أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، أن الشعوب المغاربية هي موحّدة بثقافتها المتعددة والمختلفة، وبقبول بعضها البعض، وبتسامحها، ومحاولات الجميع ودعوتهم لتجاوز أخطاء الماضي من أجل المستقبل، مشددا على أن شعوب الدول المغاربية لا يفرقها شيء ولا تطلب من دولها إلا أن تتوحد فيما بينها من أجل المصير المشترك، لأنها في حاجة شديدة إلى وحدة الدول المغاربية اليوم، والقطع مع هدر الزمن. وأشاد ادريس لشكر، الذي كان يتكلم بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة لرحيل الزعيم الحسين أيت احمد، أمام جمع غفير من مناضلات ومناضلي وضيوف جبهة القوى الاشتراكية بالجزائر، في لقاء نظم تحت شعار «حياة وكفاح من أجل مغرب الشعوب»، بمناقب وشيم الراحل، منوها بقيمة وحجم الحدث المنظم، وبدلالات خطوة الاحتفاء، التي شدّد على أنها تؤكد خصلة الوفاء التي كان «دا الحسين» عنوانا لها، والتي تركها إرثا خالدا، وأضاف بالقول «الكثير من الزعماء رحلوا عنا لكن قليلون هم الزعماء الذين يبقون خالدين، كما هو الشأن بالنسبة للزعيم الراحل الدا الحسين». وأبرز ادريس لشكر، أنه يحضر ويشارك في هذه المناسبة ممثلا لمناضلات ومناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو يحس بتأثر بالغ، المصحوب في نفس الوقت بالأمل في المستقبل، مشددا على أن الاتحاديات والاتحاديين لم ينسوا حضور جبهة القوى الاشتراكية مجسدة في المرحوم أيت أحمد إلى جانبهم، عندما ودّع الحزب الراحل عبد الرحيم بوعبيد. وأكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أن «دا الحسين»، وقادة تاريخيين، هم فجروا ثورة التحرير من أجل أن تعيش الشعوب المغاربية مستقلة وككيان إندماجي مغاربي، مشددا على أن الراحل سيكون مطمئنا، بالنظر إلى أن نضاله لم يكن مقتصرا على الجزائر لوحدها بل كان له بصماته في المغرب، مستدلا في هذا الصدد بموضوع الأمازيغية بالقول «لقد فتح أعيننا على أن الفكر القومجي الذي يلغي الآخر لا مكان له في مغاربنا، وهو الذي جعل اشتراكيتنا قوية وتؤمن بالخصوصية في دفاعه عن الأمازيغية، التي هي ليست لمنطقة ما في مغاربنا، بل أن كل المغاربيين حتى الذين لا يتكلمونها كلهم أمازيغيون». الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي أشار أيضا إلى مكانة ودور أحزاب الحركة الوطنية في الدول المغاربية، التي هي استمرار لحركة التحرير الشعبية، والتي هي ليست وليدة اليوم، مبرزا أن الراحل أيت احمد ربط الكفاح المسلح بالنضال السياسي الدبلوماسي، وهو الأمر الذي تم استلهامه منه، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن خلال تجربة الزعيم والقيادي الراحل، ومن خلال نضاله الذي فتح للأمل، راجع مواقفه خلال سنة 1975 واستطاع أن يعلن عن استراتيجية النضال الديمقراطي حتى لا يبقى في جو الحظر والقمع والمنع، وسعى للبحث عن وسائل لدخول المؤسسات، فشارك في الانتخابات انطلاقا من الربط الذي تعلمه من القادة التاريخين، بين الكفاح والنضال السياسي من داخل المؤسسات، مؤكدا اقتناع الحزب بهذه المنهجية في التعامل، وقراره بالانخراط فيه خلال مؤتمره الاستثنائي سنة 1975، مذكرا في هذا الإطار بزيارات المرحوم أيت احمد، ولقاءاته المتعددة، مضيفا بالقول «أتذكر المناقشات التي كانت بينهم كقادة تاريخيين لهذه المنطقة، لقد ناضلوا جميعا من أجل الاستقلال ولم ينسحبوا بعد ذلك ولم يغتنموا ريع الاستقلال، بل ناضلوا من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة». وعاد ادريس لشكر للتأكيد على أن الشعوب المغاربية هي اليوم في حاجة إلى وحدة قوية ومتماسكة من أجل مواجهة الإرهاب والقوى الظلامية، ومحاولات الخصوم لزرع التفرقة بينها، وكل الأخطار التي تتهددها، ودعا باسم الاتحاديات والاتحاديين إلى الحرص كقوى اشتراكية ديمقراطية على الالتقاء في إطار واحد، بتنظيم لقاءات مشتركة وموحدة لمثقفي الدول المغاربية، وصحافييها ومبدعيها، وأبنائها وشبابها ونسائها، من أجل المستقبل، ومن أجل غد أفضل للشعوب كافة، مؤكدا على أنه لم يعد مقبولا ولا منطقيا، لا من الناحية السياسية، ولا الأخلاقية الاستمرار في هدر الزمن، مشددا على أن الراحل أيت احمد الحسين تحدث عن هذا الموضوع لنصف قرن، مبرزا أنه يتضح اليوم أن أكثر من 60 سنة، قد ضاعت من حياة الشعوب المغاربية، ولم يعد مقبولا الحفاظ والعيش فقط على سلبيات الماضي. وأوضح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي كانت القاعة المملوءة عن آخرها تتفاعل بحرارة مع مداخلته ومع الرسائل التي وجّهها، أن إيجابيات الماضي كثيرة وبأن أحلام الشعوب المغاربية الكثيرة هي تضغط على الجميع في الجزائر، وتونس والمغرب، داعيا على الأقل إلى منح هذه الشعوب حق التزاور العائلي، مؤكدا أنه لا وحدة لهذه الشعوب إلا بمزيد من الاتصال وبمزيد من اللقاءات في احترام تام وتقدير كامل لبعضها البعض، مشددا على ضرورة الانطلاقة الجماعية الموحدة، واختتم مداخلته بتوجيه التحية لكل الشعوب المغاربية بالقول «عاشت الجزائر بلد المليون شهيد، عاشت تونس الشقيقة، وعاش المغرب»، معربا عن أمله في أن يكون لقاء الجزائر منطلقا لعمل تشاركي بين الأحزاب الثلاثة الحاضرة. لقيت الزيارة التي قام بها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، ترحيبا كبيرا من لدن قيادات جبهة القُوى الاشتراكية بالجارة الشرقية، بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل قائدها التاريخي الحسين أيت أحمد. لقاء ثلاثي و تعد الزيارة التي قام بها ادريس لشكر، إلى الجارة الشرقية الأولى من نوعها ، بعد الخطاب الملكي الذي دعا فيه جلالته إلى فتح صفحة جديدة معها.. وقد عقد الكاتب الأول لقاء ثلاثيا، ضم قيادة الأفافاس بقيادته الوطنية يتقدمها محمد حاج الجيلالي، والتكتل التونسي خليل الزاوية، والاتحاد، تناول بالتحليل والدراسة القضايا الإقليمية، وما تفرضه المعطيات الجديدة من نقط استعجالية، سواء قضية الحدود أو ما يرتبط بها من قضايا تتعلق بالأمن، والاستقرار أو قضايا الانتقال الديمقراطي . وقد توافقت الأحزاب الثلاثة على تنمية التعاون بين تنظيماتها الشبيبية والنسائية، ودعم التنسيق بين قطاعاتها المهنية ومثقفيا.. إلخ. وكان من المتوقع حضور الكاتب الأول لأشغال المؤتمر الوطني لحزب العمال برئاسة المناضلة لويزا حانون، غير أن عطبا في الرحلة حال دون ذلك. وقد وجه الكاتب الأول رسالة وتحية للمؤتمر، الذي أعاد انتخاب لويزاحانون، التي أجرى معها اتصالا هاتفيا مباشرا". وكانت للكاتب الأول لقاءات مع الكاتب الوطني لشبيبة الأفافاس، وكذا المنسق الوطني لكونفدالية النقابات المستقلة. اللقاء الذي احتضنته قاعة سييرا مايسترا التاريخية، وسط العاصمة الجزائرية الشعبية، حضره جمهور غفير وقياديون، يبين القوة الجماهيرية للحزب المعارض، الذي يتوفر على فريق برلماني مغرب ديمقراطي للشعوب وقد استهل التجمع الجماهيري بقاعة «سييرا ماسترا»، بكلمة ألقاها يوغرطة عبو الأمين الوطني المكلف بالإعلام لحزب جبهة القوى الاشتراكية، الذي رحب فيها بالضيوف المغاربيين، وعلى رأسهم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر ورئيس التكتل التونسي خليل الزاوية ورئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر بالإضافة إلى سفيري المغرب وفلسطينبالجزائر. وقال الأمين الوطني المكلف بالإعلام لحزب جبهة القوى الاشتراكية، إن هذا التجمع يتم إحياءه بشعار «حياة وكفاح من أجل مغرب الشعوب»، ذلك لأن الرجل كرس حياته كلها لصالح الديمقراطية ودولة القانون ولصالح مغرب ديمقراطي للشعوب. فيما أبرزت مريم أيت أحمد في تدخل لها وجهة الراحل حول الوحدة المغاربية وكيف كان يرى تجسيد هذا الحلم الذي كافحت من أجله الحركة الوطنية المغاربية، من خلال سردها للحوار الذي أجراه الراحل مع قناة ميدي 1 المغربية فيما مضى، هذا وقد تفاعل المناضلون بعد انتهائها كلمتها بالهتاف: «مغاربيون مغاربيون». ثم تدخل المنسق الوطني لكونفدرالية النقابات المستقلة صادق دزيري وأبرز خصال الزعيم الراحل وأنه لم يكن جهويا بل وطنيا مخلصا. ثم كان تدخل سفير فلسطينبالجزائر، الذي ألقى كلمة، شكر فيها على دعوة حزب جبهة القوى الاشتراكية، وشبه الزعيم الراحل بالبصمة التي تركت أثرها في التاريخ ذاكرا حكمة قالها الزعيم الراحل ذات يوم: البساطة اقوى من الدهاء. وقد عدد السفير الفلسطيني خصال ومواقف الزعيم الخالدة مع القضية الفلسطينية، ومدى تأثر السفير عندما كان صغيرا بخطابات الزعيم الراحل. ثم ألقى الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد حاج جيلالي كلمة، شكر فيه الحضور المغاربي، فيما استحضر خصال الراحل وإيمانه العميق بمغرب ديمقراطي للشعوب. وقال الأمين الوطني إن الافافاس مؤمن بالوحدة المغاربية، وأن اللغة الأمازيغية إسمنت الوحدة الوطنية والمغاربية وأن البديل الديمقراطي هو حلم تتطلع إليه الشعوب المغاربية وأن الافافاس مقتنع بذلك وسيواصل نضاله من أجل تحقيق هذا الهدف. من جانبه، قال رئيس حزب التكتل التونسي إن هذه القامة الكبرى ناضلت من أجل القضايا العادلة، ثم تطرق إلى ما يجمع بين الأقطار المغاربية من تاريخ ونضال مشترك وهو ما لا وجود له لدى الشعوب الأوربية لكن هذه الأخيرة توحدت وبقية الأقطار المغاربية رهينة قيادات وطنية اهتمت بتسيير بلدانها دون رؤية استراتيجية. ودعا الأحزاب المغاربية إلى القيام بمبادرات تقرب بين شباب الأحزاب وهذا بحد ذاته وفاء لمبادئ الراحل الحسين أيت أحمد، وقال إنه لابد من استراتيجية موحدة تحقق عدالة اجتماعية لشعوبنا.