حقق فريق نهضة بركان تأهلا تاريخيا إلى نهائي كأس الاتحاد الإفريقي، بعد فوزه بميدانه على الصفاقسي التونسي بثلاثة أهداف دون مقابل، في مباراة إياب نصف النهائي التي جمعت بينهما مساء الأحد، على أرضية الملعب البلدي ببركان. ولم يخيب الفريق البركاني آمال الآلاف من مناصريه، الذين حجوا لمساندته، وتمكن من تحقيق «ريمونتادا» تاريخية، عوض بها هزيمة الذهاب في مدينة صفاقس التونسية بهدفين للاشيء، ليدخل تاريخ أندية القارة من الباب الواسع. ولأن المطلوب في مثل هذه المواعيد هو الضغط مند الدقائق الأولى، ومفاجأة المنافس بهدف مبكر، فإن البركانيين تمكنوا من تحقيق مرادهم بطريقة مثالية، ولم يتركوا أي فرصة للفريق الخصم، لضغطوا على حامل الكرة، وأرغموا مدافعي الصفاقسي على السقوط في الأخطاء، وهو ما أثمر ضربة جزاء في الدقائق الخمس الأولى، انبرى لها بنجاح الهداف التوغولي «لابا كودجو»، ليفتح طريقا كان يبدو قبل أيام وعرا، فارتفعت عزيمة أبناء المدرب منير الجعواني، الذي كان قد أعلن قبل المباراة أنه فريقه قادر على قلب التوقعات، وأنه قادر على بلوغ النهائي، خاصة وانه سيكون مساندا من طرف مناصريه. وحرر هدف كودجو اللاعبين، ورفع درجة التصميم لديهم، لأحموا قبضتهم على المباراة وواصلوا ضغطم، فتمكنوا من إضافة الهدف الثاني من ضربة حرة مباشرة، أرسلها عمر النمساوي بطريقة جد متقنة في شباك الحارس التونسي في الدقيقة 19. ولم يكتف لاعبو نهضة بركان بهدف تعويض هزيمة الإياب، بل استمروا في الضغط على مرمى الحارس التونسي دحمان، بواسطة لابا كودجو، الذي يسجل يضيف الهدف الثالث، بعد تجاوز ثلاث مدافعين بحركة تقنية بديعة، لكن القائم وقف في جانب الصفاقسي. دقيقة واحدة بعد محاولة كودجو تمكن البوركينابي دايو من إيجاد طريق الشباك، وإعطاء الأسبقية لأول مرة في مجموع المبارتين لصالح «النهضة»، بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 31. وتمكن البركانيون من المحافظة على تقدمهم في الجولة الثانية، ولم يتركوا أي فرصة للتونسيين للعودة في المباراة، وكانوا قريبين أكثر من مرة من توقيع الهدف الرابع، لينتهي اللقاء على ايقاع تأهل تاريخي لفريق مدينة بركان لنهاية الكأس القارية لأول مرة في تاريخه. وبعد هذا التأهل التاريخي، قال مدرب نهضة بركان منير الجعواني إن فريقه تطور مع مرور السنوات، ووجد شخصية الفريق، الذي يفرض أسلوب لعبه نتيجة وأداء في المواعيد الكبرى. وأعرب الجعواني عن سعادته بهذا التأهل، معبرا عن أمله في أن يكتمل الحلم بالتتويج بكأس الكاف.