بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ يقوم جلالة الملك بزيارة رسمية الى الصين اعتبارا من يوم غد الخميس، سيوقع خلالها اتفاقات تعاون مع الرئيس الصيني كما أعلن بلاغ لليوان الملكي . وأثناء هذه الزيارة، سيجري جلالة الملك والرئيس الصيني محادثات وسيرأسان احتفال توقيع اتفاقات ثنائية، بحسب البلاغ . وتعتبر هذه المرة الثانية التي يقوم فيها جلالة الملك بزيارة إلى الصين بعد الزيارة التي قام بها في فبراير 2002. وفي نهاية السنة الماضية أعلن في الرباط بمناسبة زيارة قام بها إلى بلادنا وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن دعوة تلقاها جلالة الملك لزيارة الصين بهدف إبرام "شراكة استراتيجية". وأتى هذا الاعلان بمناسبة زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي التي صادفت الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الثنائية. وأعرب وانغ يي بهذه المناسبة عن رغبة بكين في "إعطاء دفع جديد" لهذه العلاقات. وكان جلالة الملك أعرب في خطاب العرش الأخير عن حرص المغرب على توطيد العلاقات العريقة، التي تجمع بلادنا بكل من روسيا الفيدرالية، وجمهورية الصين الشعبية، وعزم جلالته على تعميق البعد الاقتصادي للشراكة الاستراتيجية المتميزة، التي تجمع المغرب بكل منهما. ويعتبر المغرب الشريك التجاري الافريقي العاشر للصين، وبكين هي الشريك الرابع للمملكة. وبلغ حجم المبادلات بين البلدين 3,69 مليارات دولار، في نهاية 2013 وهو رقم متواضع مقارنة مع حجم المبادلات بين المغرب وفرنسا وإسبانيا ، مما أصبح يستدعي معه تطوير هذه العلاقات . وفي هذا الإطار تشكل زيارة جلالة البداية لهذه المرحلة المتطورة من العلاقات بين البلدين، حيث يطمح المغرب في أن تشكل شراكته الاستراتيجية مع الصين إطارا جديدا للتعاون الثنائي في الميادين المرتبطة بالاستثمار والتنمية وبالأمن، وتعميق التشاور السياسي وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتقوية التعاون في الميادين الثقافية والتقنية والعلمية. كما يصبو المغرب عبر هذه الشراكة، إلى أن تكون علاقاته مع الصين أساسا للتأثير الإيجابي في التنمية الإقليمية والجهوية، واستثمار موقعها كرافد لهذا الطموح المشترك وهذا البعد الاستراتيجي المشترك. ومما يعزز هذه التطلعات، تسجيل العلاقات الثنائية على المستوى السياسي والدبلوماسي، خلال السنوات القليلة الماضية، تزايدا في تبادل الزيارات من مستوى عال، كما أن الثقة السياسية المتبادلة، التي تشكل الحجر الأساس لكل علاقة متينة صادقة، تعمقت أكثر وتعزز التشاور والتعاون داخل المنتديات الدولية، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد. ويعزز هذه الثقة متانة علاقات الصداقة الدائمة التي تربط البلدين والمرتكزة على إطار قانوني صلب من أزيد من 230 اتفاقية. كما ترتكز إلى صداقة وطيدة تجمع بين الشعبين تضرب جذورها عميقا في التاريخ، وترسخت على مدى ال 56 سنة الماضية. وسيرا على هذا النهج، ومن أجل خلق مناخ ملائم لتعزيز الروابط بين الرباطوبكين، وقع البلدان مؤخرا اتفاقا يهم الإعفاء المتبادل لحاملي جوازات الخدمة والجوازات الدبلوماسية من التأشيرة . كما قطعت التبادلات بين الشعبين الصديقين، على المستوى الإنساني والثقافي، خطوات كبيرة، مقدمة بذلك دفعة قوية للعلاقات الثنائية. وتم بهذا الخصوص فتح معهدي "كونفوشيوس" في كل من الرباط والدار البيضاء، كما تم توقيع عشر اتفاقيات توأمة بين مدن البلدين.