أكدت مجموعة التفكير الأمريكية (إنستيتيوت فور إيكونوميكس آند بيس)، في دراسة تحت عنوان «المؤشر العالمي للسلام» لسنة 2014، أن المغرب يظل ملاذا للاستقرار والسلام بمنطقة تعيش أجواء من الاضطرابات وانعدام الأمن. وتضع المعايير ال22 الدقيقة، التي اعتمدتها مجموعة التفكير الأمريكية في مجالي السلام والاستقرار، المغرب في مقدمة بلدان المغرب العربي (المغرب، تونس، موريتانيا، ليبيا، الجزائر)، وشمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر). كما أبرزت (إنستيتيوت فور إيكونوميكس آند بيس) في تقريرها حول «المؤشر العالمي للإرهاب» أن ترتيب المغرب لم يتحسن فقط بشكل ثابت منذ سنة 2010 ، وإنما برزت المملكة من بين بلدان المنطقة الأقل تأثرا بظاهرة الإرهاب. من جهة أخرى أشار المركز الأمريكي إلى أن العالم أصبح أقل سلما خلال سنة 2014 بسبب تنامي الأنشطة الإرهابية وعدد النزاعات المسلحة ومشاكل اللاجئين والأشخاص المرحلين. وقال مراقبون إن الحرص الكبير الذي يبديه جلالة الملك محمد السادس على مكافحة الإرهاب ودعم المنظومة الأمنية للتصدي إلى هذه الظاهرة المستشرية، جعل من المغرب بلدا آمنا. كما أكدوا أن بلورة العاهل المغربي لمنظومة اقتصادية واجتماعية متطورة، منح الثقة لدى عموم الشعب المغربي بضرورة العمل والاجتهاد لتطوير المكتسبات الحاصلة، والابتعاد عن شبح الاضطرابات وانعدام الأمن. وكان دوف زخاييم المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي من 2001 إلى 2004 قد أكد في وقت سابق أن المغرب يتميز داخل منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بكونه «ملاذا للسلام والاستقرار»، وذلك بفضل الدور الريادي المتبصر الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس. وقال زخاييم إن «الدور الريادي للعاهل المغربي كان وراء اعتماد الدستور الجديد الذي يعد من بين الإصلاحات التي جعلت من المملكة ملاذا للاستقرار والتفاؤل أكثر من أي بلد آخر بالمنطقة». وعلى مستوى مؤشر سيادة القانون في التقرير السنوي لمقياس الديمقراطية العربي الذي صدر عن شبكة مبادرة الإصلاح العربي، فالمغرب قطع أشواطا كبيرة في درب الحق في المحاكمة العادلة وقدرة منظمات حقوق الانسان على العمل. وفي مؤشر العدالة الاجتماعية والمساواة استطاع المغرب أن يضمن في الدستور فصلا يهتم بالمساواة بين الجنسين والتعليم والضمان الاجتماعي، والإنفاق الحكومي على القطاعات الاجتماعية. ولاحظ زخاييم، الذي شغل أيضا منصب منسق مدني بالبنتاغون من أجل إعادة إعمار أفغانستان من 2002 إلى 2004، أن الريادة الملكية «حصنت المملكة ضد الاضطرابات والتوترات التي هزت البلدان الأخرى في احترام تام لقيم التسامح والتعايش». وذكر في هذا السياق أن المغرب كان دائما حليفا «قويا» للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الديني، مؤكدا أن جلالة الملك سبط النبي يتوفر على «رؤية أصيلة للإسلام».