نظمت جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان على مدار ثلاثة أيام؛ 21 و22 و23 مارس (2019) ، الملتقى الشعري الرابع بوزان، وذلك تحت شعار «حداثة القصيدة المغربية»، وخصصت هذه الدورة للاحتفاء بتجربة الشاعر العياشي أبي الشتاء. فعاليات الملتقى تضمنت مجموعة من اللقاءات والأمسيات والورشات، حيث خصصت أمسية شعرية كبرى للشاعر المحتفى به، قدمها الشاعر المعتمد الخراز، الذي تحدث فيها عن سياق تأسيس الملتقى الشعري الذي أصبح لحظة شعرية بارزة في المشهد الشعري المغربي وعلامة مميزة لمدينة وزان وموسما شعريا سنويا، كما تحدث عن مكانة العياشي أبي الشتاء في المشهد الشعري المغربي، باعتباره شاعرا حداثيا سبعينيا استلم نار ونور رواد الحداثة العربية بتعبير الناقد نجيب العوفي، أما تجربة العياشي فقد حددها الخراز في ثنائية «الشعر والغرابة»، موضحا ذلك من خلال استبدال الشاعر اسمه الحقيقي المسجل في الوثائق الرسمية باسم مستعار، ثم طبيعة معجمه وتشكيل صوره ورموزه، ثم ألقت بعد ذلك الأستاذة نجاة الكاطب كلمة باسم الجمعية، تحدثت فيها عن سياق تنظيم الملتقى وأسباب اختيار شعار السنة ومكانة المحتفى به، بعد ذلك ألقى الأستاذ محمد نور نائب رئيس المجلس الجماعي بوزان كلمة أشاد فيها بأهمية ونوعية الأنشطة التي تقدمها جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان، ومدى مساهمتها في تقديم إشعاع للمدينة ومساهمتها في تنميتها. العياشي أبو الشتاء الشاعر المحتفى به، كشف في كلمته، بأسلوب شيق ومثير، عن الخيط الناظم والجامع بين ثلاثة عوالم تشكل لحظة الاحتفاء، وهي: «مدينة وزان»، و»الشعر»، و»اللغة العربية»، حيث وجد في مفهومي «العتاقة» و»العراقة» ما يوحد ويجمع بينها، باعتبار أن وزان مدينة عريقة، يعود تاريخها إلى العهد الروماني، ثم تعاقبت عليها حضارات جذرت هذه العتاقة، أما الشعر فيعتبر أحد أعتق وأقدم الأجناس الأدبية التي عرفها الإنسان، في حين أن اللغة العربية، وهي ثالث الأثافي، تتمثل عتاقتها في ماضيها وتاريخها المجيد والمنير. بعد ذلك قدم كل من الروائي عبد الجليل الوزاني التهامي، والشاعرين محسن أخريف وأسعد البازي شهادات في حق المحتفى به، فكشفوا عن جوانب مختلفة من شخصيته؛ إبداعية وإنسانية ومهنية وصحفية وفي مجال الترجمة والبحث العلمي، كما تحدثوا عن علاقتهم الشخصية به، باعتباره مبدعا أو أستاذا أو صديقا. وقد عرفت هذه الأمسية تقديم شريط مصور يلخص تجربة المحتفى به العلمية والشعرية، بعدها شارك مجموعة من الشعراء بقراءات شعرية، وهم: عمر بنلحسن، وأحمد فرج الروماني، وأسعد البازي، ومحسن أخريف، والعياشي أبي الشتاء. وتحت عنوان «قراءات في تجارب شعرية» تم تنظيم ندوة نقدية قدم فيها عدد من النقاد قراءات في دواوين شعرية حديثة، حيث قدم ذ.هشام العطاوي ديوان « مفترق الوجود» لمحسن أخريف، وقدمت ذة. أمينة يونس ديوان «رقصة الطائر البحري» للمعتمد الخراز، و ذة. حنان العادل ديوان «كلام المجادبة» لعز الدين بلفقيه، وقدم ذ. رضوان بنطاهر ديوان «ظمأ الموج» لثريا الهراري الوزاني، وختمت الندوة بقراءات شعرية لكل من: المعتمد الخراز، وثريا لهراري وعز الدين بلفقيه ومحمد الهبري. وبمناسبة حصول الناقد الشاب سعيد الفلاق على جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع بدولة الإمارات، نظم لقاء احتفائي به، شارك فيه بكلمات وشهادات أساتذة المحتفى به، وهم: هشام بومداسة، وأمينة يونس، وعبد اللطيف الطيبي. وضمن فعاليات الملتقى أيضا خصص أعضاء جمعية أساتذة اللغة العربية تكريما للأستاذ المعتمد الخراز، حيث ألقت الأستاذة الشريفة سوسان كلمة بالمناسبة ونيابة عن باقي أعضاء الجمعية، تحدثت فيها عن خصال المكرم، وكشفت فيها عما قدمه من خدمات جليلة لفائدة الجمعية وللوسط الثقافي بمدينة وزان. وقد عرف الملتقى أيضا الإعلان عن نتائج المسابقة الإقليمية السادسة للشعر بوزان، وتم فيها تتوبج تسعة تلاميذ من الثانوي الإعدادي والتأهيلي الذين سلمت لهم شواهد وجوائز، وتنظيم مجموعة من الورشات بتنسيق مع الأندية التربوية في المؤسسات التعليمية والمركز التفتح الفني والأدبي بوزان، وهي: ورشة «القصة» التي أطرها ذ. هشام العطاوي، وقدمتها ذة. عزيزة لغويبي بمشاركة ذة. الخنساء ادحيمني، وورشة القراءة التي أطرتها ذة. نجاة الكاطب، وورشة الخط العربي التي أطرها ذ. طارق بوربيعن، وورشة المسرح التي أطرها ذ. مصطفى الكركري وسيرتها ذة. رحمة اروياح.