أكد نائب رئيس الجمعية الشعبية الوطنية بجمهورية الصين، كاو جيانمينغ، أول أمس الأربعاء بالرباط، أن بلاده حريصة على الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب وتطمح لمزيد من التعاون الاقتصادي والتكنولوجي معه. وحسب بلاغ لمجلس النواب، أوضح جيانمينغ الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمملكة على رأس وفد هام، خلال مباحثات أجراها مع رئيس مجلس النواب، أن العلاقات الثنائية شهدت طفرة نوعية وتطورا استثنائيا منذ زيارة جلالة الملك للصين. وبعد أن ذكر بأنه منذ قرار المملكة إلغاء التأشيرة على المواطنين الصينيين سجل عدد استثنائي من السياح الصينيين الذين زاروا المغرب حيث وصل إلى حوالي 200 ألف سائح سنة 2018 أبرز المسؤول الصيني أن المملكة من أوائل دول إفريقيا التي وقعت على مبادرة «الحزام والطريق» التي تستهدف إحياء طريق الحرير القديم وإحداث حزامه التجاري البحري. وأعرب عن دعم بلاده للأمم المتحدة ولجهود المملكة المغربية في التنمية وفي استتباب الاستقرار بالمنطقة، داعيا إلى مزيد من التنسيق بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين في المحافل الدولية، وخاصة على صعيد الاتحاد البرلماني الدولي. وسلط جيانمينغ الضوء على أهمية الديبلوماسية البرلمانية في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين وخدمة مصالحهما المشتركة، معربا عن ترحيبه بمقترحات رئيس مجلس النواب بهذا الخصوص. من جهته ثمن رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع البلدين منذ بدء علاقاتهما الديبلوماسية قبل 61 سنة، موضحا أن هذه العلاقات تطورت بشكل لافت بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2016، والتي اتفق خلالها البلدان على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، وتم خلالها التوقيع على حوالي 32 اتفاقية للتعاون في مجالات حيوية من قبيل الاقتصاد والطاقة والسياحة والثقافة والبنيات التحتية والمجال القضائي. وأشاد المالكي بالنموذج التنموي الصيني الذي يرتكز على الانضباط والجدية والوطنية والانفتاح على العالم، مؤكدا أن المغرب بصدد بلورة نموذج تنموي جديد، والصين تمثل تجربة غنية في هذا المجال، وقوة اقتصادية وتكنولوجية كبيرة على الصعيد العالمي. وأبرز في السياق ذاته ، تطابق وجهات النظر بين البلدين حول عدد كبير من القضايا الدولية، وحرصهما المشترك على الالتزام بمبادئ الأممالمتحدة التي تقوم على احترام وحدة الشعوب ووحدة الدول لضمان الأمن والاستقرار. وشدد رئيس مجلس النواب خلال هذا اللقاء الذي حضره سفير الصين المعتمد بالرباط لي لي، على التزام المجلس بالعمل على تقوية العلاقات بين المغرب والصين في مختلف المجالات، مبرزا أهمية توطيد التعاون بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين، عبر إعطاء مزيد من الدينامية لعمل مجموعتي الصداقة البرلمانية، ومأسسة العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين بالتوقيع على مذكرة للتفاهم بينهما، «مما سيساهم في تمتين روابط الصداقة بين الشعبين وفي استكشاف آفاق جديدة للتعاون بين البلدين».