علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن حالة إصابة جديدة بفيروس H1N1 المعروف بمرض أنفلونزا الخنازير، تم تسجيلها بإحدى المصحات الخاصة بالدارالبيضاء، لتكون بذلك ثاني حالة يسلّط عليها الضوء، بشكل غير رسمي، بعد الحالة الأولى التي ذهبت ضحية لها المرحومة يسرى وهي في سن لا يتجاوز 34 سنة، وخلّفت وراءها رضيعا وطفلين صغيرين يتامى. «الاتحاد الاشتراكي» اتصلت بمسؤول بالمصحة المذكورة الذي لم يقدم معطيات دقيقة عن الحالة المسجلة ووضعيتها الصحية، مكتفيا بالتأكيد على أنه سنويا يتم تسجيل حالات للأنفلونزا المذكورة وبأن حالات الإصابة ليست بالغريبة عن المشهد الصحي وتتطلب تتبعا صحيا معيّنا. حالة جديدة تعيد النقاش من جديد حول إشكالية الأنفلونزا بشكل عام وبمختلف فيروساتها، التي تترتب عنها عدد من المضاعفات الخطيرة كالتعفن الرئوي، الاجتفاف، تفاقم الأمراض المزمنة كالربو والسكري وأمراض القلب، إذ تشير الإحصائيات الرسمية أنه يصاب سنويا 600 مليون شخص عبر العالم بالعدوى خلال فصلي الخريف والشتاء، وتتسبب في وفاة ما بين 250 و 500 ألف شخص، بحيث يقدر عدد المصابين في صفوف البالغين ما بين 5 و 10 في المئة، وما بين 20 و 30 في المئة من الأطفال. فيروس الأنفلونزا يعرف في المغرب انتشارا بين شهري شتنبر ومارس، ويبلغ أعلى مستوياته في شهر فبراير، ومع ذلك فإن التوعية بمخاطر المرض وبضرورة التلقيح لا تتم بالكيفية المطلوبة إذ تكون مناسباتية وعابرة، ولا تتسم بالجدية والاستمرارية مقارنة بحجم المضاعفات وخطورة التبعات، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للخطر ويتعلّق الأمر بالنساء الحوامل، الأطفال، الأشخاص المسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. وكانت إحصائيات رسمية لمسؤولي معهد باستور قد أوضحت في وقت سابق، أنه على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية توصي بتلقيح قرابة 70 في المئة من الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة، فإن هذا الرقم لم يتجاوز 1.2 في المئة في المغرب، علما أن مهنيي الصحة هم بدورهم يتعيّن عليهم تلقيح أنفسهم، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب هذا الخلل، سواء على مستوى التوعية والتحسيس أو التلقيح في حد ذاته، ونفس الأمر يُطرح بالنسبة لمهام ومردودية المركز الوطني المرجعي للأنفلونزا والفيروسات التنفسية الكائن بقسم علم الفيروسات بالمعهد الوطني للصحة، الذي جرى تحديث معداته مؤخرا بتكلفة تقدر ب 1.7 مليون درهم، ممولة في إطار مشروع التعاون الثنائي بين « CDC أتلانتا» (الولاياتالمتحدة) والمعهد الوطني للصحة، إذ تغيب أية نشرة توضيحية تواصلية خلال كل موسم شتاء جديد عن طبيعة فيروسات الأنفلونزا التي تتواجد بالمغرب، ومدى تضمن اللقاح المتوفر لخلاياها التي تمكن من مقاومتها من عدمه، مما يستوجب تعاطيا جديا في هذا الصدد، بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بأمن صحي ترتبط به عدد من القطاعات الحيوية والتبعات المتعددة، ومن شأن تواصل مسؤول القطع مع كل الإشاعات والتأويلات التي يكون لها ما بعدها.