أخلت السلطات الأمنية بمنطقة الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، بتعليمات من النيابة العامة، سبيل الشخص الذي جرى توقيفه بناء على إرشاد من عدد من التلميذات اللواتي يدرسن بالثانوية الإعدادية القسطلاني، الموجودة بحي الداخلة، اللواتي انتابتهن حالة هياج هستيرية مصحوبة بصراخ وتمرغ على الأرض، صباح يوم الإثنين 11 فبراير 2019، مما خلق جملة من علامات استفهام، حول الأسباب التي أدت بهن إلى ذلك، خاصة مع انتشار مقطع فيديو مسجل وثّق لتفاصيل تلك النوبة الجماعية غير المفهومة، التي فتحت الباب عريضا للتحليلات والاستنتاجات، وقد تم تقاسم الشريط المصحوب بتعاليق متعددة بشكل قوي على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي خلق حالة من الرعب في صفوف الأمهات والآباء خوفا على فلذات أكبادهم، لا سيّما حين تم ربط الواقعة بتناول نوع معين من المخدرات. وكانت المصالح الأمنية قد أوقفت الشخص الذي تم نعته ب الدجّال» ومحترف «السماوي» وغيرها من المسميات، للبحث معه بشأن ما تم اتهامه به من طرف الفتيات، اللواتي صرحن بأن المعني بالأمر عرض وقرأ عليهن طلاسم تسببت لهن في تلك الحالة الهستيرية، إلا أن علمية البحث الذي قامت بها العناصر الأمنية مع الموقوف، لم تسفر عن أي شيء غير عادي ولم تخلص إلى وجود ما يثير الشك والريبة بخصوصه، خاصة وأن «المشعوذ» المفترض اتضح انه التقى صدفة بالفتيات، يوم الخميس 7 فبراير، على مقربة من مؤسسة تعليمية مجاورة لمنطقة بن اجدية، أي قبل يوم الحادث بأربعة أيام، وعليه ونتيجة لعدم الخلوص إلى ما قد يفيد بوجود علاقة سببية مباشرة بين الموقوف والفتيات فقد تم إخلاء سبيله. إخلاء سبيل المشكوك فيه، وتداول رواية رسمية للمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان للتعليم، لم يبددا حالة الشك والريبة وإنما زادا من تعميقها، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، عن حقيقة الواقعة، التي قد يكون مفتاحها نفسيا سيكولوجيا، وقد يكون شيئا آخر غير ذلك؟