تسبّب بائع متجول، زوال أول أمس الأحد 27 ماي 2019، في نقل عونين للسلطة يعملان بالملحقة الإدارية 17 بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء إلى المستشفى الجامعي ابن رشد على وجه الاستعجال، من أجل إجراء عملية جراحية لكل واحد منهما حتى يتسنى إنقاذهما. تفاصيل الواقعة تعود في ظاهرها إلى تدخل عون للسلطة المسمى «اب» وهو في الأربعينات من عمره، حديث الزواج، على مستوى زنقة المعمورة وشارع محمد السادس من أجل حث بائع متجول على التراجع إلى الخلف وفسح المجال أمام المارة، بكيفية قد تكون مفتقدة للسلاسة، مما جعل المعني بالأمر يستشيط غضبا فاستل سكينا ووجه به طعنة صوب كلية الضحية، الذي سقط مضرجا في دمائه. الاعتداء استنفر زميل الضحية « ع «، متزوج وله أبناء، وهو في الثلاثينات من عمره، الذي هبّ من أجل إيقاف المعتدي، الأمر الذي لم يتمكن منه، إذ سدد له بدوره طعنة على مستوى العنق ولاذ بالفرار تاركا السكين بجيد عون السلطة الضحية، مما خلق جلبة كبيرة على مستوى مكان الحادث، حيث سارع عدد من رجال الأمن وأعوان السلطة والقوات العمومية لتطويق مسرح الجريمة وتمت مطاردة المعتدي الذي أمكن إيقافه ونقله صوب مقر المنطقة الأمنية من أجل الاستماع إليه واتخاذ التدابير القانونية المعمول بها. حادث أرخى بظلاله القاتمة على أعوان السلطة بالمنطقة، الذين يكونون في مواجهة يومية مع حالات مختلفة، قد يسفر التدخل في تفاصيلها عن مثل هذا النوع من الحوادث، كما كشف عن طبيعة التدبير العشوائي لملف الباعة الجائلين على صعيد المنطقة التي تعيش فوضى عارمة في احتلال الملك العمومي على مدار السنة، وليس فقط في مناسبات بعينها، مما يجعل تدخل الأعوان وعناصر القوات العمومية وغيرهم بشكل فردي في بعض الأوقات لأجل تحرير الملك العمومي محكوما بالخطورة وردود الأفعال الغاضبة في بعض الحالات. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن تدخل الأطباء على مستوى مستشفى ابن رشد قد مكّن من إنقاذ عوني السلطة حيث يوجدان في وضعية صحية مستقرة، علما بأن الضحية الذي ظل السكين مغروسا في عنقه هو الذي عانى كثيرا بسبب تلك الإصابة إلى أن تم سحبه من جسمه.