حلت لجنة مركزية تابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بسجن سيدي موسى بالجديدة، وذلك من أجل الاستماع إلى عدد من المسؤولين، على خلفية الصراعات الدامية التي نشبت بباحة السجن بين عصابتين إجراميتين بسبب مناطق النفوذ على تجارة الممنوعات. وأكد مصدر عليم أن لجنة التفتيش المركزية التي يترأسها فؤاد محيل المفتش العام لمديرية السجون، وتضم الموارد البشرية والاقتصاد ومستشاري المندوب ينتظر أن تكون استمعت إلى رئيس المعقل ومدير السّجن وموظفين، خصوصا وأن الموظفين تركوا المواجهات مستمرة لساعات ولم يكلف أحداً نفسه عناء التدخل والحيلولة دون وقوع أحداث داخل المؤسسة السجنية المذكورة. وكانت الساحة الشرفية للسجن المحلي سيدي موسى بالجديدة تحولت الى شبه ساحة حرب تطاحن بها أفراد عصابتين إجراميتين تنشطان داخل السجن المذكور في مجال ترويج المخدرات، حيث تسعى كل عصابة إلى الانفراد وبسط السيطرة على سوق ترويج المخدرات الذي يغري الكثيرين نظرا لكثرة عدد المدمنين وللنشاط المسجل. المواجهات المذكورة، وفق ما أكدته مصادر استعملت فيها الأسلحة البيضاء ما بين العصابة الأولى، التي يتحدر أفرادها من الجديدة ويقبعون بحي التوبة«، وعصابة ثانية يتحدر أفرادها من مدينة أزمور ويقبعون بحي» الرجا وقد استنفرت كل عصابة أفرادها وتسلحوا بالعصي والسكاكين ودخلوا في مواجهات أسفرت عن جروح وإصابات وسط بعض أفراد العصابتين. ووجد الموظفون بالسجن، رغم التعبئة الشاملة التي أعلنت، صعوبة في احتواء الوضع، حيث تقرر نقل زعيم عصابة أزمور إلى السجن الفلاحي العدير بالإقليم نفسه رغم أنه معتقل احتياطي ولم يصدر في حقه أي حكم قضائي بعد. وأضافت نفس المصادر أن عناصر محسوبة على عصابة الجديدة كانت اعتدت بالسلاح الأبيض على موظف بالمؤسسة ذاتها. وقد أقدمت المندوبية العامة للسجون أول أمس على ترحيل أفراد العصابتين الإجراميتين من السجن المحلي سيدي موسى بالجديدة نحو مؤسسات سجنية مختلفة. وقامت المندوبية ذاتها بترحيل هؤلاء السجناء على خلفية الصراعات الدامية التي نشبت بينهم في باحة سجن سيدي موسى يوم الجمعة الماضي، بسبب خلافات بين زعيمي العصابتين اللتين ينتميان إليهما. وكانت حسابات سابقة تتعلق بالاتجار في المخدرات قد أدت إلى توتر العلاقة بين أفراد العصابتين معا بعدما جمعتهما ظروف الاعتقال بالسجن المحلي للجديدة. وظل هؤلاء النزلاء يتحينون الفرصة المناسبة للدخول في مواجهة دامية بعدما حالت أبواب الزنازن دون ذلك، بالنظر إلى أن كل عصابة تقضي عقوبتها داخل زنزانة بعيدة عن الأخرى ما بين جناحي «الرجاء» و»التوبة»، فقد اختاروا تحويل باحة السجن خلال فترة الفسحة إلى حلبة للصراع وهو ما أثار موجة من الرعب في صفوف باقي نزلاء المؤسسة السجنية. واستنفرت هذه المواجهة الدامية مختلف حراس وموظفي سجن سيدي موسى إذ تدخلوا بتعليمات من النيابة العامة وإدارة السجن من أجل وضع حد للعراك القائم بين أفراد العصابتين، وفرض الانضباط اللازم بين السجناء. وتسود موجة من الترقب في صفوف العاملين بذات المؤسسة السجنية، خشية أن تحل لجنة تفتيش من المندوبية العامة للسجون لفتح تحقيق في النازلة. وأكدت مصادر أخرى أن الشرطة القضائية فتحت تحقيقا في النازلة لتحديد المسؤوليات، وإحالة بعض المعتدين والمشتبه فيهم على العدالة.