انطلقت بشكل رسمي، العملية الرسمية لتنزيل الاستراتيجية الوطنية لمشروع المؤسسة بالعديد من نيابات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، اعتماداً على دليل قيادة مشروع المؤسسة الذي وضعته وزارة التربية الوطنية بعد المذكرة الوزارية الصادرة في الموضوع. وفي نفس الاتجاه، أعطى الأستاذ حميد ميسور، نائب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي يوم الخميس 11 دجنبر 2014 بقاعة الاجتماعات بالمركب التعاوني عقبة. الانطلاقة الرسمية لتنزيل الاستراتيجية الوطنية لمشروع المؤسسة، بحضور مديرات ومديري المؤسسات التعليمية العمومية ولجنة القيادة الاقليمية لمشروع المؤسسة، حيث رحب بالحاضرين وعرض الاستراتيجية الوطنية الجديدة بشأن مشروع المؤسسة، والتي تنسجم مع توجهات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والرامية إلى إرساء تعميم منهجية العمل ب "»مشروع المؤسسة"« في شكلها الجديد كآلية للرفع من جودة التعلمات، مشيراً إلى أن المنظور الجديد لمشروع المؤسسة هو ترسيم لخطة مؤطرة بترسانة من القوانين والتوجهات تهدف إلى اعتماد اللامركزية واللاتمركز كخيار استراتيجي يجعل المؤسسة التعليمية نقطة ارتكاز، من خلال إرساء حكامة تربوية جيدة من خلال نهج مقاربة تشاركية وتدبير بالنتائج في أفق بلورة رؤى جماعية محددة المعالم للارتقاء بالفعل التربوي عامة، وتحسين جودة التعلمات على الخصوص. وتابع الحضور العرض الذي قدمه رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية المتضمن لعدة محاور، بدأ بسياق تبني هذا التوجه وأهمية مشروع المؤسسة في شكله الجديد وأهدافه ومنهجيته وإجراءات تنفيذه وآليات تتبعه وتقويمه. كما أطلع الحضور على دليل مشروع المؤسسة، والذي يحتوي على دليل منهجي لقيادة هذا المشروع ودليل المساطر الادارية ودليل المساطر المالية، ودليل إرساء جماعات الممارسة المهنية وركزت كل المداخلات على أهمية تبني هذا الخيار الاستراتيجي وعلى ضرورة التعبئة الشاملة من أجل المشاركة الجماعية والجادة في سبيل بلورة مشاريع مدققة وهادفة تعالج التعثر المدرسي وضعف المرودية التربوية والسلوكات السلبية للمتمدرسين وترمي إلى تشجيع المبادرات والابتكار وتطوير المهارات والكفايات. ماهو مشروع المؤسسة؟ وما الغاية من تنزيله؟ كما جاء في دليل قيادة مشروع المؤسسة الذي وضعته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ،فإنه يندرج في اطار التوجهات الكبرى للوزارة الرامية إلى اعتماد اللامركزية واللاتمركز كخيار استراتيجي يجعل المؤسسة التعليمية نقطة ارتكاز المنظومة التربوية، كما يعتبر اطارا منهجيا يستشرف من خلاله الفاعلون التربويون الوضعية المستقبلية للمؤسسة في إطار رؤية موحدة، وهو كذلك آلية عملية تنزيل مشاريع وبرامج الوزارة وتنظيم وتفعيل مختلف الاجراءات التدبيرية والتربوية الهادفة إلى تحسين جودة التعلمات في اطار تبني سياسة القرب للاستجابة لمختلف حاجات المؤسسة. ويتطلب اعداد مشروع المؤسسة سلسلة من الاجراءات والتدابير الادارية والمالية بحسب مستويات المنظومة التربوية كما يهدف دليل المساطر تأطير وتوحيد منهجية العمل من خلال تقديم المبادئ الأساسية لتدبير مشروع المؤسسة وتوضيح الادوار والمسؤوليات والمساطر التنظيمية، وخاصة ما يتعلق منها بمراحل مسار المشروع واجراءات ومعايير المصادقة والآجال الزمنية وقواعد صرف الدعم المالي. وقد اعتمدت الوزارة في دعمها المالي استنادا إلى ثقافة العمل بالمشروع والتدبير الذاتي الممكن على »جمعية دعم مدرسة النجاح« كإطار مؤسساتي وقانوني يسمح بتمكين المؤسسة التعليمية من الدعم المالي الممكن لأجرأة مشروع المؤسسة ولتوفير الظروف المناسبة لبلورة مشاريع تربوية تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للوزارة. فقد تم اعداد دليل مسطري مكون من جزأين: الجزء الأول خصص للتدابير المسطرية من مرحلة الاعداد إلى المصادقة النهائية مع توضيح الأدوار والمسؤوليات، مع تعزيز هذا الدليل بنماذج ووثائق عملية من شأنها تيسير استيعاب كل العمليات المتعلقة بمنهجية مشروع المؤسسة، أما الجزء الثاني فقد خصص لتقديم المساطر المالية المرتبطة بمجالات صرف ميزانية مشروع المؤسسة في اطار »جمعية دعم مدرسية النجاح«. وتعتبر الوزارة هيئة الادارة التربوية فاعلا أساسيا في اعداد وأجرأة مشاريع المؤسسات وإحدى أهم آليات التأطير الاداري والتربوي بمؤسسات التربية والتكوين والتي تراهن عليها لإرساء الحكامة التربوية الجديدة، ولكي يواكب المستجدات التي تعرفها المنظومة التربوية وتراكم التجارب والخبرات والممارسات التدبيرية يبقى هذا الدليل أداة قابلة للتطوير والاغناء المستمر. إذن »مشروع المؤسسة« هو إطار منهجي، يستشرف من خلاله الفاعلون التربويون الوضعية المستقبلية للمؤسسة في إطار رؤية موحدة تتحقق عبر خطة للتجويد وترتكز على تعلمات التلميذات والتلاميذ. ويقوم أعضاء المؤسسة في اطار الخطة ب "»الاتفاق" على تشخيص وضعية المؤسسة - تحديد الأولويات - وضع اجراءات وأنشطة واعدة لتحقيق النتائج المنتظرة،الاتفاق على أشكال وصيغ التتبع والتقويم. ومتى استوفت هذه الخطة الشروط التالية ستكون أكثر فائدة للمتعلمين والمتعلمات. - التركيز على عدد محدود من الأولويات - ارتباط القيادة بجودة التعلمات والنجاح الدراسي - حرص فريق القيادة على التتبع الدقيق لتطور الاجراءات والأنشطة والنتائج المنتظرة - استمرار التشاور في كل مراحل المشروع مع المدرسين والمدرسات والأطر الإدارية والشركاء المعنيين * الخطوات المنهجية لإعداد مشروع المؤسسة إن منهجية مشروع المؤسسة تتميز بثلاث خاصيات: أ- ترتكز على أربع مراحل متسلسلة: 1) تشخيص الوضعية 2) تحديد الأولويات 3) الأجرأة 4) الضبط في نهاية السنة الدراسية، والإنطلاق من جديد بعد نهاية المشروع من مرحلة تشخيص الوضعية. ب- يعمل مشروع المؤسسة على تعاضد كل القُوى المحلية في المؤسسة. وذلك لتجاوز العقبات التي تعترض المسار الدراسي للمتعلمين والمتعلمات، وتظل الكلمة المفتاح هنا هي: الأجرأة، أي التفعيل الميداني، إذ بدون اتخاذ أي إجراء عملي، لا يمكن لمشروع المؤسسة أن يحسن وضعية المتعلمين والمتعلما. ج- يساهم مشروع المؤسسة بشكل أساسي في تحسين جودة التعلمات، ولتحقيق ذلك ترتبط كل إجراءات مشروع المؤسسة بشكل مباشر بالتعلمات المختلفة التي يحتاجها المتعلمون والمتعلمات في الحياة المدرسية. * مسار مشروع المؤسسة 1) داخل المؤسسة: يختار مدير ومديرة المؤسسة أعضاء فريق القيادة - يعمل مدير ومديرة المؤسسة التعليمية على: أ- تعبئة المدرسين والمدرسات ليأخذوا بعين الاعتبار أولويات »مشروع المؤسسة« ب- إمكانية التشاور مع التلميذات والتلاميذ في كل مرحلة من مراحل المشروع. ج- إشراك شركاء المؤسسة التعليمية في كل المراحل - توثيق كل مرحلة من مراحل المشروع الأربع - الاستعانة بالجذاذة. التشاور مع مجالس المؤسسة »المجلس التربوي - والمجلس التعليمي« في برمجة الأولويات والأنشطة - التأكد من أن المشروع يستجيب للمعايير المنهجية. ويمكن في هذا الإطار أن يشاور مدير ومديرة المؤسسة مع الواكب (ة)، وأن يحرر تقريرا مشتركا في الموضوع. * معايير المصادقة الأولية: - هل تندرج رؤية المشروع أو المنظور المحلي، مع توجهات الوزارة أي - منسجمة مع الأهداف الوطنية؟ - مع الاختيارات الاستراتيجية للأكاديمية؟ - تتوخى تجويد التعلمات؟ - هل تم إعداد المشروع بمقاربة تشاركية - مع الأطراف المعنية: - هل تم القيام بتحليل جيد، أي - الاهتمام بالبيئة الداخلية للمؤسسة والبيئة المحيطة بها؟ - تفحص نقاط القوة والعقبات؟ - هل تحديد الأولويات بشكل جيد. أي - عدد محدود من الأولويات »من الأجدر أن لا يتجاوز ثلاث أولويات« نتائج منت ظرة واقعية ومصاغة بوضوح. - هل الإجراءات: محددة في خطة عمل واضحة وقابلة للإنجاز؟ - مدعمة بموارد بشرية ومالية متوفرة أو الممكن توفيرها؟ - هل الضبط - »التتبع والتقويم« - يرصد تتبع الأنشطة المبرمجة ومؤشرات تحقيق النتائج المنتظرة. ويعرض مدير ومديرة المؤسسة المشروع على انظار مجلس التدبير قصد المصادقة الأولية. - هل ينسجم المنظور المحلي لمشروع المؤسسة مع توجهات الوزارة، اي بشكل أوضح هل التعلمات المستهدفة مرتبطة بالتوجهات الوطنية؟ - كيف يمكن للإجراءات المبرمجة أن تأخذ في الاعتبار وضعية: التلميذات؟ التلاميذ في وضعية إعاقة؟ وكل فئة في وضعية صعبة و مهددة بالهدرالمدرسي أو التكرار. ويستحضر مجلس التدبير المعايير المذكورة سابقا .ويمكن أن يضيف إليها مجموعة ثانية من المعايير التي سيتم تداولها من قبل النيابة يصادق مجلس التدبير على مشروع المؤسسة. أو يطلب من المجلس التربوي أو المجلس التعليمي إدخال تغييرات معينة ،ضرورة إرفاق وثيقة »مشروع المؤسسة« بمحضر المصادقة ا لأولية للمشروع والتقرير المشترك للمواكبة 2 - خارج المؤسسة يقدم مدير ومديرة المؤسسة المشروع لدى النيابة مرفقا بمحضر المصادقة الاولية لمجلس التدبير وتقرير المواكب اذا تمت المصادقة النهائية على المشروع يخبر النائب والنائبة مدير ومديرة المؤسسة في شأن المصادقة النهائية. ويدعوه للتعاقد مع النيابة بناء على قرار المصادقة النهائية. تبرمج النيابة الدعم المالي والمادي او البشري لانجاز المشروع . تقوم المؤسسة بتنفيذ الإجراءات والانشطة المبرمجة في المشروع. يمكن ان تعيد النيابة مشاريع المؤسسات التي تفتقد لبعض المعايير. وذلك عبر رسالة تتضمن ملاحظات واقتراحات تعديلية للمشروع في أجل زمني محدود يقوم مدير ومديرة المؤسسة بعرض المشروع الذي تم رفضه على أنظار مجلس التدبير وفريق القيادة لمراجعته وبعد ادخال التعديلات الضرورية. يتم وضع الثقة المعدلة لدى النيابة مرفقة بمحيطها دقة مجلس التدبير عند مصادقة النيابة على عملية المراجعة. يتم إخبار المدير والمديرة بذلك. وتقديم الدعم اللازم له. خلال مرحلة أجرأة المشروع. يقوم مدير المؤسسة بتسجيل المعطيات الضرورية في لوحة القيادة المعلوماتية. وذلك لتمكين النيابة الاكاديمية والمصالح المركزية من تتبع وتطور انجاز المشروع. 3 - جماعات الممارسة المهنية: جماعات الممارسات المهنية، هي مجموعة من مديري ومديرات المؤسسات التعليمية. يتقاسمون نفس الممارسات ويتبادلون الخبرات ويتعاضدون مهنيا - وتشكل الاحواض المدرسية وحدات اساسية لتكوين كل جماعة للممارسات المهنية. وتهدف الجماعة الى تبادل الممارسات الجيدة - ايجاد حلول عملية للصعوبات - وتيسير اندماج المديرات والمديرين الجدد - تعزيز الثقة في النفس لدى كل اعضاء الجماعة. وتختار الجماعة منسقا من لدن اعضائها - الاتفاق على ميثاق عمل وقواعد للتداول والتواصل بين الاعضاء - كما ان كل عضومدعو للمشاركة بحماس في الاجتماعات وتقديم مساهمته الشخصية والمهنية - اختيار موضوعات العمل تتسم براهنيتها. وتستجيب لاحتياجات الأعضاء، على ان يبقى المحور الرئيسي هو »مشروع المؤسسة« - تجميع المحاور الموضوعاتية المقترحة في برنامج العمل السنوي - تحدد عدد الجماعات وفقا لاحتياجات كل جماعة. وسيكون من المفيد عقدها لا يقل عن3 اجتماعات في السنة الدراسية. تنتظم جماعة الممارسات المهنية وفق القواعد المنصوص عليها في ميثاق العمل. 4 - مواكبة المشاريع إن قيادة مشروع المؤسسة من خلال تعبئة المدرسين والتحسين المباشر لمؤشرات نجاح المتعلمات والمتعلمين ليست بالمهمة السهلة .لهذا عملت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على إرساء برنامج لمواكبة مشاريع المؤسسات التعليمية. وذلك في اطار دعم جماعي من خلال جماعات الممارسات المهنية. او دعم فردي من خلال طلب المديرين وداخل المؤسسة التي يدبرونها. مواكبة ودعم مديري ومديرات المؤسسات التعليمية ولا يقوم بالعمل مكانهم - مساعدتهم على تحقيق اهدافهم المهنية بالوسائل والاستراتيجيات التي يختارونها معا - وليس المفروضة عليهم. وفي اطار تعلم متبادل وتبقى المواكبة أساسا وقبل كل شيء علاقة ثقة متبادلة وليست على تراتبية ادارية. وتعمل المواكبة الفردية على تعزيز: التبادل الثنائي - تقوية الكفايات الشخصية والمهنية - الاحساس المتزايد بالاستقلالية والمسؤولية - توثيق التجارب. اما بالنسبة لجماعات الممارسات المهنية فإنها تستيفد من خدمات المواكبة: أ - فهو يشارك تبعا لطلب منسق جماعة الممارسات المهنية الذي يبقى منشطا ومسؤول الجماعة وبتعاون كل من المواكب ومنسق جماعة الممارسات المهنية في اعداد برنامج العمل الجماعة ومناقشة الحصيلة السنوية قبل ارساله للنيابة. ولتحسين المواكبة: العمل على بناء الثقة - مساءلة الاحكام والتمثلات المسبقة التعبير بصراحة - التعزيز المستمر للعلاقة - تقاسم المعلومات ذات الصلة - القبول ب»التفكير بصوت عال-« استقبال »التغذية الراجعة« من الاخر بدون خوف النقد - الالتزام - المرور الى الأجرأة العملية.