احتضن السجن المحلي بوجدة، الأسبوع المنصرم ، الحفل الختامي للمسابقات الدينية لنزلاء المؤسسات السجنية الذي نظمته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع المجلس العلمي لوجدة تحت شعار «الإسلام دين تسامح وتكافل». وافتتح الحفل، بعد إفطار جماعي، بكلمة للمندوب الجهوي لإدارة السجون وإعادة الإدماج بجهة الشرق عبد العزيز هيني تحدث من خلالها عن المسابقات الدينية التي دأبت المندوبية على تنظيمها بشكل سنوي، والتي تندرج ضمن «التوجهات العامة للعناية الروحية والتربوية بنزلاء المؤسسات السجنية لترسيخ المبادئ السمحة للدين الإسلامي الحنيف ونشر قيم وثقافة التسامح لمحاربة الفكر المتطرف بالسجون» ، متطرقا إلى برامج تأهيل المعتقلين لإعادة الإدماج، مشيرا إلى أنها تحتل حيزا كبيرا ضمن استراتيجية المندوبية «وما الاحتفاء اليوم بهؤلاء النزلاء المتفوقين بمختلف المسابقات الدينية إلا دليل على المجهودات المبذولة لتأطير السجناء في المجال الديني لتسهيل اندماجهم في الوسط الاجتماعي بعد الإفراج تنفيذا للتوجهات الملكية لجعل الفضاء السجني مدرسة لإعادة التربية والتكوين» ، مضيفا بأن المندوبية العامة انخرطت في مجموعة من الأوراش الكبرى من خلال إطلاق العديد من البرامج من بينها برنامج «مصالحة الموجه للسجناء المحكومين على خلفية التطرف والإرهاب والذي يروم تحقيق ثلاثة أهداف وهي المصالحة مع الذات، المصالحة مع المجتمع والمصالحة مع النص الديني»… وأشار المتحدث إلى «إطلاق مجموعة من البرامج لتأهيل السجناء أهمها برنامج الجامعات بالسجون وبرنامج المحاضرات العلمية والمقاهي الثقافية ببعض المؤسسات السجنية، زيادة على تنظيم الملتقى الصيفي للأحداث وإطلاق البث الأول لإذاعة إدماج مع تنظيم المهرجان الثقافي للسجناء الأفارقة». و»لتحقيق هذا الهدف – يتابع المتحدث – « تم بناء مركبات سجنية جديدة تستجيب للمعايير الحقوقية وتتماشى مع التزامات المملكة في هذا الباب من أجل تحسين الشروط الضرورية للإيواء، ومعالجة مشكل الاكتظاظ من خلال إغلاق مؤسسات قديمة وافتتاح مؤسسات جديدة…». ودعا المندوب الجهوي كافة شركاء المندوبية، من قطاعات حكومية وغير حكومية، إلى «الانخراط بشكل فعال وإيجابي في البرامج الإدماجية لتسهيل عملية إدماج واندماج السجناء في المحيط السوسيو اجتماعي والاقتصادي بعد الإفراج». من جهته، توجه رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة الدكتور مصطفى بنحمزة بكلمة توجيهية إلى النزلاء المشاركين في المسابقات الدينية من مختلف المؤسسات السجنية بالمغرب، الذين حضروا الحفل الختامي، مؤكدا لهم بأنهم في المجلس العلمي مستعدون للقائهم بعد خروجهم من السجن «بهدف توجيهكم حسب ما نستطيع، وأن نبحث على قدر المستطاع في الإشكالات التي يتخوف منها السجين حين يغادر المؤسسة السجنية»، مضيفا "لا ندري لعل الله حينما يجري على عبد هذا القدر يكون قد لطف به، وقد أحبه وارتضاه، وقربه إليه» مشيرا إلى أن عددا من النزلاء «ربما كانوا منشغلين بالحياة العاجلة، غير مهتمين بالقرآن الكريم، ولكنهم أصبحوا الآن من أهل القرآن» مضيفا "وكما كان هذا لطفا واختيارا من الله، ولو في هذا الظرف العصيب، فليكن ذلك سببا لمستقبل آخر، وقد خرج من هذه الدار شباب التقينا بهم في مثل هذا اللقاء، فحفظوا واشتغلوا واستدركوا وصححوا، فتغيرت حياتهم رأسا على عقب…» .ولفت المتحدث إلى «أن المغرب حاليا يتوفر على ظروف وفرص لم تكن متاحة من قبل ولا موجودة»، «حيث أن من يقرأ القرآن الآن بإمكانه الالتحاق بمعهد للعلوم الشرعية، وتتويج مساره التعليمي بالحصول على شهادات عليا تضمن له غدا مشرقا، وهذا هدف ليس بعيد المنال على شباب مثلكم». وبالنيابة عن النزيلات والنزلاء المشاركين في المسابقات الدينية، قدمت نزيلة من سجن عين السبع 2 بالدارالبيضاء، كلمة وجهت من خلالها عبارات الشكر للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والمجلس العلمي المحلي لوجدة على العناية التي خصصت لنزلاء المؤسسات السجنية… وعبرت عن استحسانها لتنظيم هذه المسابقات الدينية لفائدة النزلاء في شهر رمضان المبارك، معتبرة إياها تحفيزا ودفعا لهم ولغيرهم ليكونوا قدوة حسنة من داخل الفضاءات السجنية «التي تمثل في الواقع، مدرسة للتأمل والتهذيب، أو بمعنى آخر بداية جديدة نحو الأفضل والأصلح» تقول نزيلة سجن عين السبع 2. هذا، وقد تم توزيع جوائز مالية وهدايا عبارة عن مصاحف وكتب دينية ودروع على الفائزين بالمرتبة الأولى في المسابقات الدينية الثمان (حفظ الحديث النبوي الشريف، شرح وتفسير الحديث النبوي الشريف، أجمل صوت في الأذان، حفظ القرآن الكريم، تجويد القرآن الكريم، شرح القرآن الكريم، ترتيب سور القرآن الكريم، الإنشاد والمديح)، حيث عادت جائزة أجمل صوت في الأذان لنزيل من السجن المركزي مول البركي بآسفي، جائزة حفظ القرآن الكريم لنزيل من سجن مول البركي، جائزة تفسير وشرح القرآن الكريم فاز بها نزيل من السجن المحلي للعرائش، جائزة ترتيل القرآن الكريم عادت لنزيل بسجن عين برجة بالدارالبيضاء، وترتيب سور القرآن الكريم فاز بها نزيل بالسجن المحلي لبنسليمان، أما جائزة حفظ الحديث النبوي الشريف ففاز بها نزيل من السجن المحلي لمدينة ورززات، ونزيل من السجن الفلاحي العادر فاز بجائزة تفسير وشرح الحديث النبوي الشريف، فيما عادت المرتبة الأولى في الإنشاد والمديح لمجموعة «التوبة لفن المديح والسماع» بالسجن المحلي واد زم. وللإشارة، فقد عرفت هذه التظاهرة، والتي دأبت المندوبية العامة على تنظيمها للاحتفاء بالنزلاء المتميزين في البرنامج الوطني للمسابقات الدينية، مشاركة أزيد من 1900 نزيل من مختلف المؤسسات السجنية بالمملكة شارك منهم 100 في الإقصائيات النهائية التي شهدها السجن المحلي بوجدة يوم الاثنين 27 ماي 2019.