عطشهم للمعلومة التقنية الفلاحية والزراعية أكثر من عطشهم لمادة الماء الحيوية ، التي تغدق بها سماء منطقة أحمر ، بسحنتهم الحمرية وتجاعيدهم الموشومة على جباههم مثل خرائط جغرافيا المغرب العميق ، حضروا فرادى وجماعات عبر روافد الجماعات القروية لإقليم اليوسفية حيث لبوا نداء قافلة OCP للحبوب والقطاني للتواصل مع الأطر المتخصصة في ميدان البحث الزراعي والتقني يوم الخميس 20 نونبر 2014 ، فعلا لقد استحسنت كل الفعاليات المشاركة وفلاحي المنطقة البسطاء في هذا اللقاء التحسيسي مبادرة المجمع الشريف للفوسفاط واستنفاره لكل إمكانياته مع شركائه الداعمين للمخطط الأخضر في أفق الرفع من مردودية الإنتاج والمحاصيل الزراعية بالطرق العلمية والتقنية الرائدة في مجال الفلاحة ، لكن لابد من الإشارة إلى أن بعض القائمين على قطاع الفلاحة والصيد البحري بالإقليم لم يكونوا في مستوى اللحظة التواصلية بعد أن أكدت لنا مجموعة من فلاحي منطقة أحمر أنهم تعرضوا للإقصاء والتهميش من هذه المبادرة الجميلة رغم إشهارهم أوراق هويتهم وانتمائهم للأرض الحمرية زراعة وفلاحة ، حيث لم يستسيغوا الأسلوب الذي تعامل به معهم المسؤول عن القطاع الفلاحي بالإقليم متسائلين عن السبب في هذا الإقصاء المتعمد ؟ وبالفعل وصلت المعلومة إلى من يهمه الأمر وتداركت السلطة المحلية هذه الثغرة التي شكلت «وصمة عار على جبين» من يناقض التوجه العام الذي يؤكد على أن قافلة OCP للحبوب والقطاني لموسم 2014 المنظمة من طرف المجمع الشريف للفوسفاط بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وموزعي أسمدة OCP هي أداة حقيقية للقرب من الفلاحين وتشكل جزءا مندمجا لعرض المنتوجات والخدمات التي أثبتت نجاعتها على مستوى التنظيم والقدرة على تعبئة الخبراء الزراعيين وتأطير الفلاحين . تتبعنا كل تفاصيل عملية قافلة الحبوب والقطاني بمنطقة أحمر واستمعنا للشروحات والعروض التقنية والفلاحية التي عكفت على تقديمها أطر متخصصة في الميدان بسلاسة وبأسلوب بسيط حيث تداول على منصة العروض العديد من الأطر والخبراء جهويا ووطنيا بوسائلهم ومهاراتهم المعرفية العلمية والتقينة ، أكيد أن فلاحي منطقة أحمر البسطاء قد استفادوا من قافلة الحبوب والقطاني واطلعوا على الزراعات البديلة التي تتماشى وتربتهم الفلاحية ومستوى التساقطات المطرية السنوية ، وتمكنوا من فهم طرق استعمال الأسمدة التي ترفع من المحصول الزراعي ومبيدات الطفيليات ، لكنهم مازالوا يتطلعون إلى استئصال طفيليات أخرى تجثم على صدورهم وتحن إلى العهد البائد ، حيث أكدت لنا عدة مصادر أن الرفع من قيمة المحاصيل الزراعية مشروط بتمليك الفلاحين بالمنطقة أراضي الجموع الشاسعة والتي تمثل ما يقارب 75% من الأراضي الزراعية بالمنطقة ، والشروع في بناء سدود تلية للاستفادة من تساقطات المطر وتجميعها مثل ما وقع بمنطقة الرحامنة ، والعمل على تفعيل مفهوم إدارة القرب بالإقليم واستنهاض همم وضمائر موظفي وأطر القطاعات الشريكة في الميدان الفلاحي والزراعي والقطع مع الأساليب التي تقصي وتهمش البسطاء من فلاحي المنطقة ، فضلا عن ضرورة مراجعة طرق تدبير ملف القروض الممنوحة ، هذا وقد طالبت بعض المصادر التي التقيناها خلال قافلة الحبوب والقطاني ، بضرورة اعتماد زراعات بديلة تتماشى مع الإكراهات والتحديات الفلاحية ونوعية الأراضي الموجودة بالمنطقة كزراعة أشجار أركان والكبار التي يمكن أن تغير من مستوى المعيشة للفلاح بمنطقة أحمر .