أعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الثلاثاء الماضي في باريس، أن سيرج لازاريفيتش آخر رهينة فرنسي في العالم «بات حرا» بعد ثلاث سنوات من اختطافه في منطقة الساحل في 2011. وقال هولاند في تصريحات صحفية إن «رهينتنا سيرج لازاريفيتش، آخر رهينة لنا حر الآن»، معبرا عن ارتياحه لأن «فرنسا لم يعد لها أي مواطن رهينة في أي بلد من العالم»، مضيفا أن لازاريفيتش سيلاقي ابنته في العاصمة النيجرية نيامي، قبل العودة إلى فرنسا. وأشار إلى أنه في «صحة جيدة نسبيا، بالرغم من الظروف الشاقة لاعتقاله المطول». وكان لازاريفيتش، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والصربية، الرهينة الفرنسي الأخير في العالم، بعد المرشد السياحي إيرفي غورديل، الذي اختطف في الجزائر واعدم بقطع الرأس في شتنبر الماضي، على يد ميليشيات مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية. وخطف عدد من الفرنسيين في السنوات الأخيرة، أغلبهم في افريقيا حيث كان 15 منهم محتجزا في 2013. وكان لازاريفيتش برفقة الفرنسي فيليب فيردون في رحلة عمل عندما خطفهما عناصر من تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) في 24 نونبر 2011.وبقيا مخطوفين، فيما سيطر التنظيم وجماعات مسلحة أخرى على مساحات شاسعة شمال مالي عام 2012، ما أدى إلى تدخل للجيش الفرنسي في يناير 2013 لطرد الإسلاميين.وعثر على فيردون مقتولا بالرصاص في العام الماضي، فيما شوهد لازاريفيتش آخر مرة في تسجيل نشره التنظيم الإسلامي المتشدد في نونبر الماضي، أعلن فيه أنه مريض جدا وأن حياته في خطر. وفي بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه, عبرت نيامي عن ارتياحها. وقالت ان «هذا الإفراج جاء نتيجة جهود مكثفة تابعتها كل من سلطات النيجرومالي». وأشاد رئيس النيجر محمدو ايسوفو ب»الالتزام والمهنية اللذين تحلت بهما الأجهزة النيجريةوالمالية». وأكدت الرئاسة «إن النيجر ستلبي دوما في كل مرة يطلب منها الإسهام في الدفاع عن الحرية والكرامة البشرية». وكانت نيامي لعبت دورا كبيرا في الإفراج عن أربعة رهائن فرنسيين في أكتوبر 2013. وقد أفرج عن الرجال الأربعة الذين كانوا يعملون لشركة اريفا وفرع لمجموعة فانسي في النيجر بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز. وفي 23 نوفمبر الماضي عبر الرئيس ايسوفو عن «تفاؤله» إزاء مصير لازاريفيتش. وقال آنذاك على هامش زيارة لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى النيجر «اعبر عن الأمل بأننا سنتوصل (...) إلى توفير الظروف للإفراج عنه قريبا». وفي 17 نوفمبر بث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شريطا مصورا لسيرج لازاريفيتش الذي خطف في 24 نوفمبر 2011. وقال لازاريفيتش الذي ظهر ملتحيا يعتمر قبعة سوداء في ذلك الشريط الذي استغرق اقل من أربع دقائق وصور في سيارة بيك اب, انه مريض ويعتبر ان حياته في خطر. ولم تعط أي معلومات تتعلق بتاريخ تصويره. لكن الاليزيه أكد «صحة» الشريط واعتبره «دليلا على انه على قيد الحياة منتظرا منذ مدة طويلة». وفي السادس من نوفمبر قال فرنسوا هولاند ان لازاريفيتش لا يزال «على الأرجح» على قيد الحياة. ويحمل سيرج لازاريفتيش صاحب القامة الكبيرة اذ يبلغ طوله 1,98 م ووزنه 120 كلغ, الجنسيتين الفرنسية والصربية, وقد اختطف مع فيليب فيردون الذي كان يرافقه في رحلة عمل من قبل مجموعة من المسلحين في الفندق الذي كانا ينزلان فيه في هومبوري شمال مالي. وقد عثر على فيليب فيردون مقتولا برصاصة في الرأس في يوليو 2013 بعد ستة أشهر من بدء تدخل القوات الفرنسية في مالي. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قدم الرهينتين على إنهما من عناصر أجهزة استخبارات الفرنسية. عقب الإفراج عن الفرنسي الصربي سيرج لازاريفيتش الذي كان محتجزا في شمال إفريقيا منذ 24 نوفمبر ,2011 لا يزال ثلاثة رهائن أوروبيين محتجزين في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. والرهائن هم سويدي وهولندي وبريطاني يحمل كذلك جنسية جنوب افريقيا, وخطفوا بعد يوم في تمبكتو في شمال مالي. وقتل رجل رابع من ألمانيا أثناء محاولته مقاومة خاطفيه. وأعلن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مسؤوليته عن عمليات الخطف جميعها, ونشر صورتين لدعم مزاعمه. وفي 21 غشت بثت قناة الجزيرة القطرية تسجيل فيديو يقول ان الرهائن هم ستفين مالكوم من بريطانياوجنوب افريقيا, والسويدي يوهان غوستافسون, وسياك رييك من هولندا. وذكرت وكالة انباء موريتانية في 16 سبتمبر 2013 ان لديها تسجيل فيديو للأوروبيين الثلاثة. وفي 17 نوفمبر 2014 بث تنظيم القاعدة شريطا مصورا لسيرج لازاريفيتش برفقة رجل ملتح قيل انه الهولندي رييك. واشار رييك الى تسجيل في 26 سبتمبر بمناسبة مضي الف يوم على احتجازه وتحدث بالانكليزية. جثمان الرهينة الجنوب افريقي الذي قتل في اليمن أعيد إلى بلده أعيد جثمان بيار كوركي المدرس الجنوب افريقي الذي كان محتجزا رهينة لدى تنظيم القاعدة في اليمن وقتل في عملية فاشلة للجيش الاميركي فجر الثلاثاء الماضي الى بلده, حسبما اعلنت الجمعية الخيرية التي كان يعمل لحسابها «غيفت اوف ذي غيفرز». وقتل كوركي (56 عاما) وهو معلم جنوب افريقي, والمصور الصحافي الاميركي لوك سومرز بنيران خاطفيهم من عناصر تنظيم القاعدة خلال عملية انقاذ نفذتها قوة اميركية خاصة في اليمن . واكد رئيس الجمعية امتياز سليمان ان الجثمان «وصل قبل الساعة السابعة (5,00 تغ) الى قاعدة ووتركلوف الجوية» بالقرب من بريتوريا. واثار مقتل كوركي صدمة في جنوب افريقيا, خصوصا وان المفاوضات كانت على وشك ان تؤدي الى اطلاق سراحه الاحد, كما ذكرت الجمعية التي اكدت انها تلقت 200 الف دولار جمعها اقاربه واصدقاؤه لدفعها الى بدو قاموا بدور الوسيط في هذه المفاوضات. في مؤتمر صحافي تحدثت زوجته يولاند بحضور ابنيهما المراهقين. وكانت خطفت معه في تعز في اليمن في مايو 2013 لكن افرج عنها لاحقا في يناير بوساطة من المنظمة التي يعمل لصالحها. واعربت الارملة التي تحدثت بصوت خافت وسط الدموع عن «الارتياح» لانتهاء معاناته, علما انه كان مريضا في اثناء احتجازه, حيث فقد سمعه واصيب بفتق. واكدت انها وعائلتها اختاروا مسامحة من تسبب بمقتل كوركي وقالت «ماذا يفيد الاتهام? ...هل سيعيده حيا? ابدا...لذا اخترنا أن نغلق هذه المسألة». غير أن عائلة سومرز أكدت أنها كانت تفضل حلا دبلوماسيا مؤكدة انه لولا محاولة الانقاذ لكان الصحافي الاميركي حيا. وكان الخاطفون نشروا في الاسبوع الفائت فيديو يهدد بقتل سومرز. واعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع السبت «حصلنا على مؤشرات, مؤشرات موثوقة, بانهم كانوا سيقتلون سومرز سريعا, ربما في اليوم التالي». واضاف «كان أمامنا ان نختار: اما التحرك فورا والمخاطرة, او الانتظار حتى انتهاء هذه المهلة. لم يكن احد مستعد لفعل ذلك». وتجنبت وزيرة خارجية جنوب افريقيا مايت نكوانا ماشابين توجيه اي لوم بخصوص مقتل كوركي. وقالت الوزيرة «علينا جميعا ان نكون متحدين في مكافحة الارهاب وما يرافقه من خطف للرهان. اعتقد ان النوايا كانت جيدة, ولكن النتيجة لم تكن كما يرجى». واضافت «كانت هناك نية في محاولة تحرير هؤلاء الرهائن بامان وسلامة, لكن الامر لم يسفر عن النتيجة المخطط لها». كما اشارت الى ان نحو خمس رهائن جنوب افريقيين اخرين لا يزالون محتجزين في مناطق مختلفة من العالم بعضهم يحمل جنسية مزدوجة, الا انها رفضت الكشف عن مزيد من التفاصيل. وسيتم تشريح جثمان هذا المعلم السابق للرياضة والبيولوجيا في مدرسة ثانوية في بلومفونتين (وسط جنوب افريقيا), قبل اعادته الى عائلته. رغم الفشل أمريكا مستمرة على الأرجح في عمليات تحرير الرهائن قال مسؤولون إنه رغم ثلاث عمليات فاشلة لإطلاق سراح رهائن أمريكيين يحتجزهم متشددون, ستستمر الولاياتالمتحدة في تنفيذ مثل هذه العمليات في الوقت الذي يكافح فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما سلسلة من جرائم خطف وقتل الأمريكيين. ووقعت أحدث انتكاسة في منطقة نائية باليمن في وقت مبكر من صباح السبت الماضي عندما قتل متشددون من تنظيم القاعدة الصحفي الأمريكي لوك سومرز والمعلم الجنوب افريقي بيير كوركي خلال عملية إنقاذ قادتها القوات الخاصة الأمريكية. ودافع وزير الدفاع تشاك هاجل عن العملية وتقارير المخابرات التي تستند إليها وأشار إلى أنه لن تكون هناك مراجعة شاملة للسياسة الأمريكية في هذا الصدد. وقال هاجل أثناء زيارة لقاعدة تاكتيكال جامبيري في شرق أفغانستان «لا أعتقد أن العملية تتطلب تراجعا ومراجعة. عمليتنا شاملة كما يجب ان تكون. لكن هل هي ناقصة? نعم. هل هناك مخاطرة? نعم. «ولكن الحقيقة تظل أن هناك أمريكيا محتجزا كرهينة وحياته في خطر ومن هنا نبدأ ونمضي قدما.» وانتقد بعض أفراد اسرة سومرز العملية الفاشلة. وقالت بيني بيرمان زوجة والد سومرز البريطانية لصحيفة التايمز إنها «غاضبة للغاية لأنه لو لم تحدث محاولة إنقاذ لكان مازال على قيد الحياة.» وقالت إن الاسرة لم تبلغ بمحاولة الإنقاذ. وقال مسؤولون أمريكيون إن خاطفي سومرز كانوا على وشك اعدامه بعد ان بثوا تسجيل الفيديو الأسبوع الماضي والذي هددوا فيه بقتله. لكن بيرمان قالت لصحيفة التايمز إن التهديدات السابقة لم تنفذ وإنها كانت تتمسك بالأمل. وفشلت عملية سابقة أيضا لانقاذ سومرز في منتصف نوفمبر الماضي أيضا إذ لم يكن متواجدا عندما وصلت القوات الأمريكية واليمنية كما فشلت محاولة في يوليو لانقاذ الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي كان يحتجزه تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقطع التنظيم رأس فولي في وقت لاحق. لكن من المستبعد أن تتوقف الآن محاولات إنقاذ الرهائن خاصة وان أوباما يتمسك بسياسة عدم دفع فدية للخاطفين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست الاثنين الماضي ,إن أوباما غير نادم على اصدار الاوامر للقيام بالمهمة, وأضاف أن المتشددين عليهم أن يتفهموا أن هذه إشارة لعزمه القيام بكل شيء ممكن لإنقاذ الأمريكيين المحتجزين في أي مكان. وأضاف للصحفيين «اليوم نحذر الجماعات المتشددة أو المتطرفة التي تقرر المخاطرة بخطف رهينة أمريكية.» وقال البيت الأبيض إن مراجعة سياسة الرهائن التي أمر أوباما خلال فصل الصيف بإجرائها لن تتضمن موضوع الفدية. وقال بروس ريدل الضابط الكبير السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض «النتيجة التي توصل إليها أوباما بأن التعامل مع مشاكل خطف رهائن بمثابة كابوس هي نفس النتيجة التي توصل إليها (الرئيسان السابقان) جيمي كارتر ورونالد ريجان.» وأضاف ريدل الذي يعمل حاليا في معهد بروكينجز «لا أرى أن هناك أي مجال للتغيير في السياسة الأمريكية.» وقال مسؤول دفاعي أمريكي رفيع «نحن أكثر قدرة الآن بعد 13 عاما من مكافحة الإرهاب.» وأضاف «لكنني لن أصف هذه السياسة بأنها سياسة أكثر نشاطا... أعتقد أن تهديد (الرهائن) أكثر شيوعا أيضا.» وفي بعض الأحيان تنجح مثل هذه العمليات. ففي يناير 2012 أسقطت البحرية الأمريكية بالمظلات قوة في الصومال وأنقذت أمريكيا وعامل إغاثة من الدنمرك وقتلت تسعة من الخاطفين. وقال ريدل «اعتقد انه يجب المحاولة» والقيام بعمليات إنقاذ. وأضاف أن الرسالة التي ترسلها هي «أولا أننا لن ندفع (فدية) وثانيا ان احتجاز رهائن ينطوي على مخاطرة كبيرة.» كما وصفت ارملة العامل الانساني البريطاني ديفيد هينز الذي اعدمه تنظيم «الدولة الاسلامية» في سبتمبر, قتلة زوجها ب»الجبناء الذين لا تهابهم» . وقالت دراغانا هينز وهي تبكي في مقابلة من منزلها في سيساك بكرواتيا, الاولى التي تمنحها منذ مقتل زوجها «يعتقدون انهم شجعان لكن ما فعلوه ليس عملا شجاعا. ان قطع رأس شخص يركع بعد ان اوثقت يداه وراء الظهر عمل جبان». وكان تنظيم الدولة اعلن في 14 سبتمبر مسؤوليته عن قطع رأس الرهينة ديفيد هينز في شريط فيديو اظهر عملية الاعدام. وقطعت رؤوس ثلاثة رهائن غربيين اخرين بيد تنظيم الدولة الاسلامية وهم الصحافيان الاميركيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف والمتطوع البريطاني الذي يعمل لحساب جمعية انسانية الان هينينغ. واضافت وهي تحاول حبس دموعها «انكم جبناء اذا قطعتم رأس شخص اعزل ولستم حتى من البشر. لا يمكنكم ان تكونوا سوى وحوش باقدامكم على عمل كهذا». واوضحت «لا يمكننا ان نسمح لهم بان يخيفوننا. لقد سلبوا مني جزءا من حياتي, والد اتيا وزوجي, الشخص المحب والذي احب لكنني لست خائفة منهم». واستذكرت ارملة الاسكتلندي الذي كان في ال44 من العمر, الاشهر الذي احتجز فيها زوجها رهينة لدى التنظيم الاسلامي المتطرف. وقالت «كان كل يوم يشكل تحديا. النهوض صباحا والقول «هل يجب أن أكون متفائلة?», هل سيكون اليوم النهار الذي سيتصلون بي آو سيتصل هو بي ليقول «إني حر وسأعود إلى المنزل»? او انه اليوم الذي سيتصلون بي للقول بان أمرا فظيعا قد وقع»». وقالت أيضا انها لم تعرف كيف تقول لابنتهما ان والدها قتل . وأوضحت «احاول افهامها ان والدها لن يعود». وذكرت انها شاهدت جزءا من شريط الفيديو الذي بثه تنظيم «الدولة الاسلامية» وهدد فيه بقتله. وقالت «شاهدته في الشريط. شاهدت فقط الجزء الذي كان يتحدث فيه. لم اتمكن من مشاهدة باقي الشريط. لا اريد ان اشاهده». ويوم اعلان مقتل زوجها اتصل بها شقيقه وقال «لي «دراغانا لم يعد في وسعهم إلحاق الأذى به» وهي لحظة ستؤثر في باقي حياتي». وتابعت «أعطى ديفيد معنى لحياتي. والآن اتيا (ابنتهما البالغة الخامسة من العمر) سبب عيشي. لكان ديفيد اراد ان اكون قوية من اجل ابنتنا».