تصدرت لوكسمبورغ للمرة الأولى لائحة الوجهات المستقطبة للاستثمارات الخارجية المغربية المباشرة. وبلغ حجم الاستثمارات المباشرة للمغرب في لوكسمبورغ، التي تعد من «الجنات الضريبية» الأبرز في أوروبا، نحو 1.53 مليار درهم خلال سنة 2018، أي حوالي 19 في المئة من مجموع قيمة نفقات الاستثمارات الخارجية المباشرة للمغرب، وذلك مقابل 103 ملايين درهم في 2017. والمثير في الأمر أن لوكسمبورغ تعتبر من أبرز الملاذات الضريبية في العالم حسب تقرير المنظمة غير الحكومية أوكسفام، والتي أشارت إلى أن مخزون الاستثمارات الخارجية المباشرة الداخلة والخارجة لوكسمبورغ تعادل 8000 في المئة من إنتاجها الخام الداخلي. وتعمد الشركات متعددة الجنسية وبعض الأثرياء والشركات إلى إنشاء فروع في هذه الملاذات بغية التهرب الضريبي في بلدانها عبر تهريب أرباحها إلى هذه الفروع التي تتمتع في الغالب في الملاذات التي تنعدم فيها الضرائب. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، حسب أوكسفام، نموذج شركة الاتصالات فودافون التي تعزو 40 في المئة من أرباحها إلى فروعها في لوكسمبورغ ومالتا. وللإشارة فإن البرلمان الأوروبي ناقش في دجنبر 2017 مسألة إدراج لوكسمبورغ في اللائحة السوداء ل"الجنات الضريبية" التي يصدرها الاتحاد الأوروبي، غير أن الخلاف بين البرلمانيين حال دون ذلك. وتتميز لائحة الاتحاد الأوروبي السوداء للملاذات الضريبية باستثناء جميع الدول الأعضاء من الاتحاد. بالنسبة للاستثمارات الخارجية المغربية خلال 2018، لم يقتصر الأمر على لوكسمبورغ فقط، بل احتلت الإمارات المرتبة الثانية بحصة 15 في المئة من إجمالي الاستثمارات الخارجية، وهي الدولة المصنفة في اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي والمشهورة بمناطقها الحرة، وعلى رأسها جبل علي التي استقطبت عدة شركات مغربية. أما المرتبة الثالثة فاحتلتها هولندا بنسبة 13.2 في المئة من الاستثمارات المغربية المباشرة في الخارج. وللإشارة فإن منظمة أوكسفام اعتبرت في تقريرها أن هولندا، بالإضافة إلى لوكسمبورغ إيرلندا ومالتا، من الملاذات الضريبية التي تستجيب للمعايير التي حددها الاتحاد الأوروبي والمستوجبة للإدراج في لائحته السوداء. وعموما مثلت الاستثمارات المغربية الخارجية في هذه الدول الثلاثة 47.2 في المئة من إجمالي استثماراته الخارجية خلال 2018، وبلغت قيمتها 3.81 مليار درهم. وللإشارة فهذه تعد المرة الأولى التي تتصدر فيها الملاذات الضريبية الاستثمارات الخارجية للمغرب. ففي العام السابق (2017) تصدرتها مصر نتيجة استحواذ التجاري وفا بنك على بنك بيركلايز مصر، وتبعتها في الترتيب كوت ديفوار التي استقطبت استثمارات عقارية وصناعية مغربية. ثم فرنسا في المرتبة الثالثة، والتي تعد وجهة تقليدية للاستثمارات المغربية، وكانت تحتل المرتبة الأولى قبل أن تزيحها الدول الإفريقية في السنوات الأخيرة. وفي 2016 تصدرت اللائحة كوت ديفوار بحصة 23 في المئة من إجمالي الاستثمارات المباشرة للمغرب في الخارج، تليها فرنساوالإمارات.