتخبين بجهة سوس -ماسة قد غلبت عليها لغة التشكي والتباكي كالعادة، فإن كلمة وزير السياحة وردوده، فاجأت الجميع،عندما أرجع أسباب الركود إلى المهنيين أنفسهم الذين عجزوا عن النهوض بهذا القطاع، من خلال تقاعسهم عن إعادة النظر في طريقة العمل والتسيير للقطاع، سواء على المستوى الإداري أو المالي. ولذلك طالب الوزير مجددا المهنيين العمل على تأهيل حوالي 32 فندقا يضم 15 ألف سرير،لأن معظم هذه الوحدات قد شاخت ولم تعد تواكب التطورالذي تعرفه الوجهات السياحة العالمية التي تميزت بجيل جديد من الفنادق والمركبات السياحية، وحثهم على البحث والابتكار لأشكال جديدة تلائم رغبات الزبناء الجدد من خلال الاستثمار في التنشيط السياحي، والتنويع في العرض السياحي، من خلال الاستثمار في السياحة الأيكولوجية والثقافية والخلفية كسياحة المأوي والمخيمات والمركبات.