أكد صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بنواكشوط، أن القطاع الخاص المغاربي يمثل شريكا أساسيا للسير قدما في بناء الصرح المغاربي. وقال مزوار خلال أشغال المنتدى المغاربي لأصحاب الأعمال، الذي نظمه الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، وشارك فيه رؤساء كونفدراليات أرباب العمل المغاربيين، "إنه على الرغم من مرور 30 سنة على تأسيس اتحاد المغرب العربي، فإن هذا الكيان لم يصل بعد إلى بناء الفضاء المغاربي الذي تطمح إليه بلدانه والاستفادة من مؤهلاتها لمواجهة عالم متغير بسرعة". وأضاف أن التكامل الاقتصادي يبقى، بالرغم من ذلك، هو السبيل الوحيد المتاح أمام بلدان المنطقة في سياق تطبعه العولمة، وأمام بروز تكتلات وقوى اقتصادية جديدة، موضحا أن اللامغرب عربي يكلف هذه البلدان خسارة نسبة 2 في المائة من معدل النمو السنوي، و5 في المائة من ناتجها الإجمالي المحلي التراكمي، وإمكانية الرفع من الناتج الإجمالي الحقيقي عن كل نسمة بنسبة تتراوح بين 24 و34 في المائة، على مدى عشر سنوات. وأشار إلى أن المنطقة المغاربية تتوفر على كافة مميزات سوق إقليمية للاستهلاك، وهي أيضا خزان من الكفاءات الشابة وذات التكوين الجيد، وفضاء اقتصادي حيث لم يعد المقاولون، وخاصة الشباب منهم، يكترثون بالحواجز السياسية للاستثمار في بلدان الجوار، مبرزا أن اللامغرب عربي ليس قدرا محتوما، بقدر ما هو وضع يمكن تجاوزه، إذا توفرت الإرادة. من جهته، أكد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، الرئيس الدوري للاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال، رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين، على ضرورة تسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي المغاربي وحشد كافة الطاقات والإمكانيات لخلق ديناميكية تساعد على إقامة شراكات مغاربية، واتخاذ جملة من الإجراءات العملية مثل استكمال الإطار القانوني والتفعيل الحقيقي للاتفاقيات المبرمة في مجال تشجيع حماية الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي، للدفع بالمقاولات إلى توجيه نشاطها الاستثماري نحو البلدان المغاربية. وتجدر الإشارة إلى أن جدول أعمال المنتدى، الذي شارك فيه أيضا عدد من المسؤولين بالاتحاد العام لمقاولات المغرب وحوالي عشرين مقاولة مغربية، تضمن تقديم عروض حول التكامل الاقتصادي بين بلدان المغرب العربي، وحول مناخ الأعمال وفرص الاستثمار في كل منها، فضلا عن عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال المغاربيين المشاركين في المنتدى.