فرع الاتحاد الاشتراكي بالصخور السوداء يناقش «الوضع الثقافي الراهن بالمغرب» تحت عنوان «الوضع الثقافي الراهن في المغرب» ،نظم فرع الصخور السوداء للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ندوة فكرية استضاف خلالها الاستاذ حسن نجمي يوم الجمعة 26 أبريل 2019 للتداول في سمات وملامح الوضع الثقافي بالمغرب ومظاهر الازمة التي تعتريه. اللقاء الذي استهله كاتب فرع الاتحاد الاشتراكي بالصخور السوداء أحمد الدادسي ، تمت الاشارة خلاله الى أن اللقاء يأتي مواكبة للدينامية التي يعرفها الحزب في جميع الجهات والأقاليم ، والتي كانت تصب جلها في ما هو سياسي بالدرجة الأولى، ما جعل فرع الحزب بالصخور السوداء يختار ضمن الاطار العام لهذا المشروع الحزبي ، التطرق الى موضوع ثقافي إشعاعي يتمحور حول» الوضع الثقافي الراهن بالمغرب» . وركز الدادسي على أن اختيار هذا الموضوع للمطارحة والنقاش نابع من كون الحزب كان ولايزال واحة ظليلة للمعرفة، ومنارة ثقافية لكل متعطش ومتعطشة للارتواء والنضال في آن واحد، مضيفا أن استضافة المناضل وعضو المكتب السياسي حسن نجمي ليست اختيارا اعتباطيا أو من باب الصدفة ، بل له رمزيته بل لكونه المثقف الشاعر والأديب والمناضل الذي ساهم بإنتاجاته الأدبية الفضل في إثراء المكتبة المغربية والعربية ، كما أنها، أي الاستضافة، تتويج لما سبق لكونه انتمى في لحظة من اللحظات لفرع الصخور السوداء ، ما يجعل اللقاء ربطا الماضي بالحاضر ولتقوية أواصر الثقافة وجعلها جسرا لما هو سياسي . بعد عرض السيياق العام الذي ينعقد فيه هذا اللقاء، قدم بورقبي عبد الجبار ورقة حول مسار حسن نجمي المبدع والشاعر والأديب الذي ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات ،دون أن يغفل ما قدمه من أعمال جليلة للثفافة المغربية وللمشهد السياسي الحزبي . الأستاذ حسن نجمي اختار في بداية مداخلته وهو يقارب موضوع اللقاء، التعريف بمفهوم الثقافة، موضحا أن هذا المفهوم عرف لحظتين تاريخيتين فارقتين، إذ الثقافة المغربية كانت تعني في بداية الاستقلال تلك العالمة لوحدها المقروءة والمكتوبة بالعربية الفصحى وكل ما هو متأثر بالشرق كالأغاني والشعر وغيره ، أما اللحظة التاريخية الحاسمة ، فحدثت عندما أثرت العلوم الانسانية (الانثربولوجيا والسوسيولوجيا )على كل مجالات البحث، فأصبحت الثقافة تعني كل ماهو سلوك اجتماعي معياري يحكم جوانب السلوك الإنساني ، وأصبحت الثقافة هي مجموع الممارسات الاجتماعية والأشكال التعبيرية مثل الفن الموسيقى ، الرقص ، والتقنيات مثل استخدام الأدوات في البناء والطبخ والملابس والري والجمال والوشم والأهازيج….. هي اللهجات المتعددة ،هي الدارجة المغربية التي تتوارثها الأجيال ،بعد تقعيدها على عهد المرينيين والتي تستمر إلى الآن وتمثل الفكر الجمعي. من هنا يمكن القول إن الثقافة موجودة في كل فعل إنساني مكتسب، سواء تعلق بالفكر كاللغة أو بالممارسة معتبرا ان الثقافة نسق حي يتطور ويتجدد،بالاضافة الى أنها التراث المادي واللامادي في كل تجلياته. من جهة أخرى، تطرق حسن نجمي الى علاقة الثقافة باللغة أو بتعبير أدق باللهجات المختلفة، محيلا على تقاطع اللغة مع الهويات المغربية في تنوعها وتعدد روافدها ، وموضحا أن اللغة العربية الفصحى ليست لغتنا الأم بل نتعلمها كباقي اللغات الأخرى ،لغتنا الأم هي الدراجة المتأثرة بالأمازيغية ، مؤكدا أن هذا التنوع اللغوي هو مصدر قوة ، لأنه يوحد لحمة مكونات المجتمع المغربي ويغنيه،ويقوي لديه الإحساس بالانتماء لهذا المجتمع. وخلص الاستاذ حسن نجمي من خلال هذه العتبات، الى طرح مجموعة من التساؤلات المهمة من بينها: كيف يمكن النهوض بالثقافة في السياسات العمومية ؟هل يمكن اختزالها في وزارة واحدة ووحيدة ؟أم أنها متواجدة بشكل عرضاني في جميع القطاعات ؟ ما هي لغة التدريس التي يمكن اعتمادها ؟ وهي الاسئلة التي تفاعل معها الحضور، بطرح الاشكتالات التي يعيشها الوضع الثقافي اليوم بالمغرب من ضعف حضور الثقافي، باحثا عن تفسيرات لذلك، بالاضافة الى طرح مسالة اللغة وما يشهده المغرب من نقاش حول لغات التدريس والتي عرفت تجاذبا بين مجموعة من التيارات التي تنتصر للغة دون أخرى. في رده على الأسئلة المثارة، أشار حسن نجمي إلى أن موضوع الثقافة موضوع معقد وشامل ولا يمكن لأي مشروع تنموي أن ينجح دون استحضار العنصر الثقافي . أما عن الدارجة فهي الموروث الضامن لاستمرار الهوية المغربية في تنوعها وغناها.