انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الجزائري دعوات لمسيرات غير مسبوقة في الجمعة القادمة من أجل اسقاط العهدة الخامسة والطعن في قرارات المجلس الدستوري الذي قبل ترشح بوتفليقة غيابيا، إذ لم يستطع الرئيس الجزائري المجيئ إلى بلاده من أجل إجراءات إدارية تخص وضع الترشيح لدى المجلس الدستور بفعل تواجده بسويسرا للعلاج. وتكثف عدة جهات ضمنها أحزاب ونقابات ونشطاء سياسيون الدعوة إلى خروج عشرين مليون جزائري من أجل إنهاء عقدة النظام ولانتخابات ومن أجل مرحلة انتقالية تقتضي حسبهم حل الحكومة والبرلمان وتشكيل لجان لاعلان دستور جديد للبلاد وفي نفس الوقت دعت أحزاب من المعارضة وشخصيات وطنية ونشطاء سياسيون إلى إعلان حالة شغور منصب رئيس الجمهورية وتأجيل الانتخابات. ورفض المجتمعون امس ما وصفوها ب»الرسالة المنسوبة إلى الرئيس المترشح شكلا ومضمونا»، معتبرين إياها «مجرد مناورات لإجهاض الحراك الشعبي والالتفاف على أهدافه وتضحياته ومحاولة تمديد عمر هذا النظام». ودعا البيان إلى «تفعيل المادة 102 من الدستور الناصة على حالة الشغور وتأجيل الانتخابات».كما رحبت الأطراف المجتمعة بقرارات امتناع البعض عن الترشح، ومناشدة بقية المترشحين الانسحاب من ما وصفته ب»الاستحقاق المغلق وفي ظل ذلك توالت انتفاضة الطلاب وخروجهم في مسيرات يومية وطيلة أمس قاطعوا الدراسة ونظموا اعتصامات في مختلف الجامعات رغم تحرش الأمن في عدد من المناطق حيث يتم منع المسيرات لكن لم تسجل أية تدخلات عنيفة ولا اعتقالات. وعلى صعيد آخر قال مصطفى بوشاشي، المحامي والناشط السياسي البارز في الحراك الشعبي الحالي، إن الجزائريين «لا يمكنهم أن يثقوا في الوعود، التي تضمنتها ما يسمى الرسالة الموجهة للأمة، المنسوبة للرئيس بوتفليقة»، التي قرأها عبد الغني زعلان، مدير حملته، مساء أمس، بالمجلس الدستوري. وذكر بوشاشي في اتصال مع «الخبر» تعليقا على الرسالة، أن بوتفليقة «كان لديه فسحة 20 سنة لإنجاز الإصلاحات التي يتعهد بها اليوم، وقد وعد بها في 2011 وجدد نفس الوعود عندما ترشح لعهدة رابعة، غير أنه لم يف بها. واعتقادي أن التملص من الوعود بعد إطلاقها، جعل الشعب لا يثق في التعهد بالإصلاح، وأضحى يتعامل معها على أنها هروب إلى الأمام». وبرأي بوشاشي، الذي ينادي به الكثيرون كناطق باسم الحراك، «لم يعد بمقدور الرئيس، من الناحية الصحية، اقتراح أي حلول لمشاكل الجزائريين، ولا أي إصلاح. وكيف يعقل أن ينجز رئيس في مثل ظروف بوتفليقة الصحية، عملا فكريا تتطلبه إصلاحات؟!!».